الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

والشباب: بلدنا اتغيرت

وزيرة «الهجرة» لـ«أبناؤنا الدارسون فى الخارج»: مصر تنتظركم

فى لقاء يحدث لأول مرة فى «روزاليوسف» مع السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج وعدد من الشباب المشاركين فى مبادرة «أبناؤنا الدارسون فى الخارج» اكتحل صالون إحسان عبدالقدوس بهذه الباقة للحديث عن تجربتهم فى المبادرة التى دعت لها وزارة الهجرة فى يوليو الماضى واستمرت حتى بداية الشهر الحالى، والتى نظَّمت من خلالها الوزارة عددًا من الزيارات واللقاءات المتنوعة بهدف تعريف الطلاب الدارسين فى الخارج بما يدور فى الساحة المصرية من مشروعات وإنجازات على أرض الواقع. حول رؤيتهم المستقبلية وآرائهم فى عدد من القضايا التى تشغل تفكير حيز كبير من الشباب، بالإضافة إلى ملفات أخرى مهمة فى حلقة نقاش ثرية وحافلة بالأفكار الطازجة، كان لروزاليوسف هذا اللقاء.



 

رئيس التحرير: فى البداية حدثينا عن فكرة هذه المبادرة وكيف تم التنسيق لها؟

نبيلة مكرم: فى البداية أود أن أعرب عن سعادتى بهذا اللقاء فى صرح إعلامى كبير وعظيم وهو مؤسسة «روزاليوسف»، كما أعرب عن سعادتى بهذه الدعوة من رئيس التحرير أ. أحمد الطاهرى وبصحبة مجموعة من شبابنا الدارسين فى الخارج، وهذه فرصة رائعة لنا جميعًا للحضور لهذه المؤسسة العريقة وإتاحة الفرصة لشبابنا للتعرُّف عن قرب بالتاريخ الصحفى والإعلامى لمؤسسة «روزاليوسف» التى يرجع تاريخها إلى عام 1925، وعلى الرغم من أن الشق الإعلامى لم يكن ضمن برنامج المبادرة، لكننا لا نستطيع أن نغفل أهميته للشباب. الفكرة أو مبادرة «شباب الدارسين بالخارج» بدأت مع أزمة العالقين خلال فترة الإغلاق بسبب فيروس كورونا، وأنا دائمًا أفضل أن أخرج من أى تحدٍ صعب بجانب إيجابى وأرى أن ذلك يكون فرصة للتعلُّم ويجب استغلالها، وكانت المبادرة تحديًا قمنا به لاستغلال فرصة الحجر الصحى وفترة توقف الدراسة فى الجامعات بالخارج، لتقديم برنامج تعريفي لـ50 من أبنائنا الدارسين حول إنجازات الدولة المصرية خلال الأعوام الماضية، وإتاحة لهم فرصة رؤية التغيُّر الكبير الذى يقرأون ويسمعون عنه من خلال الأخبار فقط، لكن كان من المهم أن يروا هذا التغير على أرض الواقع، لذا قررت وزارة الهجرة التواصل معهم مثلما تتواصل بطبقة العمال والمستثمرين والعلماء والخبراء والمرأة وغيرهم من أبناء الوطن فى الخارج، للتعرف عليهم فى الأساس، وأيضًا لزيادة معرفتهم عن مستقبل مصر والخطوات المبذولة لتحقيق حلمنا لبلدنا الغالى.

ولكن هناك ملحوظة حول هذا البرنامج بأنه مختلف عن باقى المبادرات التى قدمتها الوزارة.. فما الفرق؟

نسعى فى وزارة الهجرة دائمًا إلى التقرُّب لأبنائنا فى الخارج بكل الطرق ومد جسور التواصل الدائم بيننا، ولكن هذه المبادرة تحديدًا لها اهتمام خاص، فهذه العقول الشابة هى مستقبل بلدنا، وكان يجب علينا كوزارة مختصة بشئون المهاجرين التقرب من شريحة الشباب خاصة الدارسين لأن بعضهم مع الأسف يفقد التواصل مع وطنه الأم فور سفره، ولهذا الأمر أردت أن أعمل على تغييره، خاصة بعد الفترة الصعبة التى مرت ببعضهم خلال فترة الإغلاق العالمى.

