
تحية عبدالوهاب
فلسطين لن تموت
نجح الرئيس الأمريكى ترامب فى أن يبدد الوحدة العربية فى الشرق الأوسط، فيما فشلت فيه الجماعات الإرهابية أو الإسلام السياسى فى تحقيقه، نجح ترامب فى تحقيقه، ذلك فى أقل من 3 سنوات وتنفيذ صفقته المشئومة والتى بدأت بضم الجولان المحتلة للصهاينة والسيادة على القدس، انحياز تام ضد كل الحقوق المشروعة للفلسطينيين والعرب أجمع، نستطيع القول أن ما فعله ترامب دفع بعض الدول العربية إلى التطبيع مجانا مع الكيان الصهيونى بإنجاز لم يحققه من سبقوه، ويرى الكيان الصهيونى أن هناك إعداد ترتيب جديد يمتد لإنشاء شرق أوسط جديد من المحتمل أن يشمل مصر واليونان وقبرص وإسرائيل والإمارات وعُمان وفى نهاية المطاف السعودية، ويرون أن هذا التحالف دوره سيواجه تحالفا معارضا يضم إيران وتركيا وقطر والوكلاء الإيرانيين فى العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن مع احتفاظ الأردن والكويت فى الوقت الحالى بموقف محايد غير مستقر.
يأمل الكيان الصهيونى من وراء هذا التحالف أن تكون هى قائدته، لكن لا يستطيع أحد أن يجزم أن شكل الشرق الأوسط الجديد سيكون على هذا النحو الذى يأمله الصهاينة، فما الذى ستجنيه تلك الدول من تحالف كهذا؟! حين يحلو لأنصار التطبيع المجانى مع الصهاينة بطرح سؤال على من يرفضون التطبيع وتضامنهم مع الشعب الفلسطينى ومطالبهم المشروعة بالحقوق الفلسطينية، متسائلين: هل تريدون أن تشن الحكومات العربية الحرب على الصهاينة؟ متصورين أن من يدعون إلى مناصرة الفلسطينيين هم من السذج الذين لايعرفون واقع العلاقات الدولية أو من أنصار المغامرات العسكرية، التضامن هنا يتبناه بالفعل الكثيرون فى جميع أنحاء العالم، هؤلاء يدركون أن الشعب الفلسطينى تعرض للظلم باحتلال الصهاينة لأرضه وانتهاك كافة حقوقه، كما يعرفون أن تاريخ العالم حافل بالمآسى التاريخية، لذلك فإن معظمهم يتبنى فكرة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وهو الحل الذى يميل إليه المجتمع العالمى باستثناء إدارة ترامب فى الوقت الحالى، التطبيع المجانى الذى وقعته دولتا الإمارات والبحرين دون معارضة أو مقاطعة مثلما تم معنا، بل زاد عليه حينها نقل الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس. هذا رغم أن السادات وقتها طلب من الوسيط الأمريكى أن يجلسوا مع الفلسطينيين لأخذ حقوقهم المشروعة، إلا أن القيادات الفلسطينية رفضت هذا الطرح، ثم قبلت بما هو أسوأ منه وهو اتفاقية أوسلو فيما بعد، وبقى الشعب المصرى رافضا التطبيع وتمسكت مصر فى كل المحافل الدولية تطالب بحقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، التطبيع المجانى الذى تم كان يجب أن يسبقه شرط أن تتم مناقشة قضية العرب الأساسية فى فلسطين وشعبها وحقها المشروع والجلاء عن الجولان المحتل من الصهاينة.
فلسطين لن تموت مهما تمادت خطوات التطبيع المجانى والشعب الفلسطينى لن يموت مهما بالغ الاحتلال فى ظلمه. هذه التنازلات المجانية تشجع الصهاينة على تجاهل التزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطينى؟ وتحيا مصر.>