
ناهد عزت
«كورونا» الشائعات
«كورونا» هذا الفيروس الدقيق الذى لا يرى بالعين المجردة، أصبح فيروس الشائعات.. شائعات لا حصر لها منها هل كورونا مؤامرة أمريكية لوقف التوغل الصينى؟ وهل هو سلاح بيولوجى صنعته أمريكا فى معاملها لضرب الصين اقتصاديا بعد رفضها المفاوضات معها؟ هل كورونا سلاح بيولوجى صنعته الصين وتسرب من معاملها وأصاب الصينيين أنفسهم ثم انتشر فى العالم؟ هل هو فيروس سببه أكل الصينيين لكل أنواع الطيور والحيوانات والحشرات؟ هل كورونا عقاب من الله للصينيين لقتلهم وتعذيبهم للمسلمين هناك؟ هل أمريكا لديها علاج لهذا الفيروس وتستخدمه فى علاج مواطنيها فقط؟
كما أصبح فيروس كورونا نجمًا فى كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية وتحتل أخباره عناوين النشرات الإخبارية والصفحات الأولى بكل الصحف وهو الخبر الأول فى كل برامج التوك شو، حالة من الفزع والرعب ارتبطت باسم «كورونا» على الرغم من أن أغلب نسب الإصابة تتركز فى الصين وبعض الدول المجاورة لها، أما باقى الدول مجرد حالات معدودة لا تشكل أو تستلزم حالة الرعب التى يروج لها البعض، فإجمالى عدد وفيات كورونا فى العالم فى شهرين وصل إلى 2360 شخصا، بينما وصل عدد وفيات دور الزكام العادى فى نفس الشهرين إلى 69٫602 إنسانا.
ومنذ ظهور فيروس كورونا قامت جماعة الإخوان الإرهابية ولجانها الإلكترونية باستغلال الأزمة العالمية لبث الأكاذيب والشائعات وخرجت علينا عشرات الآلاف من التويتات والبوستات عبر مواقع التواصل الاجتماعى والجروبات الخاصة لترويع المصريين وبث الرعب فى قلوبهم مدعين وجود حالات إصابة بالفيروس ووفيات أيضا.
ومما لا شك فيه أن هناك مبالغة فيما يدور حول «كورونا» ومدى انتشاره والخوف منه.
والمؤكد أن أى إنسان عاقل يعرف جيدا أنه لا توجد أى مصلحة لأى دولة فى إخفاء وجود هذا الفيروس ويستحيل أن يسقط ضحايا فى صمت أو تكتيم، فالدولة من مصلحتها أن تنشر الحقيقة بين الناس لأن التعتيم له عواقب لا تستطيع أى دولة فى العالم تحملها.
ومصر منذ أول لحظة تعاملت مع الأمر بجدية ونقلت المصريين من «ووهان» للحجر الصحى 14 يوما وتم التعامل معهم بكل احترافية، وتستحق عليه الدولة ووزيرة الصحة كل التحية والتقدير.