الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الشفافية الغائبة فى مستشفى 57357 !

الشفافية الغائبة فى مستشفى 57357 !


كثر الحديث خلال الآونة الأخيرة عن مستشفى 57357 لعلاج الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان بدرجة كبيرة، ذلك الصرح الطبى الذى أنشأه العديد من أفراد الشعب المصرى من حر ماله الذى استقطعه الفقير قبل الغنى من ميزانية أسرته، حتى ينافس هذا أى مثيل له فى شتى بقاع العالم.. ولهذا لم يعد يجدى منهج الصمت الذى اتبعه المسئولون بعدم الرد على جل ما يثار بشأنه، وبدلا من الرد اكتفى من بيده الأمر «فرد أو جماعة» بزيادة جرعة حملة الدعاية للمستشفى التى تطالب المصريين بالتبرع لتلبية متطلبات التوسعة الجديدة فى المبنى المجاور للمقر الأصلى،  وهو الأمر الذى لم يبخل فيه أهل الخير من المصريين على المستشفى، وهى الحملة التى أدت فى النهاية إلى زيادة حدة الانتقادات الموجهة للمستشفى وللقائمين عليه، فى الوقت التى وجهت سهام النقد لهذا الصرح الطبى من قبل البعض من الزملاء الذين كشفوا عن حجم الإنفاق على الدعاية والأجور ومقارنته بما يصرف على العلاج، وهو الأمر الذى كشف الهوة الكبيرة التى تصرف على الأجور، حال مقارنتها بمصاريف العلاج، ونتيجة للأخذ بمنهج الصمت لم تحاول إدارة المستشفى والقائمون عليه فى بادئ الأمر الرد على ما يثار واكتفت ببعض الردود التى لا تسمن ولا تشفى من جوع على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» دون أن توضح الحقيقة للمجتمع الذى لم يبخل عليها بشيء وساهم بطيب خاطر فى وجودها ضمن المنظومة الطبية فى مصر، بل إن الإدارة شككت فى غرض من تعرض لها منتقدا، وأكدت على لسان البعض من مسئوليها أن النشر كان سببه تصفية حسابات لمن بادر بالنشر، والذى سبق وأن مدح أداء المستشفى من خلال الخدمة التى تقدم من خلاله، رغم أنه كان من الأولى أن ترد الإدارة على جل ما يثار عن أوجه الإنفاق سواء كانت مصاريف أجور أو علاج أو دعاية، وكذلك كشف حجم تبرعات المصريين لهذا الصرح، حتى يعلم القاصى والدانى أين تذهب تبرعاته، لن أتحدث هنا عن أى أرقام أو مصاريف، وإن ما يعنينى هو الشفافية وعدم طمس الحقائق عن الناس، وكذلك لن أتحدث عن سياسة أو بروتوكول المستشفى فى العلاج، وقبول هذا الطفل أو منع ذاك، وكذلك لن أتحدث عن كون المستشفى يقوم على جهود عائلة معينة تسيطر على جل ما يخصها، ولن أتحدث عن الجريمة التى ترتكب فى حق الأطفال المرضى والمتاجرة بهم من خلال الإعلانات، ولكننى معنى بما يخص الإدارة وطريقة تعاملها مع ما وجه إليها من انتقادات كان يجب الرد عليها فى حينها لإظهار الحقائق للرأى العام المصرى،  الذى يعرف أهمية وتأثير المستشفى فى علاج المرض الذى ينال من أطفالنا، وحتى لا يسيء البعض لهذا الصرح العالمى الذى نتمنى له جل تقدم ونماء، نحن نبغى ونريد المصلحة، لأنه لا يمكن أن يفكر مصرى واحد ولو للحظة فى هدم كيان مستشفى يعالج أطفالنا، وأصبح يضاهى العديد من المستشفيات العالمية التى تعالج هذا المرض، ولكننا فى نفس الوقت نبغى له الكمال، ونتمنى أن يتعدى حجم التبرعات له المليار و300 مليون جنيه، شريطة أن تتدخل الدولة فى ضبط جل ما يدخل تحت بند التبرعات سواء للمستشفيات أو للجمعيات الأهلية التى تقدم خدمات للمواطنين، ومراجعة أوجه صرف هذه التبرعات، وعموما خيرا فعلت إدارة المستشفى التى قررت كشف الحقائق عن طريق القانون حتى نعلم الحقيقة التى من المفترض أن تحدد هل هناك انحراف أو ترصد من قبل البعض أم لا؟.■