كما عملت الوزارة بالتعاون مع الحكومة المصرية وعدد من الوزارات المختلفة لاستغلال فترة تواجدهم على أرض الوطن وتقديم منح تدريبية داخل الوزارات فى تخصصاتهم الدراسية، لفتح باب أمل جديد لهم هنا فى وطنهم، وأنا لست ضد فكرة الهجرة إلى الخارج، لكن يجب أن يشعر الشباب أن مكانه على أرض وطنه متوافر فى أى وقت، وأن الحكومة ووزارة الهجرة ستستمر فى التواصل مع أبنائها؛ سواء فى الداخل أو الخارج.

وعن هذه المبادرة يعلق عبدالحميد عوض - كندا وهو أحد شباب الحاضرين:

مع بداية جائحة كورونا وإعلان الإغلاق فى الجامعات فى الخارج، كان هدف عودتنا فقط لتمضية هذه الفترة الصعبة مع عائلاتنا، لكننا كنا نعلم أننا سنرجع مرة أخرى للخارج، وكثير منا كان قد قرَّر أن يبحث عن حياة أخرى له هناك فى البلد المضيف، لكن بعد تقديم هذه المبادرة ورؤيتنا حجم الإنجازات والمشروعات التى تم تنفيذها فى فترة قصيرة لم نكن نتخيلها، تم تصحيح وجهة نظرنا، بل نعتقد أننى وغيرى من الشباب المشاركين نريد أن نكمل دراستنا ونرجع إلى وطننا لنكمل ما تم إنجازه من مشروعات، بل أصبحنا متأكدين أن لنا الآن دورًا قويًا وفعالاً وأن فرصة العمل بتخصصاتنا الآن أفضل بكثير من الخارج.

ويستكمل سيف صالح- بريطانيا - قائلاً:

المبادرة كانت مفأجاة لنا فى عدة مقاييس، أهمها كانت رؤية حجم المشروعات التى لم نكن نتوقعها على الإطلاق، فمع زيارة مدينة الجلالة مع معالى وزيرة الهجرة، قد أصابنا الذهول من حجم الإنجاز الخاص بالمشروع، وكيف تم تحويل الجبل إلى مدينة خدمية متكاملة مبنية على أعلى مستوى، وكذلك مدينة الأسمرات، التى لم تبنَ كبيوت خرسانية فقط للقضاء على العشوائيات، ولكنها مشروع متكامل من بيوت ومراكز رياضية ومدارس تعليمية، كذلك دورات تدريبية لإعادة تأهيل سكان العشوائيات ليكونوا جزءًا من بناء المجتمع، كل هذا الكم من المشروعات المجتمعية والتنموية لم نكن نعرفه بالقدر الكافى، ولذلك المبادرة كانت نقطة فاصلة فى تفكيرنا وأعتقد أن تأثيرها سيستمر معنا خلال سنوات دراستنا فى الخارج. أما جيسيكا صاروفين- ألمانيا - فقالت:

بعد الزيارات التى قدَّمتها المبادرة لعدد من المشروعات القومية ولقاء عدد كبير من كوادر الدولة والتعرف عن قرب على العديد من التخطيط لمستقبل مصر وتحقيق أهداف 2030، أشعر أننى أريد أن أرجع إلى بلدى فى أقرب وقت لكى أشارك فى تحقيق أحلامنا المستقبلية والمشاركة فى تحقيق رؤية 2030 التى فتحت لنا باب أمل آخر فى مستقبل أفضل.

أحمد الطاهرى: أريد أن أشارككم تجربتى الشخصية تحديدًا فى مشروع الجلالة، فخلال زيارتى الأولى للمشروع كان لايزال منطقة جبلية، وكانت وقتها أول زيارة لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لموقع المشروع. وأذكر أنه كان يشرح لنا عن تفاصيل المشروع وأنا من داخلى يأتى صوت يقول: «لا يمكن إتمام مشروع كهذا فى هذا الوقت القياسى». وبعد أشهر قليلة تمت دعوتنا مرة أخرى ففوجئت بأن الجبل الذى كنا نقف عليه تم شق طريق هائل به. وعندما رأيناه اليوم بهذا التطور لم نصدق أن مثل تلك المدينة الفخمة تم بناؤها فى وقت قياسى.

