السبت 5 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
«الكورونا» والمصارحة مع النفس

«الكورونا» والمصارحة مع النفس

بعيدا عن أى تكهنات أو تأويلات يجب أن نجيب عن تساؤلات كثيرة منها: هل ستتغير البشرية فى أنحاء المعمورة بعد تلك الجائحة «كورونا»؟ وهل سيقر العالم أنه- ورغم كل علمه وتسابقه العلمى من نووى وذرى وفضائى- وقف ضعيفًا أمام كائن لا يراه بالعين المجردة، أدى إلى وفاة مئات الآلاف من البشر ولم يقف ضده لا دول قوية أو ضعيفة؟ إنه تحدٍ غير مسبوق طرحه هذا الفيروس على البشرية جمعاء وفتح الباب على مصراعيه أمام التذكير بإهمال وتقاعس الكثير من حكومات العالم على مدى العقود، خاصة بالطبع وكما هو متوقع فى البلدان الغربية المتقدمة فى تنفيذ التزاماتها تجاه شعوبها وتجاه حكم التاريخ عليها، فيما يتعلق بالإنفاق العام على الرعاية الصحية والبحث العلمى وبما فى ذلك المجال الطبى من جهة، وبالاهتمام الحقيقى والتخطيط الممنهج فى هذه المجالات الحيوية لحياة شعوبها من جهة أخرى، حيث طالت يد الخصخصة الرعاية الصحية تحت ادعاء الحكومات بعدم وجود موارد كافية لدى الدول فى بعض الأحيان والدفع بعدم كفاءة الدولة فى إدارة الرعاية الصحية فى مقابل القطاع الخاص وانطلق الأمر نفسه فى بعض البلدان المتقدمة ولنفس المبررات تقريبا بدرجة كبيرة لمراكز أبحاث تابعة للمؤسسات الاقتصادية الخاصة الوطنية أو غير الوطنية أو فى أفضل الأحوال تركه فى أيدى مراكز أبحاث تابعة للجامعات وهى فى أغلبها جامعات خاصة. كان الأمر أكثر مأساوية فى بلدان الجنوب أو لنقل بمعنى أدق الغالبية منها، تحول الإنفاق العام فيها إلى التسليح وابتزاز الآخرين له بهدف حمايته، إلا أن هذا الآخر وقف عاجزا أمام هذه الجائحة وانصرف آخرون إلى حروب أهلية بغيضة استنزف فيها الكثير من الإنفاق العام، وتاهت خلال ذلك القيمة الحقيقية للبحث العلمى ودوره المفترض فى خدمة احتياجات المجتمع ومتطلباته. إن زمن ما بعد فيروس كورونا المستجد لن يكون على الإطلاق كما كان الحال قبله فى مجال البحث العلمى ودور الدولة فى قطاعات الرعاية الصحية أو تقديم الخدمات التعليمية أو فى مجال البحث العلمى والتطوير التكنولوجى. لقد أفاقت هذه الجائحة الرأى العام العالمى وبعض الحكومات أيضا على حقيقة صادمة، لكنها واقع عالمى وليس فقط دول الجنوب الفقير، هل يكون الكورونا هو التنبيه الذى يعيد البشرية إلى اتباع كل ما يفيد الإنسان من علم ويبتعد عن وسائل التدمير والفناء وحرب الفيروسات والنووى والذرى والبيولوجى؟! تحيا مصر.