الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدب الروسى يتحدى العم سام فى مياه المتوسط «الدافئة»

الدب الروسى يتحدى العم سام  فى مياه المتوسط «الدافئة»
الدب الروسى يتحدى العم سام فى مياه المتوسط «الدافئة»


واشنطن تحذر موسكو من الدخول على خط الأزمة السورية، لكن قيصر «الفاتيكان» الرئيس فلاديمير بوتين، يتعامل مع التحذير الأمريكى ببرود «الدببة القطبية»، بل ويستخدم المجال الجوى العراقى والإيرانى لنقل معدات إلى الجيش السوري، ضاربًا عرض الحائط بـ«جعجعة نظيره الأمريكي» باراك أوباما.
هكذا يتشكل المشهد السورى الراهن، من فسيفساء متناثرة، من تفاصيلها هذا الصراع بين أقوى قوتين عسكريتين على الكوكب.

وكشفت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية أن روسيا تستخدم المجال الجوى للعراق وإيران، لنقل معدات عسكرية إلى سوريا متجاهلة تحذيرات الولايات المتحدة.
ووفقا للتقرير فإن موسكو تزيد من جنودها وأصولها العسكرية فى سوريا حيث اعتزم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تحدى نظيره الأمريكى باراك أوباما علنًا.. ضاربًا عرض الحائط بضغوطه لمنع إيصال الشحنات العسكرية لدعم نظام الأسد، مما أدى إلى زيادة التوتر مع واشنطن، خاصة بعدما عرضت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» صورًا لطائرات شحن روسية فى اللاذقية.
وسعى أوباما الأيام الماضية للضغط على عدة دول منها بلغاريا لغلق مجالها الجوى أمام الطائرات العسكرية الروسية فى طريقها إلى سوريا ولكن جهوده باءت بالفشل حتى الآن.
وأضافت الصحيفة أن دبلوماسيين أمريكيين حاولوا الضغط على الحكومة العراقية أيضا ولكن جهودهم لم تؤت ثمارها.
وأكد مسئولون أمريكيون أن تقارير المخابرات تثبت نقل ما لا يقل عن سبعه  طائرات «كوندور» روسية جلبت معدات عسكرية إلى سوريا من قاعدة فى جنوب روسيا، عبر المجال الجوى الإيرانى والعراقي، وهبطت الطائرات فى جنوب مطار اللاذقية التى تعتبر أعلى وأحدث موطئ قدم عسكرى لروسيا فى الشرق الأوسط.
ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أكد مرافقة خبراء روس، للمعدات العسكرية للمساعدة فى ضبطها وتدريب الجنود السوريين على استخدامها، كما أوضحت تقارير المخابرات الأمريكية أن حوالى 200 من مشاة البحرية الروسية وستة مدافع «هاوتزر» تم نقلها إلى القاعدة الجوية جنوب اللاذقية، وقد تم تسليم المزيد من المبانى الجاهزة، وزيادة قدرة وحدات الإسكان إلى 1500 فرد فى هذه المنطقة، وتم رصد عشرات السيارات الروسية فى القاعدة، بما فى ذلك نحو عشرة مركبات مشاة قتالية متقدمة، فيما أكد مسئولون أمريكيون أن طائرات سوخوى 35 وميج 31 ستصل قريبا إلى سوريا.
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن 7 دبابات روسية، طراز «تي-90» قادرة على الغوص فى الماء وهى واحدة من أقوى الدبابات بالعالم، وصلت إلى سوريا والتى تصل سرعتها إلى 65 كم وتحمل مدفع A46M2 القادر على إطلاق 6 إلى 8 قذائف فى الدقيقة من أصل 48 تحملها الدبابة المزودة أيضا بمدفعين رشاشين ومزودة بوسائل حماية من أى هجمات نووية وبيولوجية وكيميائية.
وأضافت أن منطقة مطار جبلة العسكرية أصبح مجهزا لاستقبال العتاد الروسى وتم تجهيزه ليكون طوله 4 كيلومترات وعرضه 100متر فضلا عن المدرج القديم الذى يصل طوله إلى 2500 متر وعرض 70 مترا، ويتسع لحوالى 25 طائرة وسيصبح نصف مطار جبلة قاعدة جوية روسية تستوعب طائرات انطونوف 225 الضخمة، وسيقوم الروس بمناورات مع الطيارين السوريين وتعليمهم نوعية قتال جديدة فى الجو وكيفية إطلاق الصواريخ الحديثة التى سيتم تزويد الطائرات السورية بها.
