
تحية عبدالوهاب
بعد الجائحة: فرصة لإعادة تنظيم بناء النظم الصحية
مع تواصل ارتفاع حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد تكافح البلدان حول العالم للتخفيف من تأثيرات الفيروس على الصحة العامة وتأثيراته الاقتصادية والسياسية والنفسية، حيث طغى الخوف علينا وأصبح سمة عامة وشاملة لكل المجتمعات، علينا أن نفكر فيما بعد الجائحة وكيف سيكون حال العالم، نحن فى حاجة إلى الاستعداد لكل السيناريوهات التى تتعلق بجميع السياسات فى العالم، لقد فاق التدفق الهائل للمرض. قدرات الأنظمة الصحية الوطنية وسط النقص الحاد فى موظفى الرعاية الصحية الأكفاء واللوازم الطبية الأساسية، وأصبح من الواضح بصورة متزايدة أن الاستجابة الفاعلة للجائحة تتطلب نهجًا يشمل الحكومة والمجتمع بأسره واستجابة تعاونية تعتمد على قدرات وموارد الجهات الفاعلة المتعددة القطاعات والجهات التى تضم مؤسسات خاصة ربحية وغير ربحية بما فى ذلك منظمات المجتمع المدنى،هذه الجائحة أظهرت كيفية تفاعل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية فى مواجهة تلك الجائحة باتفاقات مع القطاع الخاص لاستخداماتها طبيًا معًا لصالح الهيئات الطبية العامة.. وحدث هذا فى العالم أجمع بما فيه العالم العربى الذى تجلت فيه استجابة المجتمع بأسره للجائحة بشكل حاسم من حيث الأهمية وأصبحت البلدان تعتمد بشكل متزايد على الجهات الفاعلة لاسيما القطاع الخاص لتوفير الرعاية الصحية، وأن أى استجابة تشمل الدولة وحدها قد لا تكون كافية للتصدى للجائحة التى كشفت هشاشة النظم الصحية فى جميع أنحاء العالم حيث تعانى النظم الصحية من الإجهاد بسبب النزاعات المسلحة وما يتبعها من نتائج سلبية أدت لتلك الهشاشة للمنظومة الصحية مما عمق نقاط الضعف تجاه مواجهة الجائحة التى ستسبب عواقب صحية واقتصادية خطيرة لسنوات قادمة إلا أنها تمثل فرصة ثمينة لإعادة تصور دور الجهات الحكومية وغير الحكومية فى تعزيز النظم الصحية، إننا فى حاجة إلى الاستعدادات لكل السيناريوهات التى تتعلق بما بعد كورونا من خلال دراسة كل الاحتمالات التى تتعلق بالتغييرات السياسية فى العالم ومن خلال الاستعداد الطبى فى حالة ما إذا عاد الفيروس فى الشتاء القادم والوقوف على مواطن الضعف ومواطن القوة فى جميع الإجراءات التى تمت من قبل، يتسابق العلماء فى جميع الدول لتحقيق هدف إنسانى وهو إنقاذ البشرية من ذلك الفيروس الفتاك.
ربما تكون تلك الجائحة درسًا ينتفع به العالم اليوم كبيره وصغيره من الدول التى لم يستثنى منها تفشى الوباء فيها بمالها ولا قوتها وأثبتت الجائحة أننا نعيش فى عالم واحد وأن التفاوتات الاجتماعية ومشكلات الإنصاف ستضر بنا جميعًا على حد سواء، لا فكاك لنا من هذه الجائحة إلا بالعلم والعلماء وتضافر جميع الجهود.
حفظ الله مصر وشعبها وشعوب العالم أجمع.. أمين يا الله. تحيا مصر