 ما أهم القضايا التى تمت مناقشتها فى اجتماعكم مع السيد رئيس الوزراء اليوم؟

نبيلة مكرم: على مدار ساعة كاملة اجتمعنا بشكل مثمر مع دولة رئيس الوزرء د. مصطفى مدبولى، وبما إنه هو نفسه أتم دراسته فى الخارج فهو يعلم جيدًا ما يشعر به أبناؤنا تجاه وطنهم والتحديات التى يمرون بها، وتحدث رئيس الوزراء معهم بكل صدق بمعاناة الشاب الدارس بالخارج والأحلام التى ينتظرها من دولته ووطنه الأم. وأوصاهم فى النهاية بالاجتهاد بالعمل، فإن الله هو من يرى الأعمال ويكافئ الإنسان. ومن أهم الصفات التى يجب أن يتحلوا بها الأمانة سواء فى الدراسة أو فى العمل، وقد قمنا بعرض فيلم تم تصويره عن كل الزيارات التى قمنا بها مع شباب المبادرة.

وقام الشباب بتوجيه عدة أسئلة لرئيس الوزراء ومنها المشاكل الخاصة بفيروس الكورونا وكيفية التعامل معه، والتحديات التى تقابلها الدولة، والقضايا التى تعد من أولويات الدولة. وقد كان كريمًا فى ردوده عليهم، بالإضافة إلى توفيره فرص تدريب لبعض الشباب بالمبادرة فى رئاسة الوزراء أسوة بالوزارات الأخرى.

نرى عددًا كبيرًا من الوزارات تقدم فرصًا تدريبية حاليًا للاستعانة بكوادر شبابية جديدة، فهل قدمت وزارة الهجرة مثل هذه الفرص لشباب الدارسين فى الخارج؟

بالطبع، نحن لدينا بعض الشباب الذين قاموا بالتدريب فى وزارات مختلفة منها وزارة «البيئة» و«الهجرة» و«الشباب والرياضة» و«الهيئة العامة للاستثمار» وغيرها من مؤسسات الدولة، ونحن نقوم بإصدار بيانات بالأسماء والتخصصات التى درسها هؤلاء الشباب ونرسلها إلى الوزارات المختلفة وإلى الجهات التى يود الشباب أن يحصلوا على تدريب عملى بها، وأنا سعيدة بأن كلاً منهم أعطى من خبرته فى مجاله والوزراء سعداء بعودة الشباب ليقدموا علمهم ودراستهم فى خدمة بلدهم.

 بعد مشاركتكم فى هذه المبادرة؛ ما رأيكم فى حجم الإنجازات التى استطاعت الدولة أن تقدمها خلال الأعوام الماضية؟

أحمد شريف- شيكاغو

أعتقد أن ما تبذله الدولة المصرية الآن فى ظل التحديات التى نراها سواء على المستوى العالمى أو الإقليمى فهو إنجاز واضح وضخم، وخاصة للشباب مع إتاحة الكثير من فرص التعليم والتدريب وحجم الإنجاز العلمى الذى نراه كل يوم، وأنا أتذكر أننى خلال أحداث 25 يناير كنت فى الثانية عشرة من عمرى وأتذكر حجم الدمار الذى واجهته مصر فى يوم 28 يناير، وبعد عدد من السنوات ليس بكثير لم أكن أتوقع أو أحلم أن أرى بلدى يعود بهذه القوة وبهذا الكم الهائل من الإنجازات فى مختلف المجالات، وأمامنا على سبيل المثال وليس الحصر منطقة الجلالة والعاصمة الإدارية الجديدة وحى الأسمرات وكيفية عمل الحكومة المصرية لاستثمار موارد الدولة بشكل صحيح، ليست الموارد الطبيعية فقط، ولكن أيضًا البشرية من خلال مراكز التدريب والتأهيل التى تقدم عدة دورات تأهيلية لسكان المناطق العشوائية والعمل على إعادة تأهيل شخصيتهم ليكون لهم دور بناء وتفاعلى فى المجتمع وليس حياة مهمشة مثل الماضى.

