
محمد جمال الدين
اللجنة الخماسية
فى أول اختبار حقيقى لها فى إدارة شئون كرة القدم المصرية، ثبت لى «وأعتقد لغيرى» وبما لا يدع هناك أدنى مجال من الشك، أن اللجنة المسماة بالخماسية قد رسبت فى الامتحان الكروى بجدارة، فبعد طول انتظار وفحص وتمحيص ودراسة سير ذاتية معروفة أصلا لجل من يشجع كرة فى مصر، ولكنها تبدو غير معروفة لمسئولى الجبلاية الجدد، حتى ظهر أخيرًا قرارها الخاص بتعيين حسام البدرى مديرًا فنيًا لمنتخبنا القومى، وهو القرار الذى لا بد وأن ندعمه ونقف بجانبه، حتى نجتاز أزمتنا الكروية، التى تسبب فيها اتحاد أبوريدة المنقسم على نفسه، فليس لى اعتراض شخصى على اختيار البدرى، ولكن اعتراضى ينصب على جهازه الفنى التوافقى الذى سيعمل معه، الذى تم فيه الأخذ بنظرية «سيب وأنا أسيب» لإحداث نوع من أنواع التوازن بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك.
البدرى وقع اختياره على أحمد أيوب وسيد معوض اللذين عملا معه من قبل، والخماسية وقع اختيارها على طارق مصطفى وأيمن طاهر «لم يعمل معهما البدرى من قبل» وفوق «البيعة» محمد بركات المعروف للقاصى والدانى، وحسب ما أعلن «بركات» شخصيا أنه اعتزل الكرة بسبب كلمه لم ترضه من مديره الفنى «وقتها كان البدرى».
جهاز لا يعرف فيه أحد كيف ستوزع المهام؟ وهل سيرضى طارق مصطفى وأيمن طاهر خصوصًا وأن البدرى أصر على تعيين «أيوب» مدربًا عامًا مع طارق مصطفى على عكس ما كانت تريده اللجنة الخماسية وبالتالي التأكيد على قيام «طارق» و«أيمن» بدور الكومبارس فى ظل علاقة البدرى القوية بباقى أفراد الجهاز؟، وهل سيحدث تعارض بين الجانب الفنى والإدارى فى حالة حدوث اختلاف على أمر ما لا سمح الله؟ جميعها أسئلة كان لا بد وأن تدرسها لجنة الفحص والتمحيص المؤقتة، قبل أن تصدر قرارها فى أى شأن خاص بالكرة المصرية، خاصة وأن كرة القدم المصرية لا تتحمل أى إخفاقات أخرى، سواء من الخماسية أو السداسية أو ممن يملون عليها بعض قراراتها من رجال الاتحاد المستقيل.
بالمناسبة النظرة التوافقية التى اعتمدها أهل الجبلاية، هى نفسها التى رفضها إيهاب جلال الذى كان قريبًا جدًا من تولى مسئولية المدير الفنى للمنتخب، حيث رفض فرض أسماء بعينها مختارة من قبل اللجنة، بعيدًا عن الشرط الجزائى وغيره من الأسباب الأخرى، وهى الشروط التى رحب البدرى على العمل بها لتحقيق التوازن والتوافق الذى ثبت فشله على مر العصور فى إدارة منظومة الكرة والتى تسببت فى أزمات عديدة داخل صفوف المنتخب «واقعة أسامة نبيه وحسام غالى»، والذى كان يجب أن تتجنبه اللجنة المؤقتة التى تعمل دون ضغوط أو إملاءات من أحد، ولكن للأسف تم اعتماده.
وأضيف إليه قلة الخبرة التى يتسم بها جميع أفراد اللجنة دون استثناء، والدليل على ذلك وضعهم للكابتن حسن شحاتة (صاحب أهم إنجاز كروى على مدار ثلاث بطولات أمم أفريقية) فى مرتبة واحدة مع من لا يتساوون معه فى الإنجاز أو الخبرة، لاختيار مدير فنى للمنتخب، وهو الرجل الذى سبق وأن درب البعض من أعضاء اللجنة الموقرة التى لم تعرف قدر الرجل، فما هى خبرات فضل أو الجناينى أو أحمد أو جمال أو سحر، حتى يقيموا شحاتة «مع احترامى وتقديرى لهم»، فإن تاريخكم الكروى وخبرتكم يقول ويؤكد أنكم تبعدون عنه بآلاف الأميال، ولهذا أعتقد أنكم فى حاجة حثيثة إلى الاستعانة بالمتخصصين وذوى الخبرة حتى تكملوا عامكم على خير، لأن اعتمادكم على أنفسكم أو على مشورة البعض ممن ألحقوا الأذى بالكرة المصرية سيجلب لكم اللعنات.