الأربعاء 7 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عاصفة لبنان

عاصفة لبنان

بات جليا الآن أن لبنان يمر بعاصفة تتزايد حدتها يوما بعد يوم، تتخبطها العاصفة لتصيبها بانهيار اقتصادى يرافقه انسداد بالأفق السياسى وكل ذلك يجرى فى خضم أزمة شرعية أوسع نطاقا، معظم اللبنانيين فقدوا الثقة فى قيادتهم السياسية، والنظام لم يعد يعمل بفاعلية ولم يتم حتى الآن الاتفاق على عقد اجتماعى جديد بين المواطنين فى الشارع منذ اندلاع الاحتجاجات واستقالة رئيس الحكومة سعد الحريرى بناء على مطالب الشارع برفع شعار «كلكم يعنى كلكم» مطالبين بالاستقالة للجميع وإلغاء نظام الطائفية والخصخصة التى عجلت بانتشار الفساد فى كل مناحى الحياة وأدى الأمر إلى كارثة وأصبح الإفلاس والفقر والانحدار العام فى مستويات المعيشة من سمات الحياة لدى العديد من اللبنانيين.



واكب هذا الوضع المتأزم انحطاط السلوك السياسى،  وبالرغم من الاحتجاجات والأزمة الاقتصادية الحادة، واصل السياسيون العبث ووضعوا أجنداتهم الشخصية والسياسية فوق مصلحة لبنان استغرق الأمر ثلاثة أشهر لتشكيل حكومة جديدة، وحتى حينها احتفظوا بتمثيلهم فى النظام ونشطوا لحماية امتيازاتهم بالرغم من أن لبنان كان فى حاجة ماسة إلى عقد اجتماعى جديد وعملية سياسية متجددة لأنه يكمن خلف الظروف الاقتصادية المتدهورة أزمة شرعية عميقة دفعت الناس إلى النزول للشارع للتنديد بالطبقة الحاكمة والحكومة التى شكلتها وعليه دعا المحتجون إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة ورئيس جمهورية جديد.

هذه الأزمة تضرب بجذورها فى النموذج السياسى والاقتصادى السائد فى لبنان منذ استقلالها عام 1943 حيث كرس الميثاق الوطنى نظاما قائما على تقاسم السلطة على أساس طائفى،  ثم أعيد تكريس هذا النموذج فى تسعينيات القرن الماضى فى أعقاب الحرب الأهلية اللبنانية، تقاسمت السلطة فيما بين السياسيين الطائفيين الذين شاركوا فى الحرب واتفقوا فيما بينهم على تقاسم الثروات الوطنية لتعزيز المحسوبية التابعة لهم، شاهدنا فى الأيام الأخيرة الماضية تلاسنا سياسيا واتهامات البعض ضد البعض ما بين سعد الحريرى والشيخ حسن نصرالله تبعها تلاسن بين أنصار هذا وهذا وبات واضحا الآن أن الأزمة السياسية العميقة التى يغرق فيها لبنان بات لها أن يكون لها حلول بعيدة المدى يكرسها مسار سياسى يعيد بناء الثقة فى المنظومة القائمة على أن يشمل هذا المسار إجراء انتخابات مبكرة بموجب قانون انتخابى يحظى بالمصداقية ليستعيد الشرعية البرلمانية، اللبنانيون لن يرضوا بأن يتحملوا أعباء الإصلاحات والتعديلات الاقتصادية الضرورية بينما يحصد القادة السياسيون مكاسب نظام سياسى فاقد الثقة والمصداقية.

تحيا مصر 