الإثنين 1 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تخبط أمـريكـى وغـربـى حول التعامل مع «الأزمة» المصرية»!

تخبط أمـريكـى وغـربـى حول التعامل مع «الأزمة» المصرية»!
تخبط أمـريكـى وغـربـى حول التعامل مع «الأزمة» المصرية»!


 
إن تصور البعض أن مصر فى موقف ضعف، وأمريكا فى موقف قوة.. فهذا أمر خاطئ للغاية، فالولايات المتحدة لاتزال تعانى ولا تعرف كيف تتعامل مع الثورة المصرية التى يعتبرونها أزمة يهددون بتدويلها، فالجدل كبير فى الساحة الأمريكية حول أسلوب إدارة الأزمة من بداية طريق العقوبات أو العودة للحديث مع جنرالات مصر، ولم يغب عن ذلك الجدل رد فعل الشعب المصرى ضد أى موقف أمريكى خاصة أن العقوبات بدأت بشكل ما مع تدخل مجلس الأمن أيًا كان قراره وإلغاء المناورات العسكرية!
 
هذه القراءة كانت واضحة من خلال رصدنا لعدة مقالات مؤثرة فى القرار الأمريكى منها صحيفة «ذا واشنطن تايمز» التى رأت أن المسيرة الديمقراطية التى بدأتها مصر على مدى العامين الماضيين تحولت الأربعاء الماضى إلى مسار مختلف بعدما سيطرت المؤسسة العسكرية مجددًا علىالبلاد، وانتقدت الصحيفة موقف أوباما حيث آثر استكمال إجازته بشكل طبيعى بدلاً من إلقاء كلمة حول ما تشهده مصر من أحداث أودت بحياة أكثر من مائتى شخص وفقًا للصحيفة، وأشارت الصحيفة إلى أن سياسات الإدارة الأمريكية المتعاقبة منذ تفجيرات 11 سبتمبر لم تكن موفقة فى الشرق الأوسط.. واليوم تحطم أى أمل للولايات المتحدة فى أن يكون الجيش المصرى لاعبًا مؤثرًا فى الضغط على حركة حماس للدخول فى مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية وفقا للصحيفة الأمريكية، وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة فى الغالب ستعيد النظر فى الدعم الذى تقدمه للجيش المصرى بعد إطاحته بأول رئيس مدنى منتخب.
 
المحللون الأجانب منقسمون وفقًا للصحيفة حول مدى تخاذل إدارة أوباما وإضاعتها العديد من الفرص خلال العامين الماضيين للتدخل ووقف الانهيار الأمنى فى مصر بسبب الصراع على السلطة سواء من خلال التهديد باستخدام القوةالعسكرية، وفى الوقت نفسه تقديم رؤية جديدة للمساعدات، بينما يرى محللون آخرون أن واشنطن كان يمكنها استقطاع جزء من المعونة السنوية كنوع من العقوبة للضغط على القوى السياسية.
 
تحدثت الصحيفة فى تقريرها مع أنتونى كوردسمان المدرس بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، والذى أبدى تأييده الكامل لموقف البيت الأبيض الذى رفض منذ البداية وصف الأحداث فى مصر على أنها انقلاب عسكرى مؤكدًا أن الولايات المتحدة لا يمكنها التحكم فى ثورات الشعوب لكن يمكنها فقط التأثير عليها، وانتقد كوردسمان فكرة وصف الأحداث بالانقلاب، ومن ثم قطع المساعدات العسكرية، مشبها ذلك بأنه مثل طفل فى الثامنة من عمره لا تعجبه اللعبة فيقرر أخذ الكرة والعودة إلى منزله، ويرى كوردسمان أن الأمر لم يكن ليختلف لو كان الرئيس الذى يسكن البيت الأبيض من الجمهوريين فأى إدارة تفكر بشكل عملى كانت ستتعامل مع الموقف بفهمأن الولايات المتحدة تأثيرها محدود فى الأحداث غير المستقرة والمتغيرة فى مصر، ويؤكد كوردسمان أن الإدارة الأمريكية لا تستطيع تهديد أى شخص فى السلطة بطريقة مباشرة ثم تنتظر نتائج إيجابية، مشددًا على أنه أى إملاءات أمريكية على مصر لن يكون رد الفعل عليها جيدًا من الجانب المصرى.
 
