مديحة عزت
ماذا بقى من أخلاق الناس؟!
هذا عنوان الإمام الشافعى كرم الله وجهه أما هذه الأبيات فللشاعر الكبير إسماعيل صبرى كتبها للأمة المصرية لطلب المجد وتذكيرها بماضيها على لسان فرعون: يقول فرعون:
لا القوم قومى ولا الأعوان أعوانى
ولست إن لم تؤيدنى فراعنة
ولست جبار ذا الوادى إذا سلمت
وابنوا كما بنت الأجيال قبلكم
لو غير فرعون ألقاها على ملأ
لكن فرعون إن نادى بها جبلا
إذا ونى يوم تحصيل العلا وانى
منكم بفرعون عالى العرش والشان
جباله تلك من غارات أعوانى
لاتتركوا بعدكم فخرا لإنسان
فى غير مصر لعدت حلم يقظان
لبت حجارته فى قبضة البانى
لا القوم قومى ولا الأعوان أعوانى
ولست إن لم تؤيدنى فراعنة
ولست جبار ذا الوادى إذا سلمت
وابنوا كما بنت الأجيال قبلكم
لو غير فرعون ألقاها على ملأ
لكن فرعون إن نادى بها جبلا
إذا ونى يوم تحصيل العلا وانى
منكم بفرعون عالى العرش والشان
جباله تلك من غارات أعوانى
لاتتركوا بعدكم فخرا لإنسان
فى غير مصر لعدت حلم يقظان
لبت حجارته فى قبضة البانى
صدق الشاعر الكبير إسماعيل صبرى عليه رحمة الله وغفرانه..
وكأن فرعون بيننا اليوم ويقدم طلبه ونصيحته لمصر وبعظمة والمحافظة على تاريخ مصر الغائب اليوم عن شعب مصر وحاكم مصر وياريت نحاول تجاوز الفرقة بين أبنائه و«يا جماعة» كفاية فهذا حتى لا نصنع فرعونا جديدا ليس لصالحه بل يمكن أن نفرق الشعب فهذا ليس لصالحه، بل لصالح جماعة محددة وهى التى تدفعنا اليوم لكى نعيش فى زمن طباعه الاستبداد والطغيان فهى التى تخطط وهى التى تنفذ!!
ياريت يا سيادة الدكتور مرسى تحاول جمع شمل المصريين بكلمة تجمع شعب مصر حولك.. ومصر يا سيادة الرئيس أهم وأبقى من دستور الإخوان.. يا ريس كان الشعب البسيط البعيد عن السياسة وتطلعات السيادة قد بدأ يحبك ويدعو لك بالتوفيق فى حكم مصر حكما نزيها يضم شعب مصر أجمعين غنيا وفقيرا متعلما وجاهلا، مسلما وقبطيا ومعهم المتأسلمون رئيسا لشعب مصر أجمعين!!
ومن قراءتى لتاريخ ثورة يوليو التى عاصرتها وعشت أيامها وأذكر أن «روزاليوسف» عملت استفتاء جمهورية أم ملكية وكان بين الذين دافعوا عن الملكية عناصر من الوفد وعناصر من الإخوان المسلمين وكما يقول الخبر.. أما الإخوان المسلمين بحكم مدى الحياة وهم يضربون المثل بعمر بن الخطاب كمستبد عادل.. وأنا أقول لهم.. إن عمر بن الخطاب ومن مثله قوم لم يكررهم الزمن وهم نادرون وجدوا فى زمن نادر جدا..
ومع ذلك فإن عمر بن الخطاب كان عادلا ولم يكن مستبدا.. وفى ذلك الوقت لم تكن دواعى الإغراء بالحكم والخطأ كما هى الآن ممن يهوى بالحاكم العادل إلى هوة الاستبداد ومصر أيضا قد تطورت إلى وضع يجب فيه ألا يستأثر بالسلطة أحد!!
