
محمد جمال الدين
أجمل وأطهر .. ما شهدت وقرأت
قبل لحظات من بداية مباراة المنتخب المصرى مع نظيره الأوغندى فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، شاهد وقرأ القاصى والدانى أجمل لافتة يمكن أن تحيى ذكرى شهداء مصر الأبرار مكتوبًا عليها «لولا أنتم .. ما كنا هنا يا منسى».
اللافتة متضمنة على جانبها الأيسر صورة لكأس البطولة وصورة للشهيد البطل «أحمد المنسى» كاتبها مواطن مصرى حضر إلى استاد القاهرة ليشجع ويساند منتخب بلده، يعبر فيها من خلال كلمات مكتوبة بصدق نية وعفوية، ذات مدلول واضح بقيمة ما قدمه شهداء مصر ودون أن يطلب منه أحد، عن تقديره وعشقه واحترامه لدور شهداء جيش وشرطة مصر، فى حماية وسلامة الوطن الغالى ووحدة أراضيه لأجل إسعاد من حولهم.
الوطن الذى يحاول البعض جاهدًا النيل منه ومن مواطنيه، لولا المنسى وغيره كثير من الشهداء الذين افتدوه بأرواحهم الطاهرة، ليس فقط لتوفير الأمن لمن يحضر مباراة كرة قدم، ولكن لتوفير الأمن والسلامة فى جل مناحى الحياة الأخرى، لأن الجبناء وأصحاب القلوب السوداء المليئة بالحقد والغل الذى تمكن من نفوسهم ضعيفة الإيمان، مازالوا يحاولون وبشتى الطرق إعمال وتفعيل معاول الهدم والفرقة وبث الشائعات بين جنباته حتى تتوقف مسيرة البناء والتنمية التى بدأت نتائجها فى الظهور على سطح الحياة المصرية، وهو الأمر الذى أدركه هذا المواطن البسيط، فعبر من خلال لافتته البسيطة عما يدور فى ذهنه عن شهداء الوطن، الذين لولاهم ما تمكن من الحضور إلى الاستاد ليقف بجانب منتخب وطنه، الذى غدر به البعض وخانه البعض الآخر، من أجل حفنة ريالات ودولارات مغموسة بسُم الخيانة، تمنح لهم من قبل من يصدقون أنهم زعماء، وما هم فى حقيقة الأمر سوى عملاء، مثل هذا العثمانلى الذى يستحق أن يطلق عليه لقب الراسب الأول على مستوى العالم وبامتياز، بعد أن سقط مرشح حزبه فى انتخابات مدينة اسطنبول للمرة الثانية، والذى مازال يأمل فى بعث دولة الخلافة من جديد، وكذلك مثل هذا القطرى الذى يتحدث عن العروبة والمصالح العربية المشتركة ليل نهار، من فوق فراش الشواذ والغوانى فى أوروبا، فى الوقت الذى يبذر فيه ثروات الشعب القطرى الشقيق على أحلامه الوهمية بالزعامة والتى لن تتحقق قط، مستغلًا فى ذلك البعض ممن أغرتهم أنفسهم يومًا، فى تولى مقاليد الأمور فى مصر، أمثال هذا الإرهابى وذاك النكرة وغيرهم كثر، هؤلاء تحديدًا هم من سيتصدى لهم زملاء المنسى، «الذى أعتبره هذا المشجع المحب لمصر المثل والقدوة لشهداء الوطن فى التضحية والفداء»، الذين لم ولن يمكنوهم قط من العبث فى أمن وسلامة مصر واستقرارها، وسيتصدون لهم فى جل ميدان وشارع وحارة، مثلما لن يمكنوهم من الاعتداء على ضيوف مصر، من الأشقاء الأفارقة مسئولين ولاعبين ومشجعين، جميعهم نزلوا ضيوفا على مصر فى ظل حماية جيش وشرطة مصر، يغلفهم حب المصريين لأبناء قارتنا الأفريقية التى ننتمى جميعا إليها، رغم المؤامرات التى تحاك ضدنا يوميًا من قبل الخونة والمرتشين ومرضى أوهام السيطرة والزعامة .. ولهؤلاء نقول: ستظل مصر عصية عليكم وعلى أمثالكم، لأنكم دعاة هدم وخراب أمم وأوطان، ومصيركم فى النهاية لن يبتعد كثيرًا عن «مزبلة» التاريخ، إما نحن فدعاة بناء وتنمية واستقرار، نمد يد العون للصديق والمحب لنا من بين شعوب العالم.
أخيرًا تحية من جل مصرى لشهداء الوطن ولزملائهم الساهرين على استقرار وأمن مصر، فلن ننساكم ما حيينا .. وتحية خاصة وتقدير وشكر لهذا المواطن الذى كتب هذه اللافتة وفى هذا المكان بالتحديد «استاد القاهرة» الذى عاد له ولعشاق كرة القدم نبض الحياة بفضل المنسى وزملائه.>