الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
العثمانى.. الحالم بدولة الخلافة!!

العثمانى.. الحالم بدولة الخلافة!!

لم يكتف حفيد سليم الأول (أردوغان) بما فعل جده الأكبر من نهب ثروات وهتك أعراض وسفك دماء، حتى زالت دولته حين فقدت الكثير من أراضيها، فذهبت مهابتها ومكانتها أدراج الرياح ، مما جعل العديد من الدول الأوروبية تخطط فيما بينها لاقتسام أملاكها الممتدة على ثلاث قارات، لدرجة أن قيصر روسيا (نيكولاى الأول) أطلق عليها لقب (رجل أوروبا المريض) وهو بالمناسبة الاسم الذى عرفت به الدولة العثمانية، بعد أن تهاوت وضعفت وأصبحت مطمعًا لجل دول القارة. رغم أن مجرد ذكر اسمها سابقًا كان يسبب الرعب والهلع، وهذا تحديدًا ما يبحث عنه الآن حفيد العثمانيين الأوائل، المجد والقوة والمهابة التى زالت عنه وعن دولته المصابة بداء الوهم والعظمة (التى لن تتحقق قط) حين يستعمر دولة عربية شقيقة، فى الوقت الذى يزحف فيه الخراب على اقتصاد بلاده، وتقمع الحريات ويحبس رجال القضاء والشرطة والحقوقيون، تحت رعاية الديمقراطية الهشة التى أرساها ولا يعرفها سواه، وللأسف يتم ذلك بمساعدة من خائن يوصف بأنه عربى يدعى (السراج) باع تراب وطنه عن طيب خاطر مقابل حفنة من الدولارات، معتقدًا أن حفيد الرجل المريض من الممكن أن يوفر له الأمن والحماية والاستمرار فى الحكم، ولا يهم هنا هذا الرجل أو من هم على شاكلته، فى أن يقترن اسمهم بأنهم هم وليس غيرهم من أعادوا الاستعمار العثمانى (الذى باع وطنه يومًا للطليان مقابل الحصول على جزيرة) بعدته وعتاده لليبيا الشقيقة مرة أخرى، ولكن هذه المرة تحت غطاء من المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الخائنة، الذى وقع اتفاقية (غير شرعية، تدعمها وتحميها ميليشيات إرهابية مستوردة من تركيا) تحت مسمى التعاون الأمنى والعسكرى،  تحدد مناطق الصلاحية البحرية والنفوذ فى البحر المتوسط ، لاستغلال ثروات الغاز الطبيعى المبشرة جدًا فى هذه المنطقة، وتسمح له بالتدخل العسكرى فى الشأن الليبى إذا لزم الأمر، وهى نفس اللعبة التى حاول أردوغان أن يطبقها مع مصر، أثناء حكم الجماعة الإرهابية إياها عندما تقربوا من تنظيم الإخوان، ومدوا له يد العون والمساعدات المالية والعينية، لتثبيت أركان حكم رجل الجماعة الذى تولى مقعد رئاسة مصر فى غفلة من الزمن، حتى يسمح لهم عقب ذلك بالتدخل فى شئون مصر، ولكن فطنة وإدراك المصريين فضحت دورهم وكشفتهم وكشفت ألاعيب الإخوان وقتها، ومن يومها وهم لا يرون فى شعب مصر وقيادته سوى كونهم أعداء لهم، ولذلك فتحوا مدنهم وخزائن دولتهم لأعضاء الجماعة والخونة الهاربين من قصاص المصريين منهم ومن أمثالهم، وهو النهج ذاته المتبع الآن فى ليبيا، حيث تم استقطاب قيادات ليبية خائنة، وقادة جماعات إرهابية على أرض البلد الشقيق وهم فى حقيقة الأمر أصحاب مصالح وأهداف، وطبعًا بخلاف قادة جماعة الإخوان الإرهابية، حتى يمكن أن يتدخلوا من خلالهم فى شئون ليبيا، (هؤلاء جميعًا يعرفون جل شبر فى تركيا أكثر مما يعرفون عن بلدهم)، ولذلك لم يكن غريبًا أن يجد المستعمر العثمانى تأييدًا وترحيبًا واسعًا من الخونة والمأجورين والمتأسلمين، لاحتلال بلدهم وتقسيم ثرواته البترولية فيما بينهم وبين هذا العثمانى الحالم بعودة دولة الخلافة، لعبة مصالح واضحة المعالم، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تخطئها العين، مصالح تنتهك فيه ثروات شعب عربى شقيق، سواء باستخدام السلاح، أو بدخول الشركات التركية فى خريطة إعمار ليبيا، إذا لم يكن هناك حل عسكرى، المهم أن يكون لتركيا موطئ قدم فى هذه البقعة من الأرض، تستطيع من خلالها التدخل فى شئون البلاد المجاورة وتصدير المؤامرات والأزمات لها، وهذا ما فطنت له مصر ورفضته وطالبت دول العالم بالتدخل لوقف هذا الاستعمار وحل الأزمة سياسيًا، مع التأكيد التام على أن قواتنا المسلحة الباسلة على أتم استعداد للتصدى لأى جهة تحاول أن تعبث بأمن مصر القومى،  حتى ولو كان ذلك عن طريق اتفاقية هى فى الأصل باطلة، ولا يعتد بها وسبق أن رفضها البرلمان الليبى.