جشع إردوغان يغرقه فى الوحل

على مدار  العام الجارى صعًّدت تركيا من لهجتها العدائية فى المنطقة وأرسلت سفنا للتنقيب عن الطاقة منتهكة المناطق الاقتصادية لليونان وقبرص الأمر الذى أدى لتصعيد غير مسبوق فى المنطقة ومحاولة استعادة حلمها (بالوطن الأزرق)آملة فى  توسيع الإمبراطورية العثمانية المزعومة وتحقيق هدفها الخفى لإلغاء  آثار معاهدة (لوزان) التى فرضت على الأتراك عام 1923 بعد هزيمتهم فى الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية: معتمدة على حلمها بتنفيذ هيمنة بحرية تركية بما يجعلها قادرة على السيادة على مكامن النفط والغاز، ومن جانب آخر التسلل السياسى لدول المنطقة وإنشاء قواعد عسكرية وتدريب ميليشيات تقف إلى جانبها، كما قامت تركيا بإنشاء قواعد عسكرية وبحرية فى الصومال وليبيا وقطر، بما فى ذلك تدريب الجنود وتوريد الأسلحة والذخيرة وغيرها  من أشكال الدعم العسكري. ومن أجل تنفيذ حلمها الواجل الذى يلازمها والوهم بتحقيقه والذى عرف (بالوطن الأزرق) لأول مرة عام 2006 من قبل أدميرال البحرية التركى (جيم جوردينز) وتشير التسمية إلى المساعى القومية التركية نحو التوسع والسيطرة على البحار الثلاثة التى تحيط بها من الشمال حيث البحر  الأسود والغرب والجنوب حيث بحر إيجه والبحر المتوسط، وأرسلت تركيا بآلاف المرتزقة الموالين لها من سوريا إلى ليبيا لدعم حكومة السراج فى  مواجهة الجيش الوطنى الليبى بزعامة خليفة حفتر. وبالنظر إلى حديث تركيا المستمر باسم شمال قبرص الذى احتلته منذ عام 1974، إلى جانب الغزو العسكرى لشمال شرق سوريا العام الماضى وإدخال الليرة التركية إلى أجزاء من تلك المنطقة التى تسيطر عليها. كل ما سبق دليل واضح على هذه  الأطماع التوسعية وأن حلم (الوطن الأزرق ليس هدفًه فقط إنما ضمن ما يتم التخطيط له يعمل إردوغان عليه وهو كسب دعم (حزب الحركة القومية المتطرف فى تركيا) والمتحالف بالفعل مع حزب (العدالة والتنمية) التابع له (إردوغان) للتأكيد من التحالف حتى يتمكن إردوغان من الحصول على أصوات تمكنه من الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما فعل فى عام 2018، ذلك السلوك التركى العدوانى فى البحر المتوسط وبحر إيجه وسوريا وليبيا والعراق  الذى تشن القوات التركية عمليات عسكرية  كبيرة ضد الأكراد العراقيين. هذا السلوك حفز المجتمع الدولى لكبح جماح الحلم أو الكابوس الذى يلازمه وجعله يستيقظ من هذا الحلم الذى سوف يسقطه ويغرقه فى نهر موحل مليء بالانتقادات الدولية وردود أفعال غاضبة زادت من عزلته، تحيا مصر.