الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

(FBI) استخدم «نورتون».. واستخبارات روسيا استخدمت «كاسبرسكى»!

(FBI) استخدم «نورتون».. واستخبارات روسيا استخدمت «كاسبرسكى»!
(FBI) استخدم «نورتون».. واستخبارات روسيا استخدمت «كاسبرسكى»!


ظهر العديد من القصص المثيرة للقلق حول إمكانية استخدام برامج الحماية أو البرامج المضادة للفيروسات فى عمليات الاختراق والتجسس الإلكترونى من قبل الحكومات الأجنبية. فكل يوم نكتشف استخدام أجهزة الاستخبارات فى الدول المنتجة لأشهر برامج الحماية أو (anti-virus softwares).

البداية كانت عندما اكتشف مستخدمو برنامج نورتون أن مكتب التحقيقات الفيدرالى (FBI) يستخدم البرنامج الأمريكى المسئول عن حماية أجهزة الكمبيوتر فى اختراق خصوصية المستخدمين.  حيث بدأ فى استخدام وسيلة تجسس تعرف بـ«ماجيك لانترن» يتم تحميلها على أجهزة الكمبيوتر من خلال برنامج نورتون مدعياً أن موظفيه لا يستخدمونها إلا ضد المجرمين والمشتبه بهم. ترصد «ماجيك لانترن» كل ما يقوم به مستخدم الكمبيوتر من إرسال رسائل إلى دردشة وتتجسس باستخدام برنامج يقوم المستخدم بتحميله.
 وأثار الأمر حينها جدلاً أمنياً فضلاً عن الجدل الأخلاقى الخاص بإخفاء الشركة لحقيقة تعاونها مع أحد الأجهزة الأمنية بهدف التجسس على المستخدمين دون موافقتهم بل إن الخبراء فى مجال التقنيات والبرمجيات اتهموا الشركة بخداع عملائها حيث تؤكد بيانات المنتج أنه يحمى أجهزة الكمبيوتر من أى برامج تجسس فى حين أن البرنامج فى حد ذاته يحمل وسيلة تجسس لا يمكن استخدامها إلا من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي.
كما لا يمكننا هنا أن نغفل تسريبات ويكيليكس فى مارس الماضى التى تضمنت إحداها وثائق تؤكد قيام وكالة الاستخبارات المركزية (FBI) بتجارب على معظم برامج الحماية الشهيرة للتأكد من قدرتها على اختراقها من أجل التجسس واختراق أى جهاز تستهدفه والحصول على المعلومات التى تبحث عنها. وتضمنت هذه البرامج نورتون وماكافى وكاسبرسكى وسيمانتك و(AVG) وباندا سيكيوريتى وكومودو.
وكانت آخر محاولات التجسس باستخدام هذه البرامج هى  قيام قراصنة الحكومة الروسية باستخدام برنامج «كاسبرسكي» المضاد للفيروسات للبحث فى محتويات أى كمبيوتر يستخدمونه، ويذكر أن البرنامج  قد تم تحميله على أكثر من 400 مليون جهاز مستخدم من قبل نحو 20 وكالة حكومية أمريكية.
حيث كان ضباط المخابرات الإسرائيلية  يراقبون القراصنة الروس وهم يقومون بالبحث فى أجهزة الكمبيوتر فى جميع أنحاء العالم عن أسماء الأكواد الخاصة برموز برامج المخابرات الأمريكية، وهنا قاموا بإبلاغ وكالة الأمن القومى الأمريكية   (NSA) أنهم اكتشفوا أثناء اختراقهم «كاسبرسكي» أدلة تفيد أن قراصنة الحكومة الروسية كانوا يستخدمون «كاسبرسكي» فى الوصول إلى مسح صارم لبرامج الحكومة الأمريكية السرية وإرسال أى نتائج إلى أنظمة الاستخبارات الروسية. وقدم الإسرائيليون لنظرائهم فى (NSA) أدلة قوية على حملة الكرملين فى شكل صور وغيرها من الوثائق.
وهنا يمكن أن نقول أن الاختراق الإسرائيلى نفسه من الممكن أن يكون سببا كافيا لقيام وكالة الأمن القومى الأمريكية أو أى وكالة   استخباراتية أخرى بحظر استخدام برامج «كاسبرسكي» مثلما حدث  أيضا لحزمة البرامج المضادة للفيروسات، ففى الآونة الأخيرة اكتشف الجيش الكورى الجنوبى أنه تم اختراقه من قبل المخابرات الكورية الشمالية وذلك عن طريق استخدام برنامج مضاد للفيروسات أيضا.
الغريب أن ألمانيا أكدت أنه لا يوجد أى دليل قاطع على الاتهامات الأمريكية لبرنامج كاسبرسكي.  وتعتبر مضادات البرمجيات الخبيثة أهدافا مناسبة لخدمات التجسس لأنها تستطيع الوصول إلى كل الملفات الموجودة على القرص الصلب بالكمبيوتر حيث تعتبره خط الدفاع الأخير.
لهذا السبب وقع الإنتربول اتفاقا جديدا لتبادل المعلومات مع كاسبرسكى على الرغم من كل المعلومات التى كشفت عنها وسائل الإعلام الأمريكية.
ويعود تاريخ إنشاء شركة «كاسبرسكى لاب» إلى عام 1997 على يد «أوجين كاسبرسكي» بعد دراسته لعلم الشفرات السرية فى مدرسة مدعومة من المخابرات الروسية (KGB) وبعد عمله فى وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.>