
محمد جمال الدين
إنه جيش مصر العظيم
ذكرتنى البيانات العسكرية التى صاحبت العملية العسكرية «سيناء 2018»، بالبيانات العسكرية التى صدرت عن قواتنا المسلحة أثناء حرب 6 أكتوبر المجيدة، التى انتصر فيها جيشنا العظيم على العدو الإسرائيلى.
وقتها.. توحد الشعب المصرى ووقف خلف قواته المسلحة مؤيدًا ومساندًا وداعمًا، مثلما هو يقف الآن مساندًا وداعمًا، ليكرر نفس الإنجاز، الذى سينتهى بالنصر أيضًا على قوى الإرهاب والظلام، التى تسعى لإسقاط مصر فى مستنقع المخطط الاستعمارى، الذى يستهدف تمزيق وحدة الأرض والشعب، وتجعل منه فريسة سهلة المنال لأى طامع.
وفات هؤلاء جميعًا أن مصر تملك من الأبناء من يستطيعون حماية الأرض والعرض، منذ عهد أحمس ورمسيس ومينا قديمًا، وصولاً إلى عصرنا الحالى الذى انتهى بنصر أكتوبر (أعنى هنا خير أجناد الأرض).
ما أقرره عن جيشنا ليس بمستغرب على أبناء هذه المؤسسة ناصعة البياض، ودليلى على هذا تاريخها الذى لم تشوبه يومًا شائبة، فعندما وقف أحمد عرابى فى وجه الخديوى توفيق لم يكن ينتظر المقابل، سواء بترقية أو بتسليط الضوء عليه، ويوم حمل شباب هذه المؤسسة رؤوسهم فوق أياديهم فى 23 يوليو لم ينتظروا أيضًا المقابل، ويوم استردوا كرامتنا فى 6 أكتوبر لم يطلبوا شيئًا، فهم منا ونحن منهم، همهم هو همنا، وشرفهم هو شرفنا، وأرض سيناء الحبيبة التى يدافعون عنها وعن ترابها هى أرضنا أيضًا.
فهم لا يبغون سوى عزة وكرامة مصر وحماية ترابها، لذلك لا يعد من الغريب أن يقف الشعب خلفهم حين يدخلون أى معركة، رغم محاولات البعض من الواهمين، أصحاب الخيال المريض بدق (إسفين) لبث الفرقة بين أبناء المؤسسة العسكرية وباقى أبناء الوطن، متناسين أنهم جميعًا أبناء ونتاج رحم واحد.
لم ينتظر هذا الشعب دعوة من حزب أو نقابة أو من رجل دين أو سياسى ليقف خلف جيشه؛ لأن هذا الشعب عندما يتعرض وطنه لمحنة أو خطر، يهب ليقف وقفة رجل واحد خلف أبناء هذه المؤسسة.. وهذا هو الواجب المحتم عليه أن يقوم به؛ لثقته وإيمانه فى قدراتهم حينما يتصدون لقوى الشر، التى تسعى بكل جهدها؛ للنيل من مصر.
وغير ذلك.. لا يطلبون سوى الشهادة فى سبيل هذا الوطن، والتى أصبحت مطلب كل جندى مصرى يخوض معركته ضد هذا الإرهاب الأسود، بعد أن سبقهم إليها زملاء لهم.
ولهذا يزيد إصرارهم عليها عندما يرون الجنازات العسكرية لزملائهم فى قرى ومدن محافظات مصر، ونساء مصر تزفها بالزغاريد، ورجال مصر وشبابها يحيطونها، بعضهم ينادى مطالبًا بالقصاص للشهداء، احترامًا واعترافًا منهم بفضل وعرفان هذا الشهيد، الذى يزفونه إلى الجنة، والبعض الآخر يدعو للأحياء منهم بأن يرعاهم الله ويحفظهم من كل شر ومن رصاص الغدر والخيانة، مؤكدين أن هذا الإرهاب لم ولن ينجح فى العبث بمقدرات أبنائنا ومستقبلهم، بفضل وشجاعة وأقدام جيشنا العظيم.
لهذا ولغيره الكثير نحن جموع الشعب المصرى ننتظر بشوق ولهفة البيان العسكرى الأخير، الذى يبشر شعب مصر بانتصاره على قوى الظلام المدعومة من بعض الدول الحالمة بعودة الزعامة إليها مرة أخرى.
ولكن.. بفضل عزيمة رجال جيشنا البواسل، ودعم وتأييد هذا الشعب الأصيل، لن يتحقق هذا الحلم قط، وستظل مصر جيشًا وشعبًا سائرة فى طريق التنمية بجانب حفاظها على أرضها من أى معتد، يحاول أو يفكر ولو للحظة فى النيل منها؛ لإيماننا بأن هناك يدًا تبنى ويدًا تحمل السلاح.. وهذا ما سيتحقق فى القريب العاجل بإذن الله.