وبعد وبمناسبة محنة الدستور.. إنه أثناء كتابة دستور 1952 خبر يقول إن جلسة كتابة الدستور غاب عنها الدكتور السنهورى فلم تتم الجلسة فى غياب الفقيه الدستورى والخبر يقول «للبحث عن السنهورى خصصت ثلاثة تليفونات فى إحدى ليالى الأسبوع الماضى للبحث عن الدكتور عبدالرزاق السنهورى حتى عثر عليه فى منزله وعرضت عليه بعض تصرفات قانونية ليبدى رأيه فى شرعيتها!!
يا ريت كانت تأسيسية دستور آخر الزمان استعانت بفقهاء القانون الدستورى حتى كانت مصر «نجت» من السقوط فى نار الفرقة وهذه كلمة أخيرة أقدمها إلى سيادة رئيس الجمهورية أيضا، من أقوال سيدنا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.
∎ اختيار الحاكم أعوانه من بين الذين يخلصون للحق شرط محتوم لتحقيق أمانة الحكم!!
∎ إذا أراد الله بالأمير خيرا.. جعل له وزير صدق.. إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه!!
∎ وإذا أراد الله به غير ذلك.. جعل له وزير سوء إن نسى لم يذكره وإن ذكر لم يعنه!!
∎ وتعنى أمانة الحكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الإخلاص الكامل للناس.. وتحرى الصواب المحض فى كل ما يتصل بمصائرهم ولتحقيق الثقة والحب بين الناس وحكامهم وهنا يقول الرسول محذرا:
ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة!!
هذا قول وتحذير سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام يا سيادة الرئيس مع كل الاحترام والتذكير نقلا عن كتاب «كما تحدث الرسول» وبعض من نماذج الفضائل التى هى قيم الضمير الإنسانى وقوانينه مع تحياتنا إلى الكاتب الفقيه الإسلامى خالد محمد خالد والصلاة والسلام على رسول الله!!
وبعد وعلى الماشى..
صدقونى ما من أحد فى العالم يلقى هذا النفاق فى الشوارع ومنابر الجوامع من مليونيات التأييد بلا أى مراجع أو اقتناع وطنى أو إسلامى.. ويعيش وسط هذا الرياء، ما من أحد فى العالم يحاط بكل هذا النفاق ويجعله أنه منزه لايخطئ وأنه والأنبياء على قدم المساواة كما يقول مشايخ الجوامع فى خطب صلاة الجمعة لا أحد فى العالم يحاط بكل هذا النفاق ويبقى على طبعه الأصيل، فلابد وأن تغره الدنيا ولايقبل نقدا أو تصويبا لبيانه من المسئول؟! إنه النفاق الذى مهد لكل بلاء أصابنا وأصاب الشارع المصرى والشعب المصرى بهذا الانفصال حتى إننا لاقدر الله ولا كان سنتشبه «بـ فتح وحماس» لا قدر الله يا رب مصر العظيمة تبكى التاريخ ومصر الإسلامية تبكى الإسلام من اعتداء على الدين من المتأسلمين من الإخوان المسلمين.. وقد نسى هؤلاء قول أبوالعلاء المعرى..
إذا رام كيدا بالصلاة مقيمها
فتاركها عمدا إلى الله أقرب
وأخيرا هذه تحية محبة إلى كل من أصحاب البرامج الناجحة كثيرة المشاهدة وعظيمة التغطية بجميع أحداث البلد.. وهم زملاء الإعلام والصحافة وائل الإبراشى.. محمود سعد.. لميس.. معتز الدمرداش.. دكتور الفقى.. وعماد أديب.. رشاد كامل ومفيد فوزى وآسفة لونسيت أسماء فقط أطلب منهم عدم استضافة المتطرفين والذين ينطبق عليهم قول الإمام الشافعى ماذا بقى من أخلاق الناس «لم يبق فى الناس إلا المكر والملق».. هذا وصف دقيق لكل متحدث رياء ونفاقا وتمسحا بالجماعات الإسلامية.. أصدقائى وزملائى الأعزاء القتل للجدعان يا أهل الإعلام.
أصدقائى الأعزاء شكر وإلى اللقاء بعد معركة.. الدستور واستفتائه.. لو كان فى العمر بقية والسلام من المعركة.
يارب احم مصر وانصرها على كل معيدَ من أبنائها الغافلين.. يارب يا قادر على كل شىء السلام والسلامة لمصر.
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.