وكما رأينا اهتمام الدولة المصرية فى أزمة كورونا وخاصة وزارة الهجرة والسفارات المصرية على مستوى العالم وكيفية توفير طائرات لاسترجاع أبنائها العالقين، كل هذا أعطانا أملًا فى غدٍ أفضل، وزاد من طموحى بشكل خاص أن أرجع مرة ثانية إلى أرض وطنى بعد انتهاء فترة الدراسة، وأنا على يقين أننى سالقى بفرص عمل أقوى وأكثر من الخارج بالعكس، ففى الخارج لن أستطيع أن أحظى بفرص عمل أو مستقبل باهر مثلما يمكن أن أحصل عليه فى مصر.

كما أرى أن فرص التدريب التى حصلنا عليها من قبل عدد من الوزارات مثل وزارة الشباب والاتصالات ووزارة الاستثمار وغيرها من الوزارات قد ساعدتنا كثيرًا للتخطيط فى المستقبل وللتعرف على خطوات صناعة القرارات المهمة فى الدولة وإتاحة فرصة لنا للعمل والمشاركة فى بناء مستقبل بلدنا.

 حدثونا عن أزمة «كورونا» وعن تجربتكم فى التواصل مع الدولة المصرية للرجوع إلى أرض الوطن؟.

عماد عمر- كندا

بعد إعلان إغلاق المطارات ووقف المجالات الجوية ورحلات السفر لأغلب دول العالم، كانت ظروفًا صعبة جدًا لنا فى الخارج فنحن أمام جائحة غريبة ولم نكن نستطيع أن نتخيل هذا الحجم من الخوف والهلع الذى أصاب الشعوب والدول ونحن معهم، وقمت بالتواصل مع السفارة المصرية فى تورنتو التى أوصلتنى إلى وزارة الهجرة التى استجابت لطلبات جميع العالقين فى كندا، وكانت سعادتى كبيرة لهذه السرعة فى الاستجابة خاصة بعد ما رأيت زملائى المغتربين من دول أخرى وهم يعانون بسبب توقف الطيران، ولم تستجب بعض دولهم لطلبات الرجوع أو إحضار طائرة خاصة بهم مثلما حدث معنا نحن المصريين. سيف صالح:

كنت ضمن أول طائرة قادمة من بريطانيا لجلب العالقين، وحزنت بشكل كبير على فيديوهات البعض التى حاولت أن تقدم صورة الحجر الصحى بشكل سيئ أو تدعى أن المعاملة التى نتلقاها أثناء الحجر سيئة، وبالفعل قدمت أنا ومجموعة من زملائى فى الحجر الصحى فيديوهات مصورة على قنوات «السوشيال ميديا» للرد على هذه الأكاذيب، فنحن كمغتربين شعرنا فى الخارج بكمية من الاهتمام من قبل وزارة الهجرة والسفارة المصرية لم نكن نتوقعها، ويمكن أن تكون هذه الفيديوهات ردًا بسيطًا على كمية الاهتمام التى شعرنا بها سواء قبل السفر من قبل السفارة المصرية، أو أثناء الحجر.

نبيلة مكرم: هذا هو دور القوة الناعمة فى الرد على الأكاذيب التى تشكك فى احتواء الدولة لجائحة الكورونا وكيفية تعاملها مع أبنائها.. وهم نفس الشريحة من القوة الناعمة التى سوف تتحدث عن إنجازات الدولة.

 وفيما يخص الإعلام نود أن نسأل شباب الدارسين: من أين تحصلون على الأخبار والمعلومات عن وطنكم؟

الشباب: نحن نستمد المعلومات والأخبار من مواقع السوشيال ميديا والمواقع الإخبارية.. وهناك عدد من المواقع الإخبارية التى يتم تحميل التطبيقات الخاصة بها على الهواتف المحمولة، ولكن برامج السوشيال ميديا هى الأكثر مشاهدة لنا كمغتربين تحديدًا.  وما رأيكم فى الاتهام الموجه للشباب بأنه لا يقرأ؟

على عشماوى - فرنسا

الشباب يقرأ بالطبع، ولكن ربما هذا الاتهام ظهر بسبب عدم قراءتنا للوسائل المطبوعة، بينما نقرأ نفس المطبوعات، ولكن النسخ الإلكترونية منها، لأنها أسرع وأوفر فى الوقت ومتاحة بشكل أكبر، كذلك توافر صفحات للمطبوعات الإخبارية الكبرى على مواقع التواصل الاجتماعى أمر أعطى سهولة ويسرًا فى تنوع الأخبار وأتاح لنا أيضًا إمكانية التواصل مع المطبوعة وكتابة آرائنا، وهذه ميزة كبيرة ومفيدة أيضًا.

د.فاطمة السيد أحمد: لكن المواقع الإلكترونية لن تستطيع المحافظة على كتابات الشخص أو تاريخه مثل المطبوعات الورقية، كما أن المواقع الإلكترونية يمكن أن تقوم بتزييف الخبر أو نشر حقائق مغالطة عكس الصحف المطبوعة التى تحاول التدقيق الدائم فى كل كلمة مكتوبة، وهذا يعطى مصداقية لسمعة الجريدة.

وعلى سبيل المثال رأينا فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة، فالرئيس جو بايدن لم يعتمد على قنوات السوشيال ميديا مثل سابقه الرئيس دونالد ترامب، ونجح فى اكتساب عدد كبير من المتابعين لخطاباته وأحاديثه الصحفية.

جيسيكا: الأوراق تتلف مع الزمن، وأيضًا تخزينها أو الاحتفاظ بها أمر صعب فى وقتنا، لذلك كل الشركات تستبدل الأوراق والمعلومات بالإلكترونيات لكى يتم حفظها على قاعدة بيانات رئيسية لكى تبقى وتظل لسنوات محفوظة دون تلف.

على: أنا متفهم لوجهة النظر هذه، ولم أختلف معها خاصة فى نقطة تزوير الحقائق على مواقع التواصل الاجتماعى أو تحريف الحقائق.. ولكن الصحافة الإلكترونية لا تختزل فى مواقع التواصل الاجتماعى فقط. وهناك صحف وإصدارات تمتلك مواقع إلكترونية نلجأ إليها بشكل رسمى للحصول على المعلومة، وهذه الإصدارات ذات مصداقية كبيرة لدى عدد كبير من القراء على مستوى العالم، ومن وجهة نظرى أرى أن النسخ المطبوعة والإلكترونية ذات نفس الأهمية ولا أرى أنه يجب أن تؤثر واحدة منها على الأخرى.

أحمد الطاهرى: نحن نطلق على الكلمة التى تكتب على السوشيال ميديا اسم «الكلمة الفوارة»، لأنها تطلق بسرعة مثل الفوار ويحدث «التريند» ثم تختفى خلال ساعات وكأن شيئًا لم يحدث، بينما نطلق على الكلمة المكتوبة اسم «الرصاصة» التى تنطلق ولا يمكن عودتها مرة أخرى للسلاح الذى أطلقت منه ولا يمكن تجاهل تأثيرها.

وبسؤال عضو مجلس النواب أ. مى كرم جبر عن تجربة تنسيقية شباب الأحزاب ومستقبل البرلمان المصرى بعد إتاحة فرصة أكبر للشباب لدخول البرلمان.

مى كرم: فى البداية أعرب عن شكرى وتقديرى لهذه الندوة الرائعة للتعرف على هؤلاء الشباب الذين يعكسون الأمل والتطلع لمستقبل باهر لبلدنا الحبيب مصر، ومن خلال حديثكم استطعت أن أنرى حبكم لهذا البلد المعطاء لأولاده، وانتماءكم وفخركم بدولتكم الحبيبة، وقد لاحظت أن حديثكم غلبه الحب والتقدير والأمل فى مستقبل بلدنا، فلم أر أحدًا تحدث عن بلده المضيف أو عن رؤيته فى مستقبل له هناك، بل كل أحلامكم فى المستقبل داخل مصر وليس خارجها، وبالتالى أود أن أعرب لكم عن سعادتى البالغة وأقول لكم: «أنتم فخر مصر.. وبلدكم مستنياكم».

كما أشكر معالى الوزيرة نبيلة مكرم للجهود المبذولة من قبل الوزارة فى رعاية أبناء مصر فى الخارج، خاصة أن هؤلاء مع الأسف شهدوا معاناة على مدار عقود مضت من التهميش بعض الشىء، ولم يستطع أبناء مصر فى الخارج أن يأخذوا حقوقهم كما ينبغى، والآن بعد جهود الوزارة المستديمة للتواصل مع إخوتنا فى الخارج ومد جسور التواصل الدائم مع جميع الأعمار والفئات للمصريين فى الخارج، فلكِ منا جزيل الشكر والتقدير.

