تحية عبدالوهاب
مصر قادرة
لم تواجه مصر طوال تاريخها مؤامرات وتحديات داخلية وخارجية بقدر ما تتعرض له فى الفترة الراهنة، فهى تواجه الآن أكثر من تحد ومن اتجاهات مختلفة فى آن واحد وبما لا يترك لها مسارا أو مجالا لتغيير الطريق نحوه، ويفرض عليها مواجهة المشكلات والتحديات مباشرة وبحسم وحكمة للوصول إلى بر الأمان والاستقرار. من هذه التحديات أو «المؤامرات» التعدى على حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل، ثانى أهم المؤامرات التهديد المباشر للأمن القومى المصرى من خلال الأزمة الليبية والمطامع التركية فى ثروات الليبيين ومحاولة استفزازية لنا بالتعدى على المنطقة الاقتصادية الخاصة بمصر فى شرق البحر المتوسط ومحاولة تركية فاشلة للتنقيب فى مياهنا الإقليمية والتى تم الرد عليها فورا من مصر وتراجع العثمانى من مغامرته للقرصنة وقام بالانسحاب فورا من البحر ليكون فى الأراضى الليبية المتاخمة لنا بحدود طويلة وإرسال المرتزقة الإرهابيين إلى أراضينا بعد أن استقدمهم إلى الأراضى الليبية ليؤجج المنطقة بعمليات إرهابية وخراب كما فعل فى سوريا.
أما التحدى الأكبر فكان فى الداخل وهو مواجهة جائحة كورونا التى عطلت الكثير من خطط التنمية والاستثمار ليس فى مصر فقط، إنما فى العالم أجمع حيث انخفاض معدل النمو الاقتصادى العالمى وانكماش التبادل التجارى وما لهما من تداعيات اقتصادية على المستثمرين والخدمات المرتبطة بانتقال السلع وتبادلها عبر الأسواق أو سفر السائحين من بلد لآخر. جاءت المحنة فى وقت كانت مصر فى أشد الحاجة لبدء طفرة اقتصادية، ذلك بعد سنين عجاف اقتصاديا وبعد أن تم اتخاذها إجراءات اقتصادية صعبة تجاه مواطنيها لأجل خلق أرضية مناسبة للرواج الاقتصادى وحرب الاستثمارات الأجنبية وإعادة تنشيط أسواق مصر السياحية والمرافق الخدمية لهذه الصناعة، ذلك بعد أن توقفت طويلا نتيجة عدم الاستقرار السياسى والأمنى المصاحب لظروف مصر فى الفترة من 2011 وحتى 2013 ولاتزال سيناء تعانى من الإرهاب بشمالها، أما مسألة سد النهضة فإن مصر تدير أزمتها فى هذا التحدى بأكبر قدر من التماسك لتقف ضد الأكاذيب الإثيوبية وادعاءاتها المضللة بأن مصر ضد المشاريع التنموية الإثيوبية وصدروا تلك الادعاءات للعالم وللشعب الإثيوبي. مصر تواجه الكثير من التحديات والمؤامرات غربا وشرقا وقضية وجودية جنوبا فى مناخ من الاضطرابات والضباب الاقتصادى والمجتمع العالمى.. عاصفة «متكاملة» بكل معانى الكلمة تفرض علينا قرارات صعبة وحسابات دقيقة وعلى مصر مواجهتها جميعا. تحيا مصر