مديحة عزت
إحـداث البـدع
هذا العنوان والأبيات من ديوان الإمام الشافعى رضى الله عنه.. يقول:
لم يفتأ الناس حتى أحدثوا بدعا
حتى استخف بحق الله أكثرهم
أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى
وأشراف قوم لا ينالون قوتهم
قضاء لديان الخلائق سابق
فى الدين بالرأى لم يبعث بها الرسل
وفى الذى حملوا من حقه شغلوا
وأسداً جياعا تظمأ الدهر لا تروى
وقوما لئاماً تأكل المن والسلوى
وليس على مر القضاء أحد يقوى
هذه الأبيات التى كتبها الإمام الشافعى ثالث فقهاء المسلمين الأربعة الذى ولد عام (150) هـ وتوفى عام (204) هـ فى مصر ودفن فى حى مازال معروفا إلى اليوم باسمه الإمام الشافعى.. رضى الله عنه كأنه كتبها لتعبر عن حال مصر وشعب مصر عام (1434) هجرية اليوم وما وصلت إليه حال مصر وشعبها بعد أن تولى أمرها إما حاسد أو موتور أو متسلق على ثورة يناير التى بدأت بلا تخطيط وليس لها راشد ولا كبير ولا مخطط ولا مدبر بل كانت وليدة القدر وحماسة الشباب الذى قهره الفقر والبطالة وتدخل بعض العناصر المطحونة حتى نجحت مبدئيا بانقلاب عناصر الحكم والجيش وتم المراد بلا تخطيط أيضا وإزاحة مبارك وحوارييه، وكعادة جماعة الإخوان المسلمين بدأت خطوة خطوة وخطفت الثورة فى غفلة من الزمن وتفكك قيادات الجيش حتى مكنهم القدر باعتلاء أحدهم رأس الدولة.. وللأسف كعادتهم لم يكتفوا بما تحصلوا عليه بل بدأت تزحف عليهم الجماعات والمذاهب وعصابات القاعدة وغزة وباكستان، وبدأ التخريب الذى هو دائما كما عرفناه مذهب هذه الجماعات والتفرقة بنية الاحتلال المذهبى كل هذا باسم الدين وأصبح القتل والسرقة والخراب والضياع وانتشار الفتن الدينية حتى بين مذاهب المسلمين وفقهاء الجماعات الإسلامية باختلاف مذاهبهم المختلفة وغياب الأمن كان أكبر مساعد على انتشار الجرائم بين المسلمين وبعض والقتل بين المسلمين وبعض والجميع يتاجر بالدين وانتشار فتاوى السب والقذف فى خلق الله المؤمنين فى المساجد والنفاق فى المصالح.. الكل يحارب الكل من الجماعات الإسلامية للأسف المتاجرة بالدين.
والشعب المصرى الحق ضائع بين هذه الجماعات الهدامة للوطن باسم الدين ونشر تخاريفهم باسم الدين، حتى أصبحت أهم الصفحات فى الصحف هى صفحات الحوادث.. ولا أحد يهتم كما تعودنا على أخبار الحكومة وأخبار الاقتصاد والسياحة.
هذا لأن الشعب يعتبر أن الحكومة حكومة جماعات الإخوان وليست حكومة الشعب والاقتصاد انتهى زمنه، وسنشحت بإذن الله والسياحة فى ذمة الله.
وبعد كل هذه المصائب وحوادث القطارات وسقوط عمارات الإسكندرية التى كتبت عنها منذ أعوام، وأخيرا كتبت قبل سقوط العمارة الأخيرة قلت راجعوا كل العمارات التى بنيت فى عهد سيادة المحافظ المحجوب أو كما كانوا يسميه حواريوه (المحبوب) كل عمارات زمن المحبوب ستسقط لو لم تنتشلوا سكانها ستصبح أكثر من شهداء الحرب العالمية.. وعلى رأى شكسبير الشرير يذهب وشره يبقى) أنا لا أقصد المحجوب بل أقصد معاونيه وسكرتاريته .