أما فيما يتعلق بـ«تنسيقية شباب الأحزاب»، فقد واجهت مصر ظروفًا فى غاية الصعوبة خاصة بعد أحداث يناير عام 2011، ثم احتلال الإخوان وما واجهنا فيه، ودعونى أطلق عليه لفظ «احتلال» لأن ما واجهناه وما شعرنا به كشعب خلال تلك الفترة، هو احتلال بالمعنى الحقيقى، فالاحتلال لا يكون فقط من قوات خارجية، ولكن الاحتلال الأقوى والأصعب يكون من الداخل.

وفى السابق وقبل أحداث يناير كانت فئة الشباب هى الفئة الأكثر تهميشًا فى المجتمع وواجهت عدة مشكلات، وهذا التهميش كان بداية شرارة الثورة فى 2011 التى سرقت بعد ذلك من قبل «جماعة الإخوان» الإرهابية، لذلك بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، كانت قضايا الشباب من أولى اهتمامته، وهذا ما رأيناه من خلال مؤتمرات ومنتديات الشباب الدائمة على مدار السنين الماضية، كذلك مشاركة  الشباب فى الوزارات ودوائر صنع القرار فى الدولة.

وكانت تنسيقية شباب الأحزاب هى خطوة لدعوة شباب الوطن للمشاركة السياسية بأساس سليم وعلى أسس الديمقراطية المتحضرة التى تعمل على تنوع الفكر والميول دون التحيز أو التمييز بين فئة وأخرى، ففى التنسيقية يوجد عدد كبير من عدة أحزاب بأيديولوجيات مختلفة، لكنهم متفقون على شىء واحد هو حب الوطن والانتماء لأرضه والعمل على خدمة مجتمعنا.

ومن أهم أعمال تنسيقية شباب الأحزاب العمل على دراسة جميع الملفات الخاصة بالدولة من تعليم لصحة لاقتصاد وهجرة وغيرها.. والعمل على دراسة هذه القضايا والنزول للشارع لتقديم حصر لهذه القضايا ووضع خطة وتقديم المساهمة لحل هذه القضايا، ففى التنسيقية يوجد نحو 200 شاب وفتاة وهو عمل تطوعى لتقديم جميع الخدمات ومناقشة كل القضايا الخاصة بمجتمعنا.

واستطاع شباب التنسيقية فرض أنفسهم بثقافتهم المختلفة وأيديولوجيتهم المتنوعة والوصول لقيادات الدولة والأحزاب السياسية المختلفة، فأصبح هناك توافق بين الشباب والقيادات السياسية فى الدولة، فأصبح هناك تعاون قوى بيننا، ثم ظهرت تكتلات انتخابية شبابية استطاعت أن تدخل مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وأعتقد أن هذه التجربة سيستمر نجاحها على مدار أعوام طويلة.

الوزيرة: مع الأسف نحن نعانى من عدة مشكلات فى الإعلام، من أهمها عدم توافر مادة إعلامية مطلوبة للرد على الكثير من المغالطات حول مصر والعرب بشكل عام، خاصة مع زيادة الأزمات المتعلقة بالعرب فى الخارج، وهذه مشكلة يجب البحث والعمل على حلها من خلال المنصات الإعلامية المختلفة والعمل أيضًا على أنفسنا فى تصحيح هذه الصور المغالطة.

كما أن الكثيرين فى المجتمع أصبحوا يستخدمون السوشيال ميديا أو البرامج التليفزيونية والـ«توك شو» لعمل «بروباجندا» سلبية حول الدولة، وتقديم صورة سلبية وأخبار كاذبة فقط لزيادة عدد المشاهدات على المنصات الإعلامية المختلفة.

