الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
محمد صلاح.. ودرس لوزارة السياحة

محمد صلاح.. ودرس لوزارة السياحة


أعلم كما يعلم غيرى أنه لولا اجتهاد (محمد صلاح) وعمله بجد وإخلاص ما حقق هذه النجومية التى وصل إليها الآن، وما تسابقت الصحف العالمية والسوشيال ميديا لنقل أخباره، وما تسابقت العديد من الأندية الكبرى للتعاقد معه، وما وصل إلى أن يتم اختياره رسميًا عن طريق رابطة الدورى الإنجليزى ضمن تشكيل فريق العام ليصبح أول لاعب مصرى ينال هذا الشرف.
(صلاح) أصبح قدوة ومثلاً لشباب العالم قبل شباب مصر، التى جعل اسمها يتردد فى كل مكان، وتفوق فى أداء هذا الدور على العديد من الجهات والمؤسسات المصرية المنوط بها ذلك ويأتى فى مقدمتها وزارة السياحة التى يقع على عاتقها وعاتق أجهزتها المتعددة تخطيط وتنظيم السياحة فى مصر لجلب أكبر قدر من العملات الصعبة للنهوض بالاقتصاد المصرى، فهذه الهيئة العامة لتنشيط السياحة، وتلك الهيئة العامة للتنمية السياحية، وهذا قطاع التخطيط والبحوث والتدريب، وهذا.. وهذا، وغيرها من القطاعات والهيئات، التى تعمل جميعها فى خدمة وتطوير السياحة المصرية لجعل مصر من أكبر دول العالم استقبالًا للسائحين على مستوى العالم، لامتلاكها الكثير من الآثار والمزارات التى لا توجد فى العالم جله.
والسؤال هنا: هل تقوم جميع هذه الأجهزة والهيئات بأداء الواجب المنوط بها كما يفعل (صلاح )؟ أقول بالفم المليان: لا، فأغلب هذه الأجهزة والهيئات والقطاعات إن لم يكن جلها، نائمة فى عسل الوظيفة الحكومية ولم تستطع أن تجعل من مصر أكبر دولة فى العالم استقبالا للسائحين رغم الأموال الطائلة التى تتكبدها ميزانية الدولة للصرف على هذه الجهات، ونظرة ولو بسيطة لمسار العائلة المقدسة، وما يتضمنه من إهمال وعوار وطرق غير ممهدة لا تليق بأهم مزار سياحى دينى فى العالم يؤكد ما أقول، فى الوقت الذى نجح فيه (محمد صلاح) وبمفرده ودون أجهزة وهيئات معاونة من جعل اسم مصر ملء السمع والبصر ويتردد فى جل أنحاء العالم، ودون أن يكلف ميزانية الدولة جنيهًا واحدًا، فهى دعاية مجانية ولا تقدر بمال، وبمقارنة بسيطة بين ما يقدمه (صلاح)  لمصر من دعاية، وما تقدمه وزارة السياحة وهيئاتها، نجد أن نجمنا يتفوق عليهم بمراحل، تفوق صلاح ونبوغه فى مجال كرة القدم هو ما جعل العالم جله يتحدث عنه، وعن البلد الذى أنجب هذا اللاعب، وأفضل لاعب فى القارة الأفريقية لعام 2017، وكيف وصل بمنتخب بلاده إلى بطولة كأس العالم التى ستقام فى روسيا هذا العام، وكيف أصبح نموذجًا لشباب مصر، والذى طالب فى كلمته أثناء حفل توزيع جوائز أفضل لاعب شبابنا، وشباب القارة الأفريقية التى ينتمى إليها : بأن يسعوا ويعملوا لتحقيق أحلامهم بالعمل الجاد والاجتهاد، مثلما فعل حيث كان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم مشهورًا حتى وصل إلى العالمية بعد معاناة كبيرة، وبعد أن قدم للعالم نموذجًا ناجحًا للشخصية المصرية، التى نالها الكثير من النقد والتجريح، لدرجة أن البعض توقع له الفشل، عندما عاد للعب فى الدورى الإنجليزى مرة أخرى، ولولا صبره وعزيمته التى أخرست هؤلاء، ما تكلل مشواره الكروى بالنجاح، وما تحدثت كبريات الصحف والمحطات الفضائية العالمية عنه وعن قريته (نجريج) التى لا يبخل عليها بجهد أو مال، ويساهم فى حل مشاكلها سواء كانت صحية أو تعليمية أو رياضية بما يتبرع به من مال، مثلما تبرع من قبل لصندوق (تحيا مصر) بمبلغ محترم، وبالتالى أصبح داعمًا لبلده داخليًا وخارجيًا، فى وقت لم تجد فيه مصر ما يدعمها خارجيًا أو حتى داخليًا، من أناس يفترض فيهم أن يقدموا لها يد العون والمساعدة، علمًا بأن هذا العون وهذه المساعدة هى من صميم عملهم، وهى الوظيفة التى بسببها يتقاضون عليها أجرًا من الدولة،  لهذا ولغيره كثير علينا أن نحسن اختيار من يتولى إدارة مثل هذه الهيئات فى تلك الوزارة المهمة المنتشرة مكاتبها وهيئاتها وممثلوها فى جميع أنحاء العالم، يعرفون ويقدرون قيمة مصر والمسئولية الملقاة على عاتقهم لا يبخلون بجهدهم وعرقهم وفكرهم لنمو بلدهم ولنبتعد ولو قليلاً عن الموظفين الجالسين فى مكاتبهم المكيفة دون عمل، مثلما أحسنت إدارة نادى ليفربول اختيار نجمنا المصرى (محمد صلاح) ليكون خير سفير لها ولنا فى نفس الوقت.