يرى بعض المحللين أن الولايات المتحدة تعاملت مع الأوضاع فى مصر بطريقة حذرة ومترددة مما جعلها تفقد سيطرتها على مجريات الأمور وتفشل فى التأثير على الأحداث، أما فيما يتعلق بالمساعدات فتقول صحيفة واشنطن تايمز إن القطع المفاجئ للمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر قد يؤثر على بعض قطاعات صناعات الأسلحة الأمريكية، وكان مركز خدمة أبحاث الكونجرس قد أشار فى تقريره لشهر يونيو إلى أحد البرامج الذى اعتبره التقرير حجر زاوية فى الدعم العسكرى الأمريكى لمصر وهو برنامج بدأ منذ خمسة وعشرين عامًا ويتضمن إنتاجًا أمريكيًا مصريًا مشتركًا للدبابة الحربية m1-A1Abrams والذى تعتبر شركة جنرال ديناميكس الأمريكية من كبار المتعاقدين عليها.
 
أما الكاتب روبرت فيسك فقد تساءل فى الإندبندنت البريطانية عما إذا كان يمكن للمصريين الثقة مجددًا فى صناديق الاقتراع، فيسك رأى أن الأمر ليس مواجهة بين الجيش المصرى وجماعة الإخوان المسلمين كما يراها المسئولون الدوليون فى العالم الغربى، يرى فيسك أن ما حدث خلال فض الاعتصامين من قتل أحدث انقسامًا حادًا داخل المجتمع المصرى، سيأخذ سنوات طويلة حتى تنتهى آثاره، الانقسام حدث كما يراه فيسك بين أنصار اليمين الدينى واليسار وبين الأقباط والمسلمين بين الشعب والشرطة وأخيرًا بين الجيش والإخوان، وهذا هو السبب الرئيسى وراء استقالة البرادعى كما كتب فيسك فى مقالته، واعتبر فيسك حرق الكنائس أمرًا متوقعًا.
 
ورفض «جيمز فيليب» الباحث فى شئون الشرق الأوسط بمؤسسة هريتاتج الأمريكية قطع المساعدات الأمريكية عن مصر، فى الوقت الذى تشن فيه حربًا ضد تنظيم القاعدة الذى انتشر فى سيناء وبالطبع أصبح مصدر تهديد لاتفاقية السلام مع إسرائيل، ويضيف فيليب أن الإطاحة بمرسى هى ضربة لحماس التى تصنفها الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية.
 
وكتب «ستيفن بوتشى» المسئول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية فى الصحيفة نفسها مقالاً يدافع فيه عن الثورة المصرية، وتساءل فيه: لماذا أثنت الإدارة الأمريكية على الجيش المصرى حين استجاب لمطالب الشعب فى يناير 2011 عندما تم الإطاحة بمبارك، بينما شعرت الإدارة نفسها بصدمة عندما فعل الجيش المصرى الشىء نفسه وانحاز للشعب الذى نزل بأعداد أكبر بكثير فى 30 يونيو للإطاحة بمرسى.
 
ويشير بوتشى إلى أن جماعة الإخوان تحاول الآن بكل قوتها أن تهز استقرار البلاد وإجبار الجيش على استخدام القوة العنيفة ضدهم، وحذر من أن يبتلع الجيش الطعمالذى أعده الإخوان، والذى يبدو أنه بدأ يبتلعه بالفعل فسوف تعانى مصر وسوف ينفد صبر ودعم الولايات المتحدة وأوروبا وبالتالى يصبح الجيش منعزلاً.
 
اقترح بوتشى فى نهاية مقاله أن ترسل الولايات المتحدة جنرالاتها ليتحدثوا إلى الجنرالات فى مصر، نظرًا لما يربط بين هؤلاء الجنرالات من علاقات طيبة وعميقة ناتجة عن الزيارات المتبادلة والتدريبات التى يتلقاها الضباط المصريون فى الولايات المتحدة، وهو ما ساعد فى بناء نوع من العلاقات الودية التى تعنى الكثير فى الثقافة المصرية، ويرى بوتشى أنه يتوجب على أوباما أن يرسل القادة العسكريين ليتحدثوا إلى المصريين كإخوة وهو ما سوف يكون مؤثرًا فى السيطرة على الإخوان ويمنح احترامًا للحكم المدنى.