
محمد جمال الدين
أوهام البطولات الرياضية لدويلة الإرهاب!
سعدت جدا بفوز البطل السودانى (معتز عيسى برشم) بذهبية بطولة العالم فى ألعاب القوى فى مسابقة الوثب العالى، التى أقيمت فى قطر، الأسبوع الماضى،على اعتبار أنه لاعب عربى استطاع أن ينافس أبطالا عالميين بل ويتفوق عليهم.. على الورق احتسبت الميدالية لصالح دويلة الإرهاب الصغيرة، المكنية بـ(قطر)، ولكنها فى الحقيقة وعلى أرض الواقع هى ميدالية سودانية خالصة، بعد أن تم تجنيس (برشم) تحت إغراء المال والعطايا الأميرية، وهى العطايا المعتادة من حكام هذه الدويلة الصغيرة لتحقيق طموحات وهمية للشعور بالزعامة والقوة والنفوذ، يأتى فى مقدمتها الرياضة، حيث عمل حكام هذه الإمارة على استقطاب العشرات من الرياضيين من جنسيات مختلفة، ومنحتهم جوازات سفر مؤقتة (أو جواز مهمة) ليمثلوها فى البطولات الرياضية.. ورغم علمى أن التجنيس، خصوصا فى الرياضة، أصبح ظاهرة عالمية، وتنتفع به الدول الكبيرة قبل الصغيرة، ولكنه فى دويلة الإرهاب له منحى آخر، حيث يتمثل فى منح جواز سفر مؤقت، يسحب أو يختفى أو يذهب مع الريح بمجرد خفوت نجومية من يحمله، وبالمناسبة هذا الجواز لا يتيح لحامله الحصول على الجنسية القطرية إلا بعد مرور 25 سنة، شريطة عدم سحبه تحت أى بند قبل الوصول إلى هذه المدة، كما أن هذا الجواز (الميمون) لا يمنح باقى أفراد الأسرة أى حقوق أو جنسية، وعقب انتهاء المهمة لأى سبب يتم إلقاء من يحمله (أو بمعنى أصح من تم تجنيسه) إلى المجهول، رغم ما فى هذا الإجراء من مخالفة صريحة وانتهاك لجميع الحقوق والأعراف الإنسانية، ولكن تحت لواء حلم الزعامة والنصر الكاذب وتحقيق بطولات وهمية خادعة لكل ذى عين، تم انتهاك حقوق هؤلاء المجنسين من خلال هذا الجواز الكارثة الذين تم لفظ بعضهم وإبعاده إلى بلده الأصلى عقب انتهاء المهمة، وهذا ما حدث مع هداف المنتخب القطرى السابق (محمود صوفى) القطرى الجنسية الصومالى الأصل، عقب تعرضه لإصابه كبيرة منعته من استكمال مسيرته الرياضية، وحدث أيضا مع بطل السباحة القطرى الجنسية اليابانى الأصل المُبعد من قطر(لاونج بار كاتار) لأن عقده كان ينص على شراء جماهير من بلاده وتجنيسهم لدعمه والهتاف له فى البطولات، (وهو ما لم يحدث، فلم تكن هناك بطولات أو مشجعون فى المدرجات)، لذلك قرر اللجوء إلى القضاء للحكم بينه وبين من تعاقد معه، وتكرر الأمر نفسه مع العداء السودانى (سليمان حامد) الذى تلقى عرضا من قطر للتجنيس واللعب ضمن منتخبها، ثم سحبت منه الجنسية فور تقاعده عن اللعب، ليتعرض هو وأولاده الذين ولدوا فى قطر لمعاناة إنسانية كبيرة، نتيجة لحرمانه من مستحقاته وراتبه، وهذا ما جعل المنظمة الأفريقية لثقافة حقوق الإنسان تصدر بيانا تؤكد فيه: أن سليمان حامد كشف الاتجار بالبشر الذى تمارسه هذه الدويلة، بعد تعرضه لشتى أشكال الاضطهاد من قبل الحكومة القطرية، كما جرد من الجنسية، بعد عقود من اللعب باسمها ورفع علمها فى العديد من البطولات الدولية، وأعلنت المنظمة عن إطلاق حملة تحت عنوان (البطل سليمان حامد ضحية قطر للاتجار بالبشر)، داعية جميع الرياضيين ونشطاء حقوق الإنسان والمناهضين للاتجار بالبشر فى العالم إلى دعم الحملة، وكشف اللثام عما تفعله قطر مع الرياضيين المجنسين، عكس جميع دول العالم التى تعمل بنظام التجنيس فى الرياضة من خلال منح الجنسية الكاملة بشكل قانونى، حيث يتم تجنيس البطل الرياضى كمواطن، وبالتالى ينال حقوق المواطنة الكاملة، ويلتزم بالقيام بواجباته، كما يمكنه الاستمرار بالإقامة فى البلاد التى دافع عن قميصها بعد انتهاء حياته الرياضية، مثله مثل أى مواطن عادى.
هذه هى انتصارات الدويلة إياها الرياضية المغلفة دوما بفضائح ومكائد ومصائب إنسانية، التى من خلالها يتم خداع أمثال معتز برشم وغيره من الأبطال، الذين تضحكنا أشكالهم حين يقفون متراصين متمتمين بشفاههم، عقب عزف السلام الوطنى لبلد تتكون منتخباته من جنسيات مختلفة، ويتحدثون أيضا لغات مختلفة، مما جعلهم محل سخرية العالم وجعل منهم صيدا ثمينا لكاميرات التليفزيون. دولة تسعى لتحقيق الريادة والتقدم عن طريق تبذير أموال الشعب القطرى المنهوبة من قبل مشايخه، الذين حرموه من حلم المشاركة فى البطولات الرياضية، تحت راية وعلم بلاده لصالح لاعب مجنس من هنا أو هناك.