«حلايب» و«الحريات الأربع» و«البضائع المهربة» ملفات تهدد التعاون بين البلدين
حمدي الحسيني
رغم نجاح زيارة رئيس الوزراء د.هشام قنديل للخرطوم والحماس الذى أبداه الجانبان لفتح صفحة جديدة للتعاون الاستراتيجى بين البلدين، فى ضوء ما تم الاتفاق عليه خلال القمة المشتركة التى جمعت الرئيسين المصرى والسودانى الأسبوع الماضى، إلا أن هناك تيارا سودانيا يرى أن هناك العديد من العقبات لا تزال تعرقل قيام أى تعاون حقيقى بين مصر والسودان، من بينها أزمة الثقة التى تحكم العلاقة المصرية السودانية، وشعور الجانب السودانى بأن مصر تتجه نحو الشمال إلى أوروبا وأمريكا، وإلى الشرق ناحية الخليج فى حين أهملت طوال العقود الماضية مصالحها فى الجنوب مع السودان، ودعمت للتمرد الجنوبى الذى انتهى بفصل الجنوب عن الشمال، وتخوف السودانيين من تمليك المصريين للأراضى فى الولاية الشمالية.
وتطرق النقاش السودانى إلى مثلث حلايب الحدودى على البحر الأحمر الذى يعد عقبة تعطل أى تعاون مشترك قبل التوصل إلى حل نهائى يحسم تبعيته، بعد أن تحول إلى مسمار جحا الذى يهدد بنسف أى تعاون مستقبلى بين البلدين.
وقدم هشام قنديل وعداً للجانب السودانى بحل أزمة حلايب وينهى جميع مظاهر الخلاف حولها.
وركز الجانب السودانى على بطء السلطات المصرية فى تنفيذ اتفاقية الحريات الأربع التى تنفذها الحكومة السودانية منذ عام 2004 حتى الآن، فرد قنديل أن انفجار التمرد فى إقليم دارفور أدى إلى طلب السلطات السودانية عدم السماح لكل السودانيين بالدخول إلى مصر بدون تأشيرات لأسباب أمنية، فاستجابت مصر لذلك.
كما اشتكى بعض السودانيين من أن بلادهم أصبحت سوقاً مفتوحاً على مصراعيها أمام البضائع المصرية الرديئة والمهربة فضلاً عن تعامل مصر بمنظور أمنى دون وضع اعتبار لباقى جوانب العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية، وكان الرد المصرى أن صفحة جديدة سيتم فتحها بين البلدين تقوم على أساس التعاون الاستراتيجى فى جميع المجالات.