
الفت سعد
حق الطبيعة
يأتى الاحتفال باليوم العالمى للبيئة فى الخامس من يونيو هذا العام وسط محنة صحية وكارثة اقتصادية لم يشهدها العالم منذ سنوات بانتشار جائحة الكورونا حيث لم تخل دولة على الكرة الأرضيّة من إصابات وعدوى ووفيات.. والمعروف أن هناك شعارا مختلفا تقره منظمة الأمم المتحدة سنويًا للحفاظ على الطبيعة بما يتناسب مع القضايا والتحديات البيئية القائمة.. وفى هذا العام اختارت المنظمة شعار «حان وقت الطبيعة» وهو شعار يتناسب مع ما يمر به العالم نتيجة إهدار مكونات الطبيعة من تنوع بيولوچى أو الإفراط فى استخدام الثروات الطبيعية أو الإضرار بها بزيادة الملوثات فى الهواء والتربة والمياه وهو ما أحدث خللا بيئيا منها تزايد انتشار الأمراض والڤيروسات سواء كانت مخلقة أو نتيجة التلاعب بالتوازن الطبيعى.
وقد فوجئ خبراء البيئة أن توقف الأنشطة الصناعية والتجارية وتوقف رحلات السفر الجوية والأرضيّة والبحرية فى كل دول العالم بسبب الكورونا قد أدى إلى تراجع انبعاثات ثانى أكسيد الكربون وانخفاض الغازات الدفيئة وتحسن البيئة البحرية مما أظهر حجم الجرائم التى ارتكبها البشر فى حق الطبيعة وعاد بالوباء عليهم.. لذلك فقد حان وقت الطبيعة وحان عودة حق الطبيعة.
يأتى الاحتفال باليوم العالمى للبيئة مختلفًا هذا العام مع اُسلوب التباعد الاجتماعى لكن تكنولوچيا الاتصالات وعقد المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية من خلال الفيديو كونفرانس والمشاركة الإلكترونية أتاحت لعلماء البيئة والباحثين والمهتمين بالشأن البيئى من الدول العربية الاجتماع وبحث آليات الحفاظ على الطبيعية فى ظل تحديات كبيرة ومن تلك الفاعليات الندوة التى دعا لها الاتحاد العربى للتنمية المستدامة حيث أكد الدكتور أحمد زكى أبو كنيز رئيس الاتحاد النوعى للبيئة بأسوان أن تدخل الإنسان فى المنظومة الطبيعية تسبب فى إفساد النظام الأيكولوچى وظهور خلل فى التوازن البيئى وتم تحديد ما يزيد على مليون نوع من النباتات والحيوانات مهددة بالإنقراض كما تولدت طفرات جديدة من الفيروسات كجائحة الكورونا أدت إلى كارثة صحية واقتصادية شديدة واتساع ظاهرة الجوع وعدم توافر الغذاء الصحى بما يهدد البشرية بكثرة الوفيات مما يستوجب وقفة وقرارا عالميا لإنقاذ الطبيعة.