الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعتصام الفوضى والدولة المزعومة

اعتصام الفوضى والدولة المزعومة


لم أصدق نفسى وأنأ أرى مظاهر الفرح والاحتفال بادية على وجوه البعض من أصدقائى،من المقيمين فى منطقة رابعة العدوية عندما قابلتهم مصادفة، فى النادى الأهلى فرع مدينة نصر، بمناسبة الذكرى الخامسة لفض الاعتصام الذى عانوا الأمرين بسببه، وتعرضوا للإيذاء البدنى والنفسى والتعدى على ممتلكاتهم من خلال ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية التى احتلت منطقتهم واستباحت ما فيها من محلات وشقق لأنفسهم، مما دعا بعضهم إلى هجر منازلهم لحين فض الاعتصام، حفاظا على سلامتهم وأمنهم وأمن أسرهم، لذلك هى جماعة لفظها الشعب المصرى وكتب نهايتها وقت فض الاعتصام فى تلك المنطقة، التى جعلوا منها ثكنة عسكرية ممنوع الدخول أو الخروج منها إلا بتصريح، وجعلوا من منصتها (هايد بارك) لإطلاق الشائعات والخروج على الوطن، وتصدر الوقوف عليها مرضى نفسيون، لا يحلمون سوى بحكم البلاد الذى (طار) منهم نتيجة لضعف خبرتهم وقلة حيلتهم فى فهم الشعب الذى ينتمون إليه اسما فقط، هذا بخلاف كونهم ليسوا أهل سياسة، وإنما هم أهل فتن ودسائس وحقد وغباء، وقبل هذا وذاك هم أهل دم وقتل وترويع آمنين داخل منازلهم (تاريخهم قديما وحديثا يؤكد ذلك)، حتى بيوت الله الذى يذكرونه فى أحاديثهم ليل نهار لم تسلم من أياديهم الملوثة بدماء الأبرياء التى يرتادونها لذكر الله..
 اعتصام رابعة ومن بعده اعتصام النهضة لم يكن اعتصاما بالمعنى المفهوم للكلمة، وإنما كان هدفه الحقيقى الخروج على الدولة ومؤسساتها وتحديها وإثبات أن بقدرتهم إقامة دولة الخلافة المزعومة التى أوهموا أنفسهم خلال السنة التى تولى فيها تابعهم حكم مصر بأن باستطاعتهم إقامتها، وساعدهم فى تبنى هذا المعتقد بعض قوى الشر، وبعض الدول الراعية للإرهاب والتى لا تتمنى الخير لمصر وشعبها، ومن ضمنها بالطبع الدويلة الصغيرة الحالمة بزعامة الدول العربية عن طريق قناتها الحقيرة التى تتبعها، ودولة السلطان العثمانى السابقة التى تبحث عن مجدها الضائع، لذلك لم يكن بمستغرب أن يخرج من رحم هذا الاعتصام جماعات أخرى تعشق الدم والإرهاب مثل أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وحسم وغيرها من التنظيمات التى استباحت دماء المصريين، ومن داخله أيضا قال عراب الجماعة الإرهابية (محمد البلتاجى) جملته الشهيرة: إن العنف فى سيناء سيتوقف فور عودة الرئيس مرسى إلى الحكم، ومن فوق منصته شاهدنا وجوه القتلة وعاشقى الدم من أمثال طارق الزمر وعاصم عبد الماجد والمدعو صفوت حجازى وغيرهم من الخونة والمأجورين تحرض على قتل أبنائنا من رجال الشرطة والجيش..
للحقيقة أغلب من اعتلى منصة رابعة هرب وقت فض الاعتصام بطريقة أو بأخرى وتنصل مما قاله، بعضهم ارتدى ملابس النساء حتى ينجو بنفسه، وبعضهم ذهبوا للإقامة فى بعض الدول الراعية للإرهاب، أو تزوج من أجنبية ليحصل على جنسيتها ليتجنب المطالبة بتسليمه لمصر، تاركين خلفهم شبابا تم التغرير به تحت زعم رفع راية الإسلام والجهاد فى سبيل الله، (وإن كان بعضهم قد شارك فى الاعتصام مقابل أجر يومى يحصل عليه هو وأسرته)، وعلى الرغم من مناشدة الأمن بضرورة فض الاعتصام وتوفير ممرات آمنة للخروج وتسريب الخبر لكل وسائل الإعلام لعل وعسى، إلا أن قادة الجماعة إياها رفضت كل هذه الرسائل، لأنه يكشفهم أمام أتباعهم ويكشف حقيقة نواياهم، لهذا حرضوا على مواجهة قوات الأمن، رغم أن هذه القوات لم تسع لاستخدام القوة، لذلك دفعوا المعتصمين دفعا للمواجهة واستخدام السلاح لتحقيق أهداف سياسية تخدمهم فقط دون غيرهم، والدليل على ذلك أن أول شهيد فى فض الاعتصام كان الشهيد النقيب ( شادى مجدى عبدالجواد) الذى تلقى رصاصة الغدر والخيانة فى رأسه، رغم صريخ وعويل قادة الإخوان وتأكيدهم بأن الاعتصام لا توجد به قطعة سلاح واحدة، وتبع ذلك استشهاد رجال شرطة آخرين، جميعهم لهم التحية والتقدير من شعب مصر، الذى بات على يقين بأن هذه الجماعة لا تعترف أو تؤمن سوى بنفسها، ويحاربون جل ما هو خارجهم وكأن الدين الإسلامى حكرا عليهم، فخرجوا يعتدون على الآمنين ويحرقون مؤسسات الدولة ويعتدون على الأقسام ويذيعون مشاهد تمثيلية لجثثهم التى كانت تتحرك عقب نهاية التصوير لتذاع على قناة الحقيرة لإيهام المجتمع الدولى بأن الدولة المصرية تنفذ حرب إبادة ضد المختلفين معها، جل هذه التمثيليات والأفلام والكذب والخداع كانت تهدف لإثبات صحة موقفهم بأى ثمن متحدين بذلك الإرادة السياسية للدولة، حتى يتم تغيير خارطة الطريق التى أجمع عليها الشعب والتى أدت فى النهاية إلى عزل ( العياط ) من منصبه الذى حاول البلتاجى وعصابته أعادته إليه مرة أخرى ولو على أشلاء جثث المصريين، ولكن إرادة الله وقوة إيمان هذا الشعب بدينه وقيادته لم تسمح لهذه الجماعة المجرمة التى التحفت برداء الدين فى تنفيذ ما تريد