
محمد جمال الدين
رسائل الرئيس.. وحق الدولة
(هنرجع بحيرات مصر زى الأول، على المحافظين عدم التفريط فى متر واحد من أراضى الدولة، محدش حياخد حاجة مش بتاعته، أراضى كنج مريوط هيتم تقنينها، وفلوسها هتدفع كاش بعد عرضها علىّ شخصيّا واللى معهوش ميلزموش، اللى بياخدوا مال الدولة ويروحوا يحجوا حرام، الناس بتعمل فى الدولة اللى هى عايزاه، أمال إحنا قاعدين بنعمل إيه).
هذه هى مجمل الرسائل التى أراد الرئيس السيسى أن تصل إلى كل إنسان يقيم على أرض مصر مسئول وغير مسئول، حين افتتاحه لمشروع الصوب الزراعية، منهيًا من خلالها زمن تسقيع الأراضى الذى استفاد منها البعض ممن يطلقون على أنفسهم كبارا، وهم فى حقيقة الأمر مصاصون لخيرات هذه الأرض الطيبة، مثلما هم مصاصون لدماء هذا الشعب المكافح.
رسائل الرئيس السيسى أنهت أيضًا زمن الانتفاع بما هو ليس من حق البعض من المتاجرين بشعارات الوطنية والكفاح وخدمة الوطن، وهم ليسوا سوى لصوص ثروات وأراضٍ، يطلون علينا فقط فى المناسبات أو الكوارث من خلال منصاتهم الإعلامية التى سخروها لخدمة مصالحهم، معلنين بأنهم سيفعلون كذا ويقدمون أو يتبرعون بكذا، والواقع يقول بل يؤكد أنهم لا يفعلون أو يقدمون شيئًا.. رسائل الرئيس السيسى أنهت أخيرًا المتاجرة بقوت هذا الشعب، الذى استحل البعض على نفسه استنزافه صباح ومساء جل يوم، وحان وقت دفعهم لما هو ليس من حقهم، لهذا على جل مسئول فى موقعه عدم التهاون فى استرداد حق الدولة، ومن لا يقدر منهم على تنفيذ ذلك، عليه أن يترك موقعه على الفور، لكونه مسئولًا غير جدير بنيل هذا الشرف الذى منحه إياه شعب مصر المتمثل فى أكبر مسئول فى مصر، ولا أبالغ أذا قلت: أنه يجب أن يحاسب ويقدم إلى المحاكمة، بصفته موظفًا عامًا تقاعس (صهين أو تكاسل) عامدًا متعمدًا عن استرداد حق الدولة، بعد أن انتهى زمن (اخطف واجرى) الذى اعتمده البعض من المتاجرين بقوت الشعب، ثم بعد فترة يخرجون علينا وهم ملتحفون بثوب رجال الأعمال الذين ابتلانا الله ببعضهم خلال الآونة الأخيرة، مرددين شعارات لا يعرفون أصلها من فصلها ولا يستوعبونها لأنهم لم يعيشوها أصلًا، وهم بحمد الله قلة وستتصدى لهم بدون شك الأجهزة الرقابية في الدولة، وستكشف حقيقة كذبهم، حتى ولو بعد حين، لن نتحدث هنا عن رجال الأعمال الوطنيين بحق وحقيقى الذين يدفعون حق الدولة عن طيب خاطر، ويساهمون فى خطة تنميتها، فى جل بقاع الأراضى المصرية، هؤلاء تحديدًا نتمنى زيادة عددهم أكثر وأكثر، مقابل ما يقدمونه لمصر وللمصريين، هذا المقال مخصص (للهبيشة) ولسارقى أقوات الشعوب والمهملين لذلك نناشدهم أولا ثم نطالبهم ونأمرهم ثانيًا بسرعة تقنين أوضاعهم، ودفع ثمن ما حصلوا عليه قبل فوات الأوان، فلن يرحمكم التاريخ قبل المحاكم التى ستقتص منكم ومن أمثالكم، وسيتم الإشارة لكم عند ذكر أسمائكم ولو مصادفة بأنكم لصوص أراضٍ وناهبو ثروات، وستظل هذه الصفة أو اللعنة تلاحق أبناءكم من بعدكم، وأبشركم كما أبشر غيركم بأن زمن زواج السلطة بالمال، الذى قضى على الأخضر واليابس فى مصر قد انتهى وولت أيامه، وما انتفعتم به فى أوقات سابقة دون غيركم من السواد الأعظم من الشعب سيعود لأصحابه مرة أخرى، وسيحل محله زمن رجل الأعمال الوطنى الذى ستقدم له الدولة يد المساعدة والدعم لكى يعمر وينمو ويكبر، زمن وعصر جديد نتمنى أن نرى فيه رجال أعمال شرفاء، يعرفون حق الدولة التى لم ولن تكون رخوة قط فى أخذ حقها وحق شعبها.