السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فلسطين ليست ضيعة أو بستانًا!

فلسطين ليست ضيعة أو بستانًا!

مع إعلان الرئيس الأمريكى ترامب ما يسمى بصفقة القرن واستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلى بالاستيلاء على الأرض الفلسطينية، تتواصل محاولة شرعنة وتعميق نظام الفصل العنصرى فى فلسطين المحتلة، مترجمة لمواقف اليمين الإسرائيلى الحاكم وعقيدته المتطرفة، حيث أن الأجواء التى ستوفرها «الصفقة» ستشجع هذا اليمين وجمهوره من المتطرفين والمستعمرين المستوطنين على ابتلاع ما تبقى من الأرض واستباحة حياة الفلسطينيين.



هى بالفعل صفقة للكيان الصهيونى وليست اتفاقية سلام بل عقد إذعان للفلسطينيين، حيث جاءت لتدمير أى آمال أو تطلعات فلسطينية فى الحرية والاستقلال وإقامة دولتهم، ظاهر تلك الصفقة حل الصراع وباطنها استعمارى توسعى والاعتماد على ما هو قائم على الأرض والذى رسخه الكيان الصهيونى طيلة عقود طويلة على قاعدة حكم ذاتى محدود فى بعض أجزاء متفرقة بالضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنها صفقة انتهازية هدفها إخراج كل من ترامب ونتنياهو من المستنقع الذى وقع فيه كلاهما وطوق نجاة لهما فى التوقيت المناسب لهما ليعلنا عن محتويات الصفقة لإنقاذ ترامب من وضعه الداخلى المتردى ولتحسين موقف نتنياهو «الانتخابي» المتهم جنائيًا فى ممارسة يشوبها الفساد والذى تقدم لإعادة انتخابه بمارس القادم.

هذه الخطة لا تهدف إلى قيام دولتين لشعبين، بل لعبة مضللة يقوم بها الرجلان، أى خطة يجب أن تنتج من الأطراف الفاعلة بها حتى تنجح، فهناك فرق بين الصفقة والخطة، الصفقة وما قدمه ترامب خطة إسرائيلية أحادية الجانب بل ويتبجح ويقول إنها ستتم بصرف النظر عن الموقف الفلسطيني، أى قائمة على الإذعان من قائدين شبههما «توماس فريدمان» الكاتب الصحفى اليهودى فى مقالته بصحيفة «نيويورك تايمز» بأن هذه الخطة قام بها قائدان حقيران.. وقال عنها المفاوض الأمريكى السابق «أرون ميلر» إنها أول مبادرة سلام هدفها لا علاقة له لا بالإسرائيليين والفلسطينيين ولا بعملية سلام ولا ببدء مفاوضات.. وصف مقرر الأمم المتحدة المعنى بحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة «مايكل لينك» أن الخطة الأمريكية خطة «زائفة» تقوض بشكل كامل حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، كما تقدم حلاً لإقامة دولة واحدة «إسرائيل» ونصف دولة «فلسطين» خطة غير متوازنة تميل لصالح إسرائيل فقط.

أضاف أن الدولة الفلسطينية وفق الصفقة ستصبح حال قيامها كيانًا جديدًا تمامًا فى سجلات العلوم السياسية الحديثة وستكون أرخبيل متناثرًا من أراضٍ غير متجاورة تحيط بها إسرائيل من جميع الجوانب دون حدود خارجية لا تتمتع بمجال جوى ولا تمتلك حق تشكيل جيش للدفاع عن أرضها.

المطلوب الآن منا كعرب أو مجتمع دولى ألا نخضع للاقتراح الأمريكى لمجرد أنه وارد من أقوى دولة فى العالم وشيطانها الأعظم، الأفضل هو التحرك الفلسطينى الواعى والحكيم للم الشمل بين الفلسطينيين بالضفة والقطاع وتكوين حكومة فلسطينية موحدة بدعم عربى قوى للاستعداد للتفاوض مع الكيان الصهيونى على أساس خطة السلام العربية سنة 2002 ودعم الشعب الفلسطينى ماديًا واللجوء إلى المحافل الدولية القانونية والسياسية والتى تضمن الحق الفلسطينى الشرعى طبقًا لجميع القوانين الأممية. وتحيا مصر