السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المؤسَّسات الصحفية القومية.. إلى أين؟

المؤسَّسات الصحفية القومية.. إلى أين؟

تردّدتُ كثيرًا للكتابة عن الصُّحف القومية؛ خصوصًا بَعد أن شرفتُ بتكليفى ضمْن فريق رفيع المستوَى المهنى فى كل التخصّصات كعضو بالهيئة الوطنية للصحافة، ورُغْمَ أنى قَبل هذا كنتُ ولاأزال متابعة لكل ما يُكتَب فى هذه القضية الجوهرية وما يَعتريها من آراء ما بين رافض لها ومؤيد ومدافع عنها؛ فإننى أقف أمامَ عدّة أمور يجب توضيحُها دون طرح كل ما يتعلق بها؛ لأنها لاتزال قيدَ الفحص والتدقيق والتحقيق، وجميعها يتم فى آن واحد لرصد كل صغيرة وكبيرة دون تجنّى أو تجبُّر من هيئتنا الموقرة، ورُغْمَ أننا كهيئة لم نتعدَّ الشهرَيْن بَعد، منذ القرار الجمهورى بتشكيلنا الجديد؛ فإننا بدأنا منذ اليوم الأول بحماس جماعى وبقيادة واعية.. «المهندس/ عبدالصادق الشوربجى» يسعى للنجاح مع كل أعضاء الهيئة الذين يؤمنون برسالتهم وأهميتها فى وقت تحتاج المهنة إلى مجهود مُضنى على كل الجبهات دون راحة أو هوادة، ولقد بدأنا من الأسبوع الأول وبَعد الجلسة الإجرائية لاتخاذ القرارات المنظمة للعمل داخل الهيئة، تلاها مباشرة تحديد اللجان وترأسها، ثم بدأت عملية البحث عن مشاركين بهذه اللجان من داخل الهيئة أو خارجها، الذى يخضع لضوابط محددة يجب أن يتمتع بها الأشخاصُ المنضمون إلى اللجان.



ومع كل هذا بدأ رئيسُ الهيئة، يعاونه الوكيل د.«أحمد مختار»- من قبل حتى تشكيل اللجان- بالقيام بواجب أساسى تعاهَدَ به وهو القيامُ من التحقق لكل شىء على أرض الواقع، وهذا تطلّب البداية تكونُ باستدعاء السادة المسئولين الماليين والإداريين بالمؤسَّسات الصحفية القومية وعددها 8 مؤسّسات تشمل (الأهرام- الأخبار- دار التحرير- دار الهلال- روزاليوسف- وكالة أنباء الشرق الأوسط- دار المعارف- الهيئة القومية للتوزيع) تقوم بالإشراف والمتابعة والتطوير فى أدائها الهيئة الوطنية للصحافة حسب القانون المنظم لها، وربما يسأل البعضُ: لماذا لا يتم الذهابُ إلى هذه المؤسَّسات؟، والإجابة إن هذا فى مرحلة تالية يكون قد تمّت فيها التغييراتُ لمجالس الإدارات ورؤساء التحرير الجُدُد وقد راعت الهيئة بألّا تقوم بهذه الزيارات إلّا بَعد استيفاء هذا الاستحقاق بالمؤسَّسات حتى لا يُتخذ من هذه الزيارات أى نوع من شائعة «هذا باقٍ وذاك مغادر»، ولذلك؛ فإن دعوة المسئولين بالمؤسَّسات السابقة لم يكن بينهم أى رئيس مجلس إدارة حتى لا تثار الشائعات، ولكن وجبَ الاطلاع على الميزانيات والموارد والاستثمارات وخلافه قبل تسليمها للجُدُد وحتى لو كان هناك من يبقى فإنه سوف تتم محاسبته بشكل دورى مع أقرانه الجُدد عمّا أضافه بَعد أن تسلم ما وقف عنده فى فترته الأولى، ولذلك كانت الهيئة حريصة على أن تكونَ الاجتماعاتُ مع المسئولين الماليين والإداريين القائمين على هذه الأعمال من الموظفين الدائمين لمحاسبتهم أيضًا، ولم يقف الأمرُ عند الاطلاع والمعرفة، بل تم تحويل بعض القضايا المتعلقة بهذا الخصوص المالى والإدارى إلى الشئون القانونية بالهيئة ويتم التحقيق فيها على مدار الساعة ولا نؤجّل شيئًا مَهما كان.

