تحية عبدالوهاب
صورة مقربة لأوضاع الأمة
كل الدلائل تشير إلى أن النظام الإقليمى القومى العربى يمر بمحنة عظيمة، الأنظمة الإقليمية العربية الفرعية مثل مجلس التعاون الخليجى أو مجلس الاتحاد المغاربى يمران بمنحنى خاص بهما والجامعة العربية حالها لا يسر. هناك دلائل لا تخطئها عين بأن الصهيونية العالمية هى المحرك الرئيسى لما يحدث، أما التنفيذ فتقوم به قوى استعمارية جديدة على رأسها نظام الحكم الأمريكى الحالى، تتمثل تلك الأدوار فى أشكال كثيرة، منها الابتزاز الاقتصادى والمالى وأخرى باختراقات أمنية غير شرعية بالإشعال المستمر والمتناهى لنيران الجنون الجهادى التكفيرى الإرهابى داخل وخارج الأرض العربية وأخرى أحلام وهمية وادعاءات نرجسية فى بعض دوائر الحكم العربية.
بالطبع كل هذا ما كان لينجح فى تحقيق تلك الأهداف الشيطانية إلا بالضعف الشديد الذى أصاب المجتمعات العربية المدنية من جهة، وفى أنظمة الحكم العربية من جهة أخرى، مائة سنة فقط دار الزمان بالعرب دورة كاملة فإذا أرضهم محتلة كليا أو جزئيا تحت مسميات مختلفة من أحلاف أو حماية أو قواعد عسكرية.. وهاهى تركيا تفتح كلا من سوريا وليبيا. تحتل مساحات بسوريا وتتوغل فى أراضيها فى اتجاه دير الزور وتدعم وتعزز وجود العصابات الإرهابية المسلحة فى إدلب وغيرها، تقاتل الجيش السورى الذى ينجز كل يوم تحرير أراضيه من تلك العصابات بدءًا من ريف حلب حتى حلب كلها وتقدم نحو إدلب المحتجز أهله بحماية مئات من مسلحى التنظيمات المدعومة من تركيا وقطر وغيرهما.
بدا واضحا أنه لا حل سياسيا لتلك المنطقة عندما بدأت المساعدات الإنسانية الدولية التى تمكن مئات آلاف النازحين من العيش تتضاءل رويدا رويدا. أخطأ أردوغان فى الرهان وعلى دعم عسكرى أمريكى لمواجهة الجيش العربى السورى وروسيا وسقط فى مستنقع إدلب ومنى بخسائر فادحة فى المعارك الأخيرة، مما جعله يلجأ لعملية ابتزاز جديد لأوروبا وتهديدها بفتح حدوده للنازحين، ذلك بغية الحصول على دعمها له فى سوريا، وبالفعل فتح الحدود أمام اللاجئين على أرضه باتجاه الحدود الأوروبية التركية، ما يؤلم ويحير ليس وجود تلك الموجة الهائلة المتعاظمة من المؤامرات لأن ما كان لينجح ويحقق أهدافه الشيطانية إلا بالضعف الشديد الذى أصاب الأمة العربية، لكن نعلم يقينًا بوجود قوة فى هذا الوطن ستستجيب لنداء التاريخ وستبهر العالم كله.
وتحيا مصر.