السبت 5 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
العالم بعد الفيروس

العالم بعد الفيروس

يواجه العالم الآن أزمة ربما تكون أكبر أزمة يعاصرها جيلنا، ربما تغير شكل العالم فى السنوات المقبلة فلن تشكل فقط أنظمة الرعاية الصحية، لكنها ستشكل أيضًا الاقتصاد والسياسة والثقافة.. لذا يجب على العالم التصرف وبسرعة وحسم والأخذ بعين الاعتبار العواقب طويلة الأجل واتخاذ قرارات تتناسب مع القادم لأننا سوف نعيش فى عالم مختلف عما قبل الكورونا ومن أجل وقف الوباء يجب على الجميع الامتثال لمبادئ توجيهية معينة، هناك طريقتان رئيسيتان لتحقيق ذلك إحداهما هى أن تراقب الحكومة الناس وتعاقب الذين يخالفون القوانين والأخرى التى تقوم على التوعية والإرشاد والتوجيه بالاختيار بين الحياة والموت وفى معركة العالم مع الكورونا استخدمت عدة حكومات بالفعل أدوات المراقبة الحديثة وأبرزها الصين من خلال الهواتف الذكية ومئات الملايين من الكاميرات لتتمكن من تتبع تحركات المشتبه فى إصاباتهم وتتبع تحركاتهم والتعرف على الأشخاص الذين خالطوهم، المطالبة بالاختيار بين الخصوصية والصحة هو فى الواقع أصل المشكلة لأنه اختيار زائف حيث إنه ينبغى أن تتمتع بالخصوصية والصحة معًا، وقف هذا الوباء ليس عن طريق إنشاء أنظمة مراقبة استبدادية ولكن عن طريق حماية صحتنا، ووقف هذا الوباء عن طريق التعاون بين الحكومات والمواطنين لأن المراقبة المركزية والعقوبات القاسية ليست الطريقة الوحيدة لجعل الناس يمتثلون للإرشادات المفيدة وإخبارهم بالحقائق العلمية، وعندما يثق الناس فى السلطات العامة يمكن للمواطنين أن يفعلوا الشيء الصحيح حتى بدون أن تتم مراقبتهم، لكن لتحقيق مثل هذا المستوى من الامتثال والتعاون فإننا بحاجة إلى الثقة بالعلم والسلطات العامة ووسائل الإعلام، إن العالم فى السنوات الماضية قوض سياسيوه غير المسئولين عمدًا الثقة فى العلوم والسلطات العامة والثقة بوسائل الإعلام، الآن يميل بعض هؤلاء السياسيين غير المسئولين إلى السير فى الطريق السريع نحو الاستبداد بحجة أنه لا يمكن الوثوق فى المواطنين فى فعل الشيء الصحيح.



 

علينا أن نعرف أن هذا الوباء سيعيد تشكيل أشياء كثيرة فى عالمنا ربما فى مقدمتها نظرة البشر لعالمهم وتشكيل نفسياتهم، كورونا أزمة طاحنة على الجميع لكنها أكثر كارثية على فقراء العالم والآن على البشرية الاختيار هل سنسير فى طريق الانقسامات أم نتبنى طريق التضامن العالمي؟ وتحيا مصر 