الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رسالة لشهيد الوطن

رسالة لشهيد الوطن


عزيزى ابن وطنى الغالى.. رغم غياب جسدك، إلا أن روحك ما زالت ترفرف بين ذويك وأبناء وطنك، فراقك يؤلم جل من يعرفك، ولكن ذكراك باقية فى القلوب يتناقل سيرتها الأهل والأصدقاء ورفقاء السلاح وأبناء الوطن.
شهادتك لا ينالها إلا الرجال ممن يهبون أنفسهم للذود عن بلادهم، دفاعًا عن كرامة هذا الشعب وحريته، لهذا هنيئًا لك أيها البطل نيل شرف الشهادة، رغم علمى وعلم الجميع أنك حىّ،  وعند ربك ترزق، نحن نبارك نيلك هذا الشرف، مثلما نبارك لأهلك وأبنائك وأحبتك، كما نبارك لأنفسنا ونعزيها فى نفس الوقت لفقدانك، حينما وقفت متصديًا لطيور الظلام التى تسعى لهدم مصر وشعبها.
نعلم أن الله اصطفاك لتدافع عن هذا الوطن، فأين نحن منك ومن بطولتك يا رفيق الأنبياء فى الجنة، وصاحب الروح الطاهرة التى ضحت بنفسها لأجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى؟.
فالشهادة شرفٌ لا يناله إلا من تمكن الإيمان فى قلبه، وجعل حب الله تعالى هو الحب الأول والأخير بالنسبة له، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى للشهيد كرامات عدة، أولها أنه - الله - يغفر ذنوبه جميعًا بأول دفقة من دمه، كما يُرى منزلته العظيمة التى أعدها الله سبحانه وتعالى له فى الجنة، ويشفع لسبعين من أقاربه.
فيا له من شرفٍ ليس بعده شرف، خص الله به الشهيد من دون الجميع، لأن التجارة مع الله سبحانه وتعالى هى دائمًا تجارة رابحة ولا تبور أبدًا.. تضحياتك يعجز القلم عن التعبير عنها ويقف أمامها حائرًا، بطولتك ستبقى خالدة يحكى ويتحاكى عنها الأبناء والأحفاد عبر تاريخ مصر، التى بذلت من أجلها النفس الطاهرة التى حرم الله قتلها إلا بالحق.
ولكن عزاءنا أننا بكم وبهذه النفس نتحرر ونفخر، خاصة بعد أن تحولت جنازات زملائك الذين استشهدوا برصاص الغدر والخيانة والإرهاب إلى احتفالات وطنية، وأكد المشاركون فيها على استعدادهم للتضحية بالدماء والروح، وتقديم المزيد من التضحيات فى سبيل رفعة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، لذا أعتقد أن أكثر ما يبهج شهداء الوطن، هو انضمام المزيد من الشهداء الأبرار إلى قوافلهم، لأن ذلك يعنى أن القضية التى استشهدوا من أجلها لا تزال فى أيدٍ أمينة لا تهاب الموت، هذا ما يؤكده التاريخ فتضحيات شهداء مصر قديمًا وعبر حروبها المختلفة فى سبيل نيل حريتها وكرامتها، تستكمل اليوم على يد الأبناء من رجال القوات المسلحة والشرطة، وبفضل دمائهم الطاهرة التى تراق على أرض سيناء، ستبقى مصر قوية، صامدة أمام أى معتدٍ تسول له نفسه أن يحاول الاقتراب منها للنيل منها أو الإساءة إليها.
 أخيرًا.. كل العرفان والتقدير إليك وإلى جميع شهداء الوطن، وكل القداسة والطهارة والمجد والخلود لأرواحهم الخالدة، وعهدٌ على مواصلة الدرب الذى سلكوه لنكون جديرين بهذا الإرث الذى أورثنا إياه الشهداء، الذين كُتبت أسماؤهم بأحرف من نور فى سجل الخلود ، وهذا ما يجعلنى أتذكر ورغم مرور السنين المشهد الرائع الذى كان بطله اللواء «محسن الفنجرى» المتحدث باسم القوات المسلحة وهو يؤدى التحية العسكرية لشهداء مصر عسكريين ومدنيين أثناء أحداث ثورة يناير.