وتقوم الهيئة يوميّا بالرّد على الشكاوَى الواردة لها من كل المؤسَّسات، سواء صحفيين أو عمالًا أو إداريين، ويقوم بهذا العمل الأستاذ «وليد عبدالعزيز» بأريحية عالية مع كل شكوَى ورَدّ الحق لأصحابه.

وأيضًا بدأت لجنة التدريب بمباشرة عملها فى التّوّ واللحظة منذ تشكيلها وعَقدتْ دورات تدريبية فى «الديسك والمحاسبة»، وتقوم بواجبها مع كل الفئات المنتمية إلى مؤسَّساتنا القومية، ويُعد دينامو هذا العمل الأستاذ «سامح عبدالله».

ويَحقّ لى أن أتحدثَ عن لجنتى بوضوح؛ حيث إننى أترأسُ لجنة «التقييم والمتابعة والتطوير التحريرى»، وحقيقة؛ لقد تحفظتُ كثيرًا لإشراك أحد معى فى لجنتى لما سيورد بها من ملاحظات سواء إيجابية أو سلبية أجدُ أنها أمانة يجب أنْ يحتاط بها أصحابُ الأمْر فقط ولا تكون مثارًا للتشويش أو الإثارة عن الزملاء؛ لأننى أبغى من مهمتى تقديمَ المساعدة من واقع خبرتى المهنية، ولا أريد أنْ أزايدَ على الزملاء، فجميعُهم لهم كامل الاحترام والتقدير وكلٌّ يعمل فيما يراه صالحًا، ولكنّى أبغى أنْ أستردَّ القارئَ، وهو الهدف الأول، وذلك بالمحتوى والمضمون والتطوير الذى أنشده وأعتمد فيه على التقارير التحليلية والتحقيقات والمتابعة وأهمية المقال فى حياتنا الآن الذى يجب أن يكونَ من أولى اهتمامات المطبوعات؛ لأنها تثرى القارئَ بَعد أنْ عرفَ وتابعَ الأخبارَ عَبْرَ مواقع التواصل الاجتماعى، ولا أخفيكم سرّا بأننى حتى سكرتارية اللجنة اختارت لها شخصًا واحدًا أعرفه جيدًا وأثق فيه هو الزميل «هانى عويس»، ولكنْ بَعد أنْ أرهقت كثيرًا فى عمل المتابعة للصحف اليومية؛ صباحية ومسائية، والبوابات والمجلات الأسبوعية والشهرية والدوريات، أقترح على رئيس الهيئة بأن يكون معى فى اللجنة شخصٌ آخرُ حتى إذا أرهقتُ أو مرضتُ لا تقف اللجنة، واختارت صديقى وكيل الهيئة الذى قَبل وشرَّفنى بالانضمام إلىَّ بَعد أن رأى تصميمى بأن لجنتى يجب أن تكون محدودة حتى لو كلفتنى صحتى، فانحاز لى رئيسُ الهيئة والوكيل، شكرًا لهما، وأقوم بواجبى بقراءة كل الإصدارات وكتابة الملاحظات على مدار الساعة من الأسبوع الأول لتشكيل الهيئة ورفع التقارير لمَن يهمه الأمر، ومتحمسة كثيرًا لمتابعة شغل الزملاء، وأكون فى غاية الفَخر عندما أرى حوارات وتحقيقات هادفة لصحفيين واعدين بحق، ولكن ينقصنا التنويه عن ذلك، وهذا ما أعمل عليه جاهدة؛ لأن رَفْعَ الرّوح المعنوية ضرورىٌّ واستردادَ ثقة القارئ والمصادر والدولة مُهمٌّ جدّا بَعد أن فقدناها على اعتاب 2011م، فالصحافة مهنة الهدف والتطوير المُستدام والثقافة كمخزون تراكمى، وليست وسيلة لمآرب خاصة.

أعتقدُ أننى شرحتُ بأمانة شديدة ودون أدنَى مجاملة لأحيطكم علمًا بما نقوم به، وأترك لكم الرأىَ والتوقّعَ لصحافتنا القومية ومَسارها إلى أين؟.