الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
اللا مبــــالاة

اللا مبــــالاة

وكأننا قهَرنا الـ«كورونا» ونسينا إحساس الرعب الذى انتابنا خوفًا من الإصابة بالعدوى نتيجة زيادة أعداد المصابين، بينها إصابات العاملين فى الهيئات الصحية وحالات الوفاة المنتشرة فى أنحاء الجمهورية، وربما نتيجة ضعف ڤيروس «كورونا» أو زيادة درجات حرارة الجو وانعزال المصابين بالكورنا فى المنازل وبدء تناقُص الأعداد المعلنة رسميّا، حتى إن بعض مستشفيات العَزل تم إغلاقها.. وما إن شعر الناسُ بالطمأنينة فوجئنا بهم كما يقول المَثل الشعبى «كان فى جَرّة وطلع بَرّا» على الفور تم الاستغناء عن كل وسائل الحماية من كمامات وكحول وتباعُد اجتماعى رُغم تحذير الجهات المسئولة بضرورة الالتزام باستخدام تلك الوسائل للفترات المقبلة حتى يظهر علاجٌ أو لقاحٌ تُعلنه الهيئات الصحية العالمية.. فى وسائل المواصلات باختلاف أنواعها؛ خصوصًا الميكروباصات اختفت الكمامات من وُجوه الرُّكاب باستثناء السائق الذى يضعها أسفل ذقنه لسرعة ارتدائها عند رؤية رجال المرور.. المناطق الشعبية حدّث ولا حرج كأنه لا شىء اسمه «كورونا» من الأصل.. تجمُّعات الشباب من الجنسين من دون أى احترازات وقائية رُغم أن وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية قد أشارت إلى أن الدول التى خفّضت الطوارئ وأباحت التجمعات قد عاود الڤيروس انتشاره داخلها بشكل مضاعَف، بدليل الإحصاءات اليومية عن تزايُد الإصابات.. بل إنه تواردت أنباء عن تحوُّر صفات الڤيروس وأعراضه وأنه لم يعد يصيب الجهاز التنفسى فقط ولكنه يصيب الجهاز الهضمى أيضًا، وهنا فى مصر تم فتْحُ بعض مستشفيات العَزل التى أغلقت للعمل مرّة أخرى.. ومع ذلك ظلت حالة اللا مبالاة مصاحبة للغالبية وكأن الفيروس قد اختفى والخوف كل الخوف عندما تنخفض حرارة الصيف ويبدأ الخريف ليحدث لا قدّر الله ما لا يُحمَد عُقباه.



صفة اللا مبالاة التى أصابت المجتمع المصرى لم تقتصر على مخاطر الـ«كورونا» فقط، بل أصبحت ظاهرة تستوجب التوقف والبحث.. مثال على ذلك استمرار حوادث غرق الشباب فى بعض شواطئ السواحل المصرية رُغم إغلاق تلك الشواطئ والتحذير من السباحة ومع ذلك لاتزال حوادث الغرق مستمرة ليتوارَى فى المياه شباب فى مقتبل العمر.. مثال آخر؛ رُغم تشديد العقوبات ضد من يعطى تصاريح البناء أو يشرف عليها ومع ذلك بكل لا مبالاة يستمر الفاسدون فى المحليات بالتواطؤ مع المخالفين غير مبالين بالأضرار التى تصيب الشاغلين أو السجون التى تنتظرهم عند كشفهم.

نحتاج فى مجتمعنا إلى اكتساب صفات الوعى والتبصر ومراجعة النفس بعد أن أصبحت اللا مبالاة منهج حياة لدى الكثيرين، رُغم أن الأديان السماوية تدعو لإعمال العقل والتبصر وحماية النفس.. تجارب الحياة تثبت لنا أن أخذ الأمور بجدية وحكمة تنقذنا من عواقب وخيمة.