الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
قانون البرنس!

قانون البرنس!

حظى مسلسل البرنس للفنان محمد رمضان والمخرج محمد سامى بنسب مشاهدة عالية، البعض أشادوا به  وآخرون انتقدوه، ورغم الملاحظات الفنية العديدة عليه فى الإخراج والسيناريو وأداء عدد من أبطاله، فإن الملاحظة الأهم بالنسبة لى هى عدم الانتصار للقانون،  المسلسل يحكى عن شاب مثالى يدعى رضوان يظلمه إخوته ويتسببون فى مقتل زوجته وابنه ويسجنونه بمكيدة ومؤامرة دنيئة،  صحيح أن البطل لم ينتقم بيديه وحاول صناع المسلسل إنهاءه بشكل يوحى أن العدالة أخذت مجراها، وأن رضوان خرج نظيف اليد من سفك الدماء، إلا أن أحداثا عديدة فى المسلسل انتصرت لفكرة غياب القانون، وأنه يمكن للمواطن أن يضع قانونه الخاص ويرتكب أفعالا مجرمة دون أن يلقى عقابا أو مؤاخذة قانونية، وعلى سبيل المثال، قام بطل المسلسل بدفن صديقة أخيه التى ماتت بسبب الإدمان، دون الحصول على تصاريح الدفن ودون إبلاغ الشرطة بحالة الوفاة، أيضا قام رضوان بقتل بلطجى تم استئجاره من قبل إخوته لقتله، ولم يكتف بذلك بل نقل الجثة إلى شقة أخيه المجرم ووضعها فى فراشه وهو نائم وعندما استيقظ فوجئ بالجثة بجواره على السرير، وبغض النظر عن عدم معقولية الحدث، فإن قتل مواطن حتى ولو كان دفاعا عن النفس يستوجب إبلاغ الشرطة وعدم نقل الجثة من مسرح الجريمة، ومرة أخرى يقوم إخوته المجرمون بدفن الجثة دون علم الجهات المسئولة، وفى مشهد آخر يقوم بطل المسلسل باحتجاز زوج شقيقته المتورط  فى قتل زوجته وابنه وشريك إخوته فى أفعالهم الإجرامية، ولم نعرف مصيره حتى نهاية المسلسل هل قتله أم سلمه للشرطة،  الاحتجاز جاء بغرض استخدامه فى توريط الإخوة المجرمين  بشكل يدفعهم لقتل بعضهم البعض، ويقوم رضوان بتسجيل هذه الجرائم من خلال كاميرا الموبايل، والمعروف أن احتجاز شخص جريمة يعاقب عليها القانون حتى لو كان هذا الشخص مجرما، غاب دور الشرطة فى المسلسل لدرجة أن جدة وجد بنت البطل بعد سجنه لم يتقدما ببلاغ ضد عم البنت التى تركها عمدا فى أحد الشوارع لكى تضيع، ولو كانا أبلغا لعثر على البنت سريعا، أو قبض على العم وتم التحقيق معه فى الجريمة، بخلاف ثبوت تزوير فى أوراق رسمية عندما سجل محمود سائق الميكروباص «مريم» ابنة البطل باسمه بحُسن نية لعدم تركها فى الشارع، فإن هذا لا يمنع من حدوث التزوير.. كثيرة هى الوقائع التى جعلت من القانون فى إجازة والشرطة فى غياب، طوال أحداث المسلسل لم نجد مواجهة من الشرطة لكل الجرائم التى ارتكبها بعض أبطال العمل، من تجارة مخدرات وقتل وعنف وكأن مهمتها الانتظار حتى يقوم البطل بكشف الجرائم وتسليم المجرمين لها، وهو أمر خطير إذ يوحى للمواطن بأن يضع قانونه الخاص فوق القانون العام وأن يحصل على حقه بيده بدلا من اللجوء للجهات المسئولة.. هذه الملاحظات لم تمنع نجاح المسلسل جماهيريا، وهو ما يضع عبئا على عاتق صناعه من أجل تلافى هذه الأخطاء مستقبلا، ولا يمكن التذرع بالضرورة الفنية لتبريرها، فالسيناريست البارع والمخرج الموهوب يقوم بدراسة العمل من كل جوانبه حتى لا يترك ثغرات وأخطاء فادحة وفاضحة،  الأعمال الفنية تؤثر فى المشاهدين ويميل البعض لمحاكاتها وشاهدنا كيف قلد بعض الأهالى أفعال محمد رمضان فى عمل فنى سابق ولنفس المخرج، وكان أخطرها عندما قام البعض بإجبار المختلف معهم على ارتداء قميص نوم والطواف به فى شوارع القرية، من واجب الأعمال الفنية؛ خصوصًا التى تحظى بمشاهدات عالية، ويقوم ببطولتها فنانون لهم شعبية وجماهيرية، أن تعلى من قيمة القانون لا أن تهدره .