أيام لا مثيل لها

عندما أنشأت البريد الإلكترونى الخاص بى منذ عدة سنوات وضعت رقم «2020» فى عنوان البريد ربما إعجابًا به كرقم جميل أو إستشعارًا لكونه رقما سعيدا أيضًا.. ولم أكن أعلم أنى سأعيش إلى « 2020» لأرى ما جاء به هذا الرقم العجيب الذى لم يخالجنى فيه أى شعور بالألم أو الفداحة عند اختياره.. ما يدل على جهل الإنسان بالغيب وأنه لا يعلم الغيب إلا الله.

 

جاء رمضان «2020» ولم يعرف له المسلمون مثيلًا من قبل فكل ذكرياتنا الجميلة عن شهر رمضان شهر البركة والخير والغفران وإقبال المسلمين على طاعة الله وصلة الأرحام وزيارة الأهل والجيران والتجمع على الطعام عند الإفطار.. إلا أن رمضان «2020» جاء ومساجده مغلقة بالكامل.. وشوارعه خالية من الازدحام ومنازله خاوية من الأهل والأصحاب.. ويشاء العلى القدير أن يأتى رمضان ويمضى ويأتى العيد والناس فى معزل عن بعضها البعض بل لا يستطيع المسافر أن يأتى لزيارة أسرته فى العيد بسبب توقف حركة السفر والطيران بين بلدان العالم.

 

ولم يكن نصيب العالم أجمع بأفضل من نصيب المسلمين فى «2020» فكما تم غلق المسجد الحرام بمكة تم غلق أماكن العبادة للمسيحيين واليهود.. فالكل خائف من ذلك الفيروس غير الفتاك لكنه شديد الانتشار.

 

فياله من عام غريب مختلف نسأل الله أن يصرف عنا وعن العالم السوء ويبدل أحوالنا فيعود كل شىء إلى أصله فإنه ولى ذلك والقادر عليه.