مديحة عزت
حكايات أسبوع فات
أولا هذه الأبيات من أشعار الشاعر الصديق صالح جودت رحمه الله.. يقول :
واحســـرتــاه ماتــت الشجــــرة وتساقطت فى الظل محتضرة
أكــلت نضـارتهــا فمـا تركـــــت إلا قشورا هشة نخرة
واحسـرتـــاه ماتــت الشـجــــرة وتساقطت أوراقها النضرة
ماتــــت وكانـــت غـيــر مثمـــرة واها لغرس ما له ثمرة
ويقول صالح جودت فى القاهرة:
أهـــواك قـاهـرتـــى الحـبيـبــــة لبيك يا أمل العروبة
أفــديــــك لا أرجـــــو مثـــوبــــة أهواك يا بنت الأكابر من فراعنة وعرب
عليك رحمة الله وغفرانه يا صالح جودت يا صديقى العزيز لا القاهرة اليوم هى القاهرة العزيزة ولا أيامها اليوم فيها أى شبه من القاهرة العزيزة لا الشجر حى ولا مثمر ولا الشوارع نظيفة ولا هواؤها نقى ولا ناسها الطيبون مطمئنون ولا عاد فيها الأمن ولا الأمان.. ناسها «الطيبين» عايشين فى ضياع بعد أن احتل ميادينها بلطجية التظاهرات والاعتصامات جهلة السياسة عديمو التمييز والوطنية ومصر يا صالح يا صديقى لم تعد مصر التى رحلت عنها، بل أصبحت كما قال فيها الشاعر والكاتب الكبير فاروق جويدة فى قصيدته الرائعة «لا أنت مصر ولا السماء سماك» اخترت منها هذه الأبيات:
لا أنت مصر ولا السماء سماك
مـدى يديـك تكلمـى لأراك
هذا الذهول على عينيك حيـرة
أم دمعة فاضت بها عيناك
سامحنى يا أستاذ فاروق جويدة لعدم نشر باقى القصيدة لضيق المكان!
أما أشجارى الغالية اللى ماتت يا حسرتاه ماتت أشجارى اللى عاشت معى يوما بعد يوم فى شرفات منزلى أعتنى بها وأراها وتسعد نظرى ونظر جيرانى الذين بكوها بعد أن قتلتها «غازات» قنابل الغازات فى الميدان الذى أسكن إحدى عماراته كما خنقت سيد ابن بائعة الخضروات وأسعفناه بالعافية فى عيادات كبار الأطباء سكان عمارات الميدان، كما خنقت ماسح الأحذية الذى لايزال يعالج من الأمراض الصدرية التى أصابته بها قنابل الحكومة والداخلية الإخوانية وعلى رأى المثل العربى القديم الذى ينطبق على حكم الإخوان اللى دائما إخوان الطمع فى الحكم والسلطة يقول المثل «خاف من اللى نام وقام وجد نفسه صاحب مقام»!
واحسرتاه ماتت الشجرة والأشجار جميعا فى شوارع ونواصى قاهرتى الحبيبة وتحولت جذورها إلى مقالب للزبالة أو «منافذ» لعمل القهوة والذى منه لجماعات بلطجية المظاهرات أو الباعة الجائلين أو أصحاب محلات الفول والطعمية لزوم أكل البلطجية، ويا ألف حسرة عليك يا قاهرتى الحبيبة.. أهواك يا أمل العروبة أفديك لا أرجو مثوبة!
وبعد فهذه بعض «بلاوى» أقصد برامج التوك شو السخيفة، وألعنها بل أرذلها برنامج «زلطة شو» الذى ينطبق عليه قول الدكتور على الجارم:
يا له من ثقيل دما وروحا وطينة
لو كان من قوم نوح ما ركبت السفينة
طبعا يقصد الشاعر على الجارم «سفينة» سيدنا نوح كما جاء ذكرها فى القرآن الكريم.
والغريب أننى لست أدرى من أين معد البرنامج الغبى ثقيل الظل بكل هؤلاء الذين يضحكون على السخافات بطريقة مزعجة واضح أنها مدفوعة الثمن ومدربة على الضحك!
ومثله وليس أرذل منه برنامج «بنى آدم شو»، أما البرنامج اللى ممكن تقول إنه ظريف وإعداده جيد وتقديمه جيد جدا فهو برنامج «البرنامج»، الذى يقدمه الدكتور باسم يوسف بطريقة طبيعية ومحترمة، ثم أيضا اختيار الفرق المصاحبة للبرنامج اختيار موفق بالنسبة لاختيار كلمات الأناشيد أيضا!
ثم تقليعة برامج اختيار المواهب الغنائية زادت حبتين أصبحت فى كل القنوات عمال على بطال، ثم برامج المسابقات التى تعتبر تقليدا «ماسخا» لبرنامج «كيف تربح المليون» ومقدمه المثقف المحترم جورج قرداحى ومن بعده يأتى برنامج «دائرة الحياة» ويقدمه أيضا بكل احترام كريم كوجاك، بالمناسبة يا معتز الدمرداش برنامجك «لعبة الحياة» فى منتهى السخافة وتقل الدم.. ثم طريقتك فى اختيار متسابقيك غير محايدة.. يا ريت لا يقضى أداؤك فى «لعبة الحياة» على أدائك فى برامج لعبة السياسة «التاسعة مساء» يا معتز الدمرداش!
أما هذه فكلمة على الماشى للأسف الشديد إن قنوات الفتاوى الدينية وما يحدث منها من تضليل الشباب وتشويش إيمانهم وتعاليمهم الدينية السليمة ثم إن هذه القنوات محتاجة للمراجعة من الأزهر الشريف.. لأن كثيرا ممن يقدمون برامجها يكفرون المسلمين ويضللون الناس البسيطة الجاهلة، المسلمون الحق الذين لا يعرفون إلا القرآن الكريم وسنة النبى محمد - عليه الصلاة والسلام - ولا يهمهم ما يسمى بالسلفى أو.. أو.. و باقى التسميات حتى إن أحدهم بائع فى سوق الخضار سألنى هل صحيح يا أستاذة السلفيين بيسلفوا الناس بدون «فوايد»؟!.. يا ريت عالم السلفيين يرد على هذا السؤال قبل محاولة نشر النشاط السلفى على هؤلاء البسطاء!
وبمناسبة القنوات والتليفزيونات للأسف يا وزير الإعلام أصبحت القنوات المصرية لا «تتشاف» ولا «تتقرأ» من تفاهة ما يقدم من برامج وسذاجة يقدم من أخبار وهيافة اختيار ما يقدم من أفلام أو مسلسلات.. وألف رحمة وفى حياتك البقية فى القنوات المصرية، وبالمرة فى الإذاعة والتليفزيون وأنت بخير!
وأخيرا يا ريت يؤكد الخبر الذى أعلنه وزير العدل دفاعا عن نفسه بكشف تصاريح وزير الداخلية، وعجبى على أخونة العدل والداخلية!
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.







