الأربعاء 7 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المهزوم

المهزوم

هزيمة الرئيس ترامب فى الانتخابات الرئاسية لم تكن فقط هزيمة لتوجه سياسى، إنما هزيمة لنمط فى الإدارة والحكم، لفظه أغلب الشعب الأمريكى، هل سوف نرى تراجعًا للسياسات التى تصنع الكراهية للآخر المختلف؟ هل سيشمل هذا التراجع مع الآخر فى العالم كله وعندنا أيضًا؟ بوصول الرئيس بايدن للحكم من الممكن أن يكون هناك قضايا خلافية بين مصر والإدارة الأمريكية الجديدة، وهذا أمر طبيعى نتيجة لعدم تطابق المصالح والرؤية المصرية تختلف عن تلك الرؤية التى تراها واشنطن، ومن المهم العمل على تحييد بعض القضايا الخلافية وأن يكون هذا هو رسالتنا للإدارة الجديدة، عالم السياسة لا يعرف العواطف أو المزاج الشخصى بل تحكمه المصالح الوطنية أولاً، وما حدث فى نتيجة الانتخابات جاء معبرًا عن ذلك فى وعى الناخب الأمريكى الذى أعطى صوته إلى بايدن وظهر جليَّا فى الولايات التى ظلت لعقود طويلة تعطى صوتها للمرشح الجمهورى وأعطته تلك المرة للمرشح الديمقراطى مثل بنسلفانيا. هُزم ترامب لأنه اصطدم بمؤسسات الدولة والإعلام واختلف مع معاونيه وبلغته المبتذلة فأهان بذلك منصب الرئاسة والأهم هو شعور الناخب الأمريكى بأن رئيسه غير حريص على صحته وأمنه فى مواجهة الكورونا، حيث قام بالاستخفاف أمام الفيروس. هذا فى الوقت الذى قال بايدن أثناء حملته بأنه لا يمكن إصلاح أى اقتصاد أو استعادة الحيوية والاستمتاع بأثمن لحظات الحياة إلا عندما نستطيع السيطرة على هذا الفيروس. ترامب الذى أعطى الكيان الصهيونى ما لم يحلم به الصهاينة، فقام بمنح القدس العربية إلى الكيان كعاصمة له وأخذ بالسيادة الصهيونية على هضبة الجولان السورية وقاطع السلطة الفلسطينية وفرض عليها عقوبات يدفع ثمنها الشعب الفلسطينى، وأكدت مندوبة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة أن مبادرة السلام العربية التى طرحت فى قمة بيروت 2002 ذهبت أدراج الرياح ولم يعد لها وجود وأن عمليات التطبيع التى تمت مع الإمارات والبحرين والتلويح بآخرين للسلام مع الكيان الصهيونى جاء دون أن يحدث أى انسحاب من الأراضى العربية ولن يحدث، ورغم هذا كله فلم يشفع لترامب أن يأخذ أصوات اليهود الأمريكيين وحظى بايدن بأصوات %75 من هؤلاء اليهود.. بانتصار بايدن ونائبته كامالا هاريس سيواجهان وبقية الأمريكيين مهمة تاريخية تتمثل فى النهضة الوطنية وإصلاح ما أفسده ترامب، حيث سيكون من أولوياتهما مواجهة الأزمة الصحية لكورونا والتعامل مع الأزمة الاقتصادية وتوحيد الأمة الأمريكية المنقسمة التى تسبب فيها ترامب وترميم الانقسامات الحادة السياسية والطبقية والعرقية فى بنية المجتمع الأمريكى.



تحيا مصر..