الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
إخوان الدم.. حاضرهم لا يختلف عن ماضيهم

إخوان الدم.. حاضرهم لا يختلف عن ماضيهم

هذا هو حال الجماعة التى ابتليت بها مصر، منذ فكّر مؤسسها ومرشدها الأول حسن البنا فى تكوينها عام 1928، حيث انتهجت منهجًا يعتمد فى المقام الأول على الخداع والمداهنة لتحقيق مصالح وأهداف شخصية، حتى ولو جاءت على حساب الآخرين، فعقب خمس سنوات من تشكيل الجماعة، وصف البنا الملك فؤاد (بأنه ذخر للإسلام) فى حين كانت شوارع مصر تغلى ضد الملك (تقربا لمن يحكم مصر)، وفى رسالته (المنهج) التى تضمنها كتاب (مجموعة رسائل الإمام الشهيد) يقر البنا بأن الإخوان ينافقون المجتمع ويخادعون الناس للوصول إلى أهدافهم لأنهم مازالوا فى بداية الطريق، حيث يقول نصا: (إن كانت ظروفنا فى الماضى، كدعوة ناشئة، تدعونا إلى المجاملة والمُداراة، فإن ظروفنا الآن، وقد أعز الله دعوتنا، توجب علينا أن نعامل الناس فى صراحة ووضوح)، وهو بذلك يشترط الصراحة والوضوح وقول الحق بمدى قوة أو ضعف جماعته !، وتبقى (رسالة المؤتمر الخامس) التى تعد من أخطر الرسائل والأكثر وضوحا وإقرارا بالعنف والإرهاب وإهدار الدم، إذ يكشف عن استعداده ليقتحم عنان السماء، ويغزو كل عنيد جبار حسب وصفه،.. يقول البنا نصًّا: وفى الوقت الذى يكون منكم، معشر الإخوان المسلمين، ثلاثمئة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها روحيًّا بالإيمان والعقيدة، وفكريًّا بالعلم والثقافة، وجسمانيًّا بالتدريب والرياضة، فى هذا الوقت طالبونى بأن أخوض بكم لجج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإنى فاعل إن شاء الله، وفى رسالة (التعاليم) التى تشغل موقعًا مهمًّا من الخطورة بين رسائل البنا الخمس والعشرين، يعترف البنا بأن الإخوان سيستخدمون القوة، ويلجؤون إلى العنف، عندما يقف المجتمع فى وجههم ويرفض اتباع تعاليمهم وطريقتهم فى الحكم، مؤكدًا أن الإخوان سيلتزمون بواجبهم الأخلاقى، من وجهة نظره، فى أن يوجهوا إنذارًا إلى المجتمع قبل أن يضربوا ضربتهم ويمضوا فى طريق العنف لتحقيق مطالبهم وإخراج المجتمع من الظلمات إلى النور وفق رؤيته، لذلك قاموا باغتيال النقراشى قديما لإصداره قرارا بحل الجماعة، واغتيال القاضى أحمد الخازندار لأنه كان يصدر أحكاما متعسفة ضدهم (حسب ما يدعون) وحديثا اغتالوا نائب عام مصر الأسبق هشام بركات، وفى نفس الرسالة لم يغفل البنا أهمية الجانب العسكرى، حيث لن تتحقق مطالبهم وطموحاتهم دون قوة عسكرية تؤدِّى تلك المهمة، ولذلك أكد أن الدعوة يجب أن يتم تأسيسها على ناحيتَين: الصوفية، والعسكرية، tبحيث يكون نظام الدعوة: “صوفى بحت من الناحية الروحية، وعسكرى بحت من الناحية العملية، مشددًا على الأهمية الكبيرة لـ(يوم المعسكر)، وهو يوم أسبوعى يقوم فيه الإخوان بعرض عسكرى يتدربون فيه تدريبات عسكرية ورياضية مثلما فعلوا فى جامعة الأزهر مؤخرا، وفى رسالة (دعوتنا) أكد البنا أن وجه الاختلاف بين وطنية الإخوان ووطنية غيرهم، يعود لأن الإخوان يحددون الوطنية بالعقيدة لا بالتخوم الجغرافية: (الإخوان يعتبرون كل بقعة فيها مسلم بمثابة وطن عندهم له قدسيته وحرمته ووجوب الإخلاص له والجهاد فى سبيله)، ولذلك لا يؤمن الإخوان بفكرة الوطن (طز فى مصر) التى قالها مرشدهم الأسبق مهدى عاكف، فعندهم المسلم فى دولة فى قارة آسيا مثلا، أفضل وأبقى من المسيحى فى مصر، الذى لا مكان له فى وطنهم، ولا فى دولتهم، لذلك حرقوا كنائسه بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية ونهبوا تجارته ورحلوه من منزله، فهذا ما يرونه حسب تعاليم مرشديهم.. هذه هى بعض من جل من تعاليم البنا وقواعده، التى على أساسها كون جماعته، تعاليم ثابتة ولم تتغير رغم مرور الزمن، وتوالى العديد من المرشدين، فالسمع والطاعة لا خروج عليها، والجرائم البشعة والعمليات الإرهابية وقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق منهجهم، وهو نفس ما تفعله الجماعات الجهادية والتكفيرية التى خرجت من رحم الجماعة الأم فى باقى ربوع مصر، تحت زعم حجج واهية مثل الحفاظ على الدين والجهاد فى سبيل الله، لإعلاء كلمة الدين (الذى يتمسحون به ولا يعملون بتعاليمه)، وما يحدث فى سيناء لخير دليل على ذلك، على اعتبار أنهم أقوى الناس إيمانا وإخلاصا للدين، وكأن باقى المسلمين فى جل أنحاء العالم لا يملكون هذا الإيمان والإخلاص، وهذا ما يؤكد أنها جماعة لا ترى سوى نفسها ولا ترعى سوى مصالحها، فهى جماعة لا تملك جديدا يذكر أو قديما يعاد، فقط عندما يضيق عليهم الخناق يطالبون بالمصالحة والعفو والمغفرة، رافعين فى وجوهنا شعارات مثل (دعاة لا قضاة أو مشاركة وليس مغالبة) وغيرها من شعاراتهم التى يحاولون بها الضحك على عقول الناس، ولكنهم لم يضعوا فى حسبانهم يوما أن شعب مصر لم ولن ينسى ما فعلوه فى حقه وحق وطنهم.