الخميس 8 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فى ذكرى  رحيل الزعيم

فى ذكرى رحيل الزعيم

عند السادسة مساء يوم 28 سبتمبر  توقفت نبضات قلوب الملايين من ابناء الوطن للحظات، مترقبة لحادث جلل حيث توقفت  الإذاعة المصرية عن بث برامجها المعتادة لفترة تذاع خلالها آيات من القرآن الحكيم، فجأة فى لحظة مزلزلة يأتى إلينا الخبر الذى زلزلنا فى مصر وحتى فى العالم ليفجعنا نحن المصريين وجماهير  الوطن العربى ليعلن لنا الرئيس السادات وفاة الزعيم جمال عبدالناصر واصفا إياه بـ «أغلى  الرجال وأشجع الرجال وأشرف الرجال»، منذ هذا التاريخ وبعد نصف قرن من الزمان، إلا أن ذكراه دائما تأتى فى وقت حاضره بحدث ما، يذكرنا بقيمة هذا الرجل الذى بكيناه وكأنه والد لكل منا بالمعنى الحرفى بكيناه وفجعنا بموته لأنه كان مَصاب أمة بالكامل، وحلم كل عربى وكافة الحالمين بالحرية والعدالة والمساواة فى كافة أرجاء الأرض من المستعبدين والفقراء والمتطلعين للكرامة الإنسانية،  بكيناه وما زال البعض منا يبكيه لأنه كان الحلم الذى لم يكتمل، كان لنا مشروعنا القومى الذى سيحقق لنا طموحاتنا، لكن من المدهش أننا نرى أجيالاً جاءت بعد وفاته تحبه وتؤمن بكل قراراته وتدافع عنه رغم أنهم لم يعايشوه ولم يسمعوا صوته الثورى الذى يبث لنا عبر أجهزة الراديو والتلفزيون وتتوقف عندها كافة الأنشطة لسماعه ليبعث فينا الأمل بالحاضر والمستقبل، حتى فى لحظة إعلانه لنا عن تنحيه عن الرئاسة بعد نكسة يونيو 1967، لحظة أتذكرها أنا شخصيا وجدتنى أصرخ وأسمع صرخات الجيران، نزلنا إلى الشوارع من مدارسنا أو جامعاتنا أو وظائفنا  زاحفين إليه فى مظاهرات لم تضاريها جموع الشعب المصرى الذى خرج فى وداعه، لتهتف «لا ننسى أنت رئيسنا وزعيمنا» عبدالناصر كان بالنسبة لنا المستقبل.



ذكراه  اليوم تجىء مواكبة هذا العام لتعيد «السد العالى» إلى صدارة المشهد المصرى ورد اعتباره مجددا حيث الدور الذى لعبه هذا العام فى حماية مصر من فيضانات مدمرة ضربت السودان الشقيق بكوارث وفواجع أصابت أحبابنا هناك. 

«سد ناصر» الذى لاحقته حملات تشويه ممنهجة على دفعات من البعض لتصفية حسابات مع عبدالناصر، أنزلوا بذلك المشروع القومى الكثير من  النواقص حتى الدعوة إلى هدمه كان من بين هؤلاء جماعة الإخوان الظلامية على لسان مرشدهم آنذاك «عمر التلمسانى».

وبعد ثلاثين عاما من وفاته وفى مطلع 2001 جاء ترشيح جريدة التايمز البريطانية ليرشحوا عبد الناصر ونيلسون مانديلا والروائى الروسى «ليوتولستوى» للفوز بلقب الشخصية الأعظم فى العالم، حارب قوى الشر الإخوانية فى 1954 و1965 وقام بإحياء الدور الإقليمى القوى والمحورى لمصروالنهوض بالطبقة المتوسطة وانحاز إلى قوى الإنتاج والطبقات الأكثر حرمانا هذا العام  يرد اعتبار السد العالى مجددا فى نفس شهر رحيله رحمه الله. وتحيا مصر