د.فاطمة: أتفق مع حضرتك سيادة الوزيرة، ولكننى أرى أن هناك منصات إعلامية وصحفية تعمل بشكل جيد لتقديم مستوى جيد وراقٍ للقارئ وأيضًا تقديم الحقائق سواء الإيجابية أو السلبية بشكل محايد، فمصر دائمًا كانت ولاتزال تتمتع بقدر كبير من حرية التعبير والرأى، لكن مع الأسف هناك بعض الفئات التى استطاعت أن تستغل هذه الحرية لتقديم صورة مغالطة وسلبية عن الدولة واعتبارها جزءًا من حرية الفكر، لكننى أدعو هؤلاء الشباب وغيرهم أن يكونوا أحد رواد القوة الناعمة لمصر لتصحيح بعض الصور المغالطة لبلدنا ولوطننا العربى، فهم المستقبل لنا ولديهم الكثير من الأدوات والفكر والمعرفة التى يمكن أن يستخدموها فى خدمة وطنهم فى المجالات الحديثة وخاصة الصناعة الإعلامية. الوزيرة نبيلة مكرم: نحن جميعًا فى دائرة واحدة فى الدولة، وجيمعنا نكمل بعضنا بعضًا: وزارات، صحافة، إعلام، أبناؤنا فى الخارج، فنحن أمام حرب شرسة أمام قوى الشر، ويجب كلنا أن نعمل ونكمل بعضنا للخروج من هذه الحرب منتصرين، وكانت هذه أسس المبادرة وهدفها أن نسلح ونحصن أبناءنا فى الخارج للوقوف والرد عن أى هجوم مضاد لدولتنا، ومن خلال رؤيتهم لحجم الإنجازات والجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية للوقوف مرة أخرى بعد سنوات عجاف، أصبح لديهم المعلومات الكافية للرد على أى تساؤلات تخطر فى تفكيرهم أو فى تفكير غيرهم ممن لم تُتح لهم فرصة للوصول إلى الحقيقة.

مريم طارق - كندا

أعتقد أن من أهم أدوات وصول المعلومات الصحيحة ومواجهة الأكاذيب والمغالطات عن الدولة هو تفعيل دور الـ«سوشيال ميديا» المصرية، فنحن يمكن أن نتحدث عن المغالطات التى تروج عن بلدنا، لكن صوتنا لن يصل إلى أعداد كبيرة من الناس فى الخارج، وأعتقد أن «السوشيال ميديا» هى أسرع وسيلة فى عصرنا هذا للوصول إلى عقول الكثيرين خاصة أن هذه المنصات أصبحت تجذب العديد من الأعمار المختلفة وليست الشبابية فقط، خاصة بعد تزايد دورها الفعال خلال فترة الحجر الصحى على مستوى العالم وأصبحت جميع الأعمار تستخدم المنصات الإلكترونية وليس الشباب فقط.

سارة مايكل - كندا:

أعتقد أننا تعلمنا من خلال دراستنا ألا نصدق أى أخبار أو معلومات دون التأكد من مصدرها وصحتها من أكثر من مصدر، و«السوشيال ميديا» يمكن أن تكون سلاحًا مدمرًا فى بعض الحالات، لكنها أيضًا تكون أداة مساعدة لزيادة العلم والمعرفة، وأما فيما يتعلق بالمصداقية فإنه من السهل الآن على الجميع أن يتأكد من المعلومات المتاحة بصورة أكثر سهولة ويسرًا، لذلك من المهم ألا نغفل دور «السوشيال ميديا» فى إعطاء صورة أكثر وضوحًا وصدقًا عن بلدنا.

عبد الحميد عوض

أعتقد أن هناك مشكلة تخبط فى مجال تناول المعلومات فى الإعلام المصرى، وهذه المشكلة مع الأسف قد تعطى صورة سيئة وحالة من عدم المصداقية فى بعض الأحيان، فكما رأينا أزمة اتحاد كرة القدم بعد إصابة اللاعب محمد صلاح، وكيف تم إعلان الخبر من قبل اتحاد الكرة، ثم حذف الخبر وحذف أى تعليقات من قبل الصحفيين الأجانب على صفحة اتحاد الكرة المصرى، هذه الصورة تعطى عدم مصداقية لأى تصريحات أو معلومات أخرى يمكن نشرها لاحقًا.

أدار الندوة: رئيس التحرير

حضر الندوة: د. فاطمة سيد أحمد عضو الهيئة الوطنية للصحافة،

أيمن فتحى رئيس مجلس إدارة مؤسسة «روزاليوسف»، مى كرم جبر عضو مجلس النواب،، هبة صادق المدير العام، طارق مرسى مدير التحرير

أعدَّها للنشر: مروة الوجيه