الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
من قتل.. يقتل ولـو بعـد حيــن!

من قتل.. يقتل ولـو بعـد حيــن!





أولا هذه الأبيات لعمر الخيام إلى الإمام حسن البنا فى ذكرى رحيله الرابعة والستين:
 
 
الــــدرع لا تمــنـــع ســهـــم الأجـــــــــل
والـمـال لا يـدفـعـه إن نــــــزل
 
وكـــل مــــا فـــى عـيشــنـــــا زائـــــــــل
لا شىء يبقى غير طيب العمل
 
يـــا ثــــرى كـــم فيـــك مــن جــوهـــــر
يبين لـــو يُنبش هـذا الــتـراب
 
فــقـــد تســـاوى فــى الثـــرى راحـــــل
غدا وماض مـن ألـوف السنيـن
 
ولـيــــس مـمــــن فــــاتـنــــا عـــائــــــد
أســـألــه عــن حــال الـراحليـن
 
كنـــا فصــرنــــا قــطـــرة فـى عبـــــاب
عشنا وعـدنـا ذرة فـى الـتـراب
 
 
 
 
فى 12 فبراير عام 1949 قتل حسن البنا.. حينما كان خارجا من جمعية الشبان المسلمين.. وكان حادثا فظيعا أثار موجة من الاستياء الشديد.. وكان دليلاً على أن حركة الاغتيالات السياسية لم تتوقف بعد أن كان سبقه اغتيال اللواء سليم زكى حكمدار العاصمة وبعده اغتيال النقراشى باشا رئيس الوزراء الذى أمر بحل جمعية الشبان المسلمين ولو أن البنا نفى تورط الإخوان فى هذه الجريمة رغم ثبوتها عليهم!.. من اغتيال النقراشى إلى سليم زكى وأحمد ماهر باشا.
وأحد أكبر رءوس الإخوان المسلمين بعيدا عن البنا هو سيد قطب الذى كان يكتب فى روزاليوسف وكان إنساناً طيب الخلق وشريف المعاملة معنا على الأقل، وكنا لا نزال تلميذات فى الثانوى ونتمرن فى روزاليوسف فى بداية ثورة يوليو أنا وزميلتى أمانى ناشد كنا نحب جدا سماع سيد قطب وحكايته عن حسن البنا وقصة حياته ونهايته الأليمة بالقتل.. وكنا أحيانا نحضر بعض محاضراته فى صوان فى شبرا وكان يجتمع بالطلبة وطالبات المدارس ولا يطلب منا الانضمام إلى الجماعة فقط كانت محاضراته عن صحيح الدين الإسلامى والحرام والحلال بلا أى تعصب حتى أنا وأمانى ناشد كنا نتردد على كنيسة سانت تريز فى شبرا لم يحاول أن يمنعنا عن أى عمل أو تعامل مع الأقباط والاحتفال معهم فى أعياد الأقباط كما كانوا يحتفلون معنا فى أعياد الإسلام.
وعندما سألناه عن المسلمين والأقباط كان عليه رحمة الله شاعراً وأديباً وكاتباً فى شئون مصر سياسيا قبل دينيا وكان يقول لنا قول سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام «ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لهم نسبا وصهرا»
سيد قطب كان لنا الشباب ونعم الأب والأخ، على فكرة لم يطلب منا الحجاب ولا كان ينظر لأشكالنا ولكن لقلوبنا وأعمالنا.. على فكرة كانت ندواته تجمع بين البنت والولد والمرأة والرجل ولم أذكر أننا كنا نرى بين النساء محجبات ولا بين الرجال ذقون أو لحية، ولا أعرف عنه شيئا بعد تغير كتاباته للعنف!
«قطب» استمر يكتب ويتردد على روزاليوسف حتى كان حادث محاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية وبدأت محاولة التخلص من رموز الإخوان التى كانت متورطة فى محاولة قتل عبدالناصر.
وفى عام 1964 اعتقل عبدالناصر قيادات الإخوان المسلمين وعلى رأسهم المفكر والشاعر والأديب سيد قطب وحكم عليه بالإعدام والاتهام هو اشتراكه فى المؤامرة على قتل عبدالناصر.. وفعلا أعدم سيد قطب عام 1965 وقد كتب عليه رحمة الله وغفرانه قصيدة أرسل بها إلى والده.. اخترت منها هذه الأبيات..
من آخر ما كتبه سيد قطب من أشعاره الكثيرة التى كان يكتبها فى كل مناسبة.. وهذه القصيدة كتبها ليلة إعدامه.. قال سيد قطب لوالده:
أبتاه مـاذا قد يـخــط بنـانـــى
والحبــل والجـلاد ينـتظـرانـى
لم تبـــق إلا ليلــة أحيــا بهــا
وأحـــس أن ظلامـهـــا أكفـانــى
ستمر يا أبتاه لست أشك فى هذا
وتحـمــــل بعدهـــا جثمــانـــــى
الليل من حولى هدوء قاتل
والذكريات تمور فى وجدانى
رحم الله حسن البنا وسيد قطب والذين معهما من شهداء الدنيا وشهداء الدين وشهداء الوطن فى الحروب وشهداء المظاهرات سواء كانوا متظاهرين حقا أو متظاهرين للفرجة والفنتزة حتى البلطجية والعياذ بالله.. لأن كل من يقتل شهيد فقط الشهادة درجات والله أعلم ويكفى مصر يارب شر الفتنة!