وشوفوا هذه البدعة التى ينطبق عليها (عذر أقبح من ذنب) بدعة بنك التنمية الزراعية والسيد رئيسه الذى أعلن أنه سيساعد الشباب على الزواج بثلاث زوجات بقروض ميسرة من البنك الزراعى حتى يقضى على العنوسة.. وصرح سيادته أنه ممكن الزواج من اثنتين.. والسؤال بكم سيتكفل سيادته بالصرف على إنتاج ثلاث أو زوجتين من أطفال الشوارع، هذا لو لم ينتشروا بين الشحاتين أو الحرامية، بدع يا زمن البدع!
ومن بدع الزمن هذه الأزمة التى فجرها السيد زويل ضد جامعة النيل وطلاب جامعة النيل الغلابة.. كل هذا لماذا؟ لست أدرى ما هذه الفرعنة ومن الذين يساندونك لاحتلال أراضى الدولة لتطلق عليها اسمك حتى لو كانت العلم.. بناقص يا فرعون نوبل قالوا فى المثل (يا فرعون من فرعنك قال.. لم أجد حد يلمنى ؟!.
ومن البدع المزعجة فعلا هى بدعة (وديعة قطر) وعلى حد معلوماتى أن الودائع فى البنوك يدفع لها فوائد وكما علمت أن وديعة (قطر) ستكسب فائدة من البنك المركزى المصرى مبلغ 75,9 ٪ والوديعة باقية لهم.
لأ وإيه عائلة أشهر رجال حزب الوفد والوفد أشهر أحزاب مصر من أيام سعد باشا زغلول حتى فؤاد سراج الدين الذين (فرط) أحفاده فى تاريخ العائلة وتاريخ مصر وتراث مصر البنائى ببيع فيلا سراج الدين (للست موزة) وكان الأجدر والأهم لمصر أن يحول القصر لمتحف وتدفع الدولة الثمن بقدر الإمكان !! وحنقول إيه بدع الزمن يا وطن !!
أما هذا فهو خبر مهم يا رب يكون حقيقى وليس مجرد كلام.. الخبر يقول أن وزارة الأوقاف أعلنت اختبارات لإلغاء تراخيص (30) ألف خطيب جامع عينهم أمن الدولة.. ويا ريت تتم اختبارات لكل خطباء المساجد المنافقين ومنعهم من خطبة الجمعة !!..
أما هذا فخبر ليس بدعة فقط بل كارثة.. وهو أن عضواً بجماعة الأمر بالمعروف يتزوج طفلة عمرها (11 سنة) بعد أن عرف أنها ابنة أرملة عندها ثلاث بنات أكبرهن (11 سنة) قاموا الجماعة بزيارتها وتزوج أحدهم الكبيرة (11 سنة) وقام بتنقيب الأم وطفلاتها.. حدث هذا فى مدينة (6 أكتوبر) فى الأحياء الشعبية وتحت اسم (جماعة الهداية) لدعوة المواطنين بارتداء الحجاب والنقاب ومقاطعة التليفزيون والبرامج غير الإسلامية ولا يفرقون بين المسلمين والأقباط، حتى أن الخبر يقول أن الطفلة التى تزوجها العضو (مسيحية)!! ويا بدع يا ما نشوف يا زمن المتاجرين بالدين !!
أما أسوأ بدعة فهى اعتصام الضباط الملتحين فى الشوارع رغم لو كانوا فعلا متدينين كانوا تأكدوا أن اللحية ليست عبادة بل عادة وأن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام قال للملتحين: (لا تتمثلوا بالكفرة)!..
وأخيرا يا ريت نبطل نتاجر بالشهداء.. يا ريت نبطل نتاجر بالدين.. يا ريت نعلم أن الشهيد عند ربه يرزق فى جنة رضوان ولا يطلب مننا شيئا غير الرحمة والاهتمام بالوطن ومصر.. الله هو المنتقم له !!..
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب







