الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تعالَ نحلم لـ«بكرة»!

تعالَ نحلم لـ«بكرة»!


من منا يستطيع أن يعيش دون أمل.. ففى أحلك وأصعب الظروف والمعاناة التى تواجه الإنسان فى حياته اليومية، تجده يتمسك بالأمل، سواء فى حياة أفضل أو فى رزق أوسع يأتيه من حيث لا يعلم.
الأمل والحياة فى غد أفضل يعرف طريقه أيضا إلى الدول مثلما يبحث عنه ويتمسك به الإنسان.. ولذلك يسعى القائمون عليها إلى الاجتهاد للنهوض ببلادهم والبحث عن أفضل الحلول والدراسات لتحسين وتوفير حياة آمنة محترمة تعتمد على أسس اقتصادية واجتماعية وصحية سليمة لتحقيق العدالة بين أبناء الوطن الواحد.
 من هنا لا نستطيع أن ننكر الجهود الحثيثة التى يشعر بها المواطن المصرى وهو يرى الرئيس (السيسي) يفتتح مشروعا هنا وآخر هناك، والفرحة تخرج من أعماق قلبه فهو يحلم بالتقدم والرخاء الذى سيعود عليه وعلى أولاده، ففى مصر والحمد لله وصباح كل يوم يجد المواطن مشروعًا جديدًا يحلم معه، فهذه وحدات سكنية لساكنى العشوائيات أو لمن هدمت منازلهم.. وذلك برنامج اقتصادى طموح يرفع من دخل المواطن البسيط، وتلك محطات كهرباء جديدة إنتاجها يفوق بكثير محطات الكهرباء القائمة حاليا بما فيها السد العالى، وذلك كشف بترولى جديد يجعلنا نكتفى ذاتيا بل ونصدر أيضا.. وهذه حملة قومية لعلاج المرضى المصابين (بفيروسC) الذى نهش فى أكباد المصريين من دون رحمة.. وتلك مزرعة سمكية تعد الأكبر على مستوى العالم لتوفير غذاء وبروتين آمن لشعب يعانى من ارتفاع أسعار الأسماك رغم ما يملكه من شواطئ، وقوات مسلحة يتم تسليحها بأحدث أنواع السلاح فى العالم لحماية شعبنا وحدودنا، ومشروعات قوانين فى الإدارة والضرائب لتحقيق العدالة الغائبة التى أعطت للبعض وحرمت الأغلبية من التمتع بخيرات بلده، وغيرها من المشروعات الأخرى التى يجرى العمل عليها ليل نهار (عاصمة إدارية جديدة، تشغيل مصانع متوقفة، تحديث شبكة الطرق، حفر أنفاق تربط سيناء بباقى الوطن، تطوير فى مناهج التعليم وحذف الحشو منها، تغيير أو تعديل فى الخطاب الدينى لمنع الغلو والتطرف، دعم للرياضة والثقافة والفنون للرقى بالصحة العامة والعقول،  أجهزة رقابية تقوم بعملها على الوجه الأكمل فى كشف الفسدة والمفسدين الذين استحلوا المال العام.
 جميعها مشاريع وبرامج تنمية تسعى الدولة لتحقيقها وتستهدف فى المقام الأول صالح المواطن المصرى، وينتظر نتائجها المواطن المصرى البسيط الذى لم يدخر جهدًا بدوره فى خدمة بلده وصبر على ارتفاع الأسعار واتساع الهوة بينه وبين طبقات أخرى، حتى يقف بجانب وطنه ، منتظرا النتائج  المأمولة على أرض الواقع، رغم ما يراه يوميًا من انتشار فساد كبار القوم والمسئولين، بداية من وزير حتى وصلنا إلى أصغر موظف فى أى جهة حكومية، وما يصحب هذا الفساد من عدم تحقيق العدالة الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد، فهو وحده الذى ينكوى بنار الأسعار وارتفاع الضرائب على دخله وعلى سندوتش الفول الذى يعد من أهم وجباته الأساسية، بخلاف ارتفاع أسعار الدواء واختفاء بعض أنواعه فى أحيان كثيرة دون وجود البديل المصرى.
وهذا ما يجعله يشك فى بعض الأحيان، أن الأمل والخير الذى ينتظره، قد يتحول بين لحظة وأخرى من حقيقة يجب أن يلمسها ويشعر بها، إلى مجرد حلم يعيشه.. حلم يصطدم بفواتير الغاز والكهرباء ومصروفات المدارس والدروس الخصوصية ومصاريف المأكل والمشرب.. حلم يستنزف دخله البسيط بفعل معاول الفساد والرشوة والمحسوبية التى تدق فوق رأسه وتطارده فى جل خطوة يخطوها، ويستنزف أيضا من قبل الكبار سارقى نتائج تلك المشروعات، وأعتقد جازما أن الرئيس (السيسي) يدرك هذا جيدًا، ولذلك تنصب جل توجيهاته المتكررة على خدمة المواطن البسيط محدود الدخل، حتى يسترد عافيته وقدرته الاقتصادية والصحية ، ويعود وضعه الاجتماعى إلى سابق عهده الصحيح، ويشعر حقا بالأمل فى هذه المشروعات وبرامج التنمية التى ستعود عليه بالخير.. بدلا من الحلم بها. 