
محمد جمال الدين
قرار وتكريم وإيقاف.. وأشياء أخرى
1
لأنه إنسان قبل أن يكون رئيسًا للبلاد، جاء قرار الرئيس السيسى لحكومة الدكتور مصطفى مدبولى بسرعة سحب استشكالها الخاص ضد حكم ضم العلاوات الخمس الأخيرة لأصحاب المعاشات، الذى أصدرته المحكمة الإدارية العليا، لينهى معاناة أكثر من 9 ملايين مواطن مصرى.. القرار أعاد الحق لأصحابه، وأكد للقاصى والدانى أن أحكام القضاء فى مصر لها حجيتها واحترامها، على الرغم من أن الاستشكال إجراء قانونى، إلا أنه فى حكم أصحاب المعاشات استخدم فى غير موضعه.
2
تكريم الشاب المصرى رامى شحاتة 14 عامًا فى إيطاليا لنجاحه فى إنقاذ أكثر من 50 طالبًا كانوا يستقلون جميعًا حافلة مدرستهم وقام السائق الإيطالى الجنسية سنغالى الأصل بخطف الأتوبيس والأطفال وهدد بإحراق الجميع وذلك لفقدانه أسرته غرقًا أثناء هجرتهم إلى إيطاليا، كان سائق الحافلة قد قام بجمع الهواتف المحمولة من جميع الطلاب، إلا أن الشاب المصرى نجح فى إخفاء تليفونه وأبلغ الشرطة ووالده وفتح الـ «g.b.s» على تليفونه مما سهل وصول الشرطة لمكان الحافلة حيث تم تحرير جميع الأطفال.. ومن بعده تكريم محافظ القاهرة للشاب جهاد يوسف زكى، الذى أنقذ 3 أطفال من حريق شقة بالزاوية الحمراء، قبل حضور الحماية المدنية، عبر تسلق مواسير الغاز الخارجية حيث أشار محافظ القاهرة إلى أن البطل لم ينتظر سيارات الحماية المدنية، وأنقذ الأطفال، قائلًا: هؤلاء هم شباب مصر، المعروفون بالحماسة والعطاء، حتى ولو على حساب حياته.. يؤكد أن شباب مصر بخير ولا ينقصهم الانتماء أو الولاء لوطنهم، فقط ينتظرون الفرصة لإثبات بسالتهم وشجاعتهم لتأكيد حبهم لوطنهم مصر دون انتظار منهم لأى مقابل، رغم أن بعضهم وللأسف وقع فريسة لتجار الدين، والبعض الآخر وقع تحت يد تجار المخدرات.
3
قرار إيقاف المطربة شيرين عبدالوهاب الصادر عن نقابة المهن الموسيقية قبل إجراء أى نوع من أنواع التحقيق معها لم يكن فى محله، خاصة وأنه مُوَقّع من الفنان هانى شاكر بصفته النقابية، بالمناسبة ما فعلته هذه المطربة لا يقره أحد خاصة وأنها صاحبة سوابق فى هذا الشأن بالذات «جهل وعدم معرفة بعيد عن السامعين» ولكنه الاستظراف وخفة الدم التى تذهب بصاحبها إلى التهلكة، ومع هذا كان لا بد من التمسك بالقانون الذى يعطى كل ذى حق حقه، رغم أنى لا أتعاطف معها بالمرة.
4
سؤال إلى من يهمه الأمر : ألم يئن الأوان أن يختفى من قاموس حياتنا ظاهرة من يجعلون من أنفسهم رقباء على المجتمع من أمثال هؤلاء السادة مدعى الشهرة الذين يريدون إعادة مجتمعنا إلى تطبيق قوانين الحسبة التى عفا عليها الزمن ؟ هؤلاء ينتظرون «السقطة واللقطة» لتحقيق نوع من الشهرة المفتقدة بحجة حماية قيم وتقاليد المجتمع، الذى أعتقد أنه لا ينتظر مساعدتهم، لأن المجتمع يملك من الأدوات والقوانين والعادات والتقاليد ما يحقق له ذلك، دون شهرة أو بروباجندا شخصية، كان من الأولى أن يحققوها فى مجال مهنهم الأصلية.
5
سؤال آخر: أليس من حقنا أن نعرف السبب الحقيقى الذى من أجله تمت إقالة نائب رئيس هيئة سكك حديد مصر لقطاع الموارد المالية؟ الصادر من المهندس أشرف رسلان «رئيس الهيئة» على خلفية مخالفات مالية، خاصة أن نائب رئيس الهيئة المقال قال إنه لم يمثل أمام أى جهات تحقيق حتى تتم إقالته وأنه يتعرض لمؤامرة كبرى بعد كشفه لعدد من المخالفات المالية والإدارية، قدمها للنيابة المختصة وما زالت قيد التحقيق حتى الآن.
6
فى الوقت الذى ننادى فيه بالتبرع لبناء المستشفيات وتحديث أجهزة المستشفيات الحالية، يقوم البعض بتحطيم إحدى الوحدات الطبية بمركز القلب بإمبابة بأجهزتها الحديثة المشتراة من قوت المصريين، بحجة وفاة قريب لهم أثناء إجراء الكشف عليه داخل الوحدة، تصرف همجى وبلطجى، يجب حسابه بالقانون حتى لا يتكرر مرة ثانية.
7
أخيرًا من المسئول عن ضياع أكثر من 100 مليون جنيه بالتمام والكمال تم دفعها من «لحم الحى» ومن أموال تبرعات أهل الخير، لإقامة هيكل خرسانى كان من المفترض أن يكون مركزًا قوميًا للأورام فى «مدينة الزقازيق» محافظة الشرقية منذ أكثر من 15 سنة، بحجة عدم توافر اعتمادات مالية، وتوقف الشركة المكلفة بإتمام البناء عن العمل، لمطالبتها برد فروق الأسعار، الناتجة عن قرار تحرير سعر الصرف
وتعويم الجنيه، ولا عزاء للمصابين بهذا المرض اللعين لحين توافر اعتمادات.