الأربعاء 7 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الكورونا والخيار الأمريكى الخاطئ

الكورونا والخيار الأمريكى الخاطئ

تحت وطأة كورونا الساحقة نجد كل فرد منا حبيس ذاته لوقت غير معلوم، حيث يواجه خطرا قاتلا غير محسوس ويتملكه القلق والاضطراب على كل من حوله أو ينتسب له من أبناء وآباء وأحفاد وأقارب ليشمل القلق العالم كله دون تفرقة فى الدين أو اللون أو العنوان.



 

عزل انفرادى اضطررنا له نتيجة هذا الوباء القاتل أتاح لنا فرصة نادرة للقاء مع النفس لساعات طويلة كانت غير متوفرة لدينا فى الأوقات العادية، الحوار مع النفس حوار صريح ومباشر من الممكن أن يكون إيجابياته وسلبياته فى نفس الوقت لأنه حوار ينير لنا الطريق والتفكر والتدبر فى تجارب الماضى ليجنبنا الوقوع فى الخطأ نفسه، يجعلنا نتفهم الإغراءات البراقة التى كنا نسعى للوصول لها لا تساوى شيئا اليوم مع هذا المجهول القاتل الذى تسلل إلى العالم أجمع لا يستثنى أحد بالإصابة به، لن ينفع المال والجاه فى الإصابة به، الكل عرضة لتلك الجائحة فأصابت الملوك والرؤساء والمشاهيرولم يحصنهم مالهم أو جاههم أو لونهم. كل هذا يدفعنا للتفكير فى كيفية ظهور هذا الوباء، وهل هناك طرُق ساعدت فى انتشاره ولم يكشف عنها بعد؟ فجأة ومن دون أى توقعات أصبح العالم مقطع الأوصال، ممنوع السفر أو التنقل بأى وسيلة كانت.. هذا مع غياب التضامن العالمى منذ بداية الإعلان عن ظهوره.

 

ذلك مع إحلال التنافس والصراع السياسى والتجارى بل التشفى أحيانا وتبادل الاتهامات الباطلة والمزعومة حول نشأة الفيروس، ومن المتسبب فيه، كل هذا أوصل البشرية لهذه الحالة التى نعيشها الآن من خوف وشلل فكرى.

 

نتذكر فى بداية ظهور الوباء بالصين بدأت وسائل الإعلام توجه الانتقادات للصين بسوء سلوك شعبها وحضارتهم وعاداتهم وتقاليدهم لنجد حملة واضحة تستهدف كل ما هو صينى واتهامات بأنها السبب فى تلك الإصابات، حتى إن الرئيس الأمريكى صرح بإطلاق اسم للفيروس بأنه «الفيروس الصينى» وقت تفشى الوباء اختارات الإدارة الأمريكية زيادة التسليح العسكرى والصراع بدلا من التعاون فى إيقاف هذا الفيروس، بل تقاعسوا لأسابيع عن اتخاذ صراعات احترازية بشأن منع انتشاره معلنون أنهم يسيطرون بالكامل على الأمر، هذا فى الوقت الذى كان الوضع الصحى ينذر بانتشار المرض فى الولايات المتحدة حتى إن أمريكا أصبحت الدولة الأولى فى ترتيبها بانتشار المرض وارتفاع عدد المصابين وزيادة عدد الموتى، كما قام ترامب بتكثيف العقوبات على إيران التى تشمل منع وصول الأدوية وأجهزة التنفس لها، وكان الحال على فنزويلا أيضا. هذا فى الوقت الذى قامت الصين وكوبا وروسيا بتقديم كل المساعدات من أدوية وتبادل المعلومات لدول العالم والبحث عن وسائل لمنع تفشيه أكثر، ذلك مع المجتمع الدولى كله، هذا هو الفارق الشاسع بين كلا الخيارين؛ الخيار الأمريكى والآخر لبقية الدول التى تريد الحياة للعالم. حفظ الله مصر وشعبها وكل شعوب العالم من هذه الجائحة.. وتحيا مصر.