وقال المحلل أندرو فايس نائب مدير مؤسسة كارينجى الدولية إن موسكو لديها فرصة كبيرة فى تغيير مستقبل سوريا.
 وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة على طرفى نقيض مع روسيا، وأكدت القيادة المركزية الأمريكية عدم وجود اتصال على المستوى العسكرى بين قوات التحالف التى تقودها الولايات المتحدة والقوات الروسية فى سوريا.
 وأوضح البنتاجون أنه على حين غرة قامت موسكو بنشر قواتها فى سوريا، وقال العقيد بات رايدر، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، فى مؤتمر صحفى إن واشنطن تضع التحركات الروسية الحالية نصب عينيها وفى نفس الوقت حذر الولايات المتحدة من الخطر المتزايد من عدم استجابتها والنتائج المترتبة على عدم التعاون لمحاربة داعش.
فى حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربى إن وزارة الدفاع لديها العديد من التبادلات العسكرية الروتينية مع روسيا فضلا عن أن واشنطن تستخدم عدة قنوات للحوار مع موسكو مثل المندوب السورى لدى الأمم المتحدة، ولكن ليس هناك تنسيق مع القوات الروسية أو قوات الأسد، إلا أن جيمس ستافريديس، القائد الأعلى للقوات المتحالفة السابق فى حلف شمال الأطلسى والآن عميد كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية فى جامعة تافتس، أكد أن فتح الاتصالات على المستوى الاستراتيجى والتكتيكى على حد سواء بين أمريكا روسيا مهم للغاية فى الفترة المقبلة.
ومن جهة أخرى قالت وكالة بلومبرج الدولية إن هناك مباحثات دائرة بين روسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بشأن سوريا بشكل عام ومصير بشار الأسد بشكل خاص، ووفقا للتقرير فإن تخفيف سلطة الأسد هى أحد الاقتراحات وليس الإطاحة الكاملة به.
وصرح مسئولون أمريكيون وروس وقادة من المعارضة السورية أن موسكو عرضت وجود الرئيس السورى رئيسا مؤقتا وشرفيا لسوريا فى الوقت الراهن حتى يتم إيجاد حل للحرب الأهلية السورية.
وأضافت بلومبرج أن مسئولين من روسيا، والولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية وقادة المعارضة السورية فى اجتماعات مكثفة لمناقشة خطط لتهميش الأسد.
وأكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن نظيره السورى بشار الأسد مستعد لإشراك عناصر فاعلة وواعية من المعارضة السورية  فى شئون الحكم وذلك فى كلمته أثناء قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعى فى دوشنبه مضيفا أن الإصلاحات السياسية فى سوريا تعتمد على وجود طرفى المعادلة.
فيما تحدث الرئيس السورى بشار الأسد لوسائل إعلام روسية حول جذور الأزمة التى تعانى منها سوريا، وحول محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة لا يحارب الإرهاب على الأرض، ويرفض التعاون مع الجيش السوري.
ووفقا لوكالة سبوتنيك الروسية فقد أكد الأسد أن دعم الغرب للإرهابيين هى حقيقة متهما تركيا، بشكل خاص، قائلا: إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يأخذ أوامره من الولايات المتحدة، فالرئيس المنتمى للإخوان يعتقد أنه بالقضاء على مصر وسوريا يستطيع بناء سلطنة إخوانية تمتد من المحيط الأطلسى إلى البحر المتوسط يحكمها هو.
وأضاف الأسد أن الولايات المتحدة ترفض الاعتراف بأن الجيش السورى هو القوة الوحيدة على الأرض التى تقوم بمحاربة تنظيم داعش وهو نوع من أنواع العناد والازدواجية الذى تظهره الإدارة الأمريكية، مؤكدا أن التحالف الدولى الذى تقوده أمريكا تحالف فاشل ليس له تأثير على أرض المعركة.