
محمد جمال الدين
الجندى المصرى.. شخصية عام 2017
لم أجد فى ذهنى شخصية تستحق أن تكون شخصية العام، سوى الجندى المصرى الذى يقدم حياته يوميًا فداء للوطن ولترابه، من دون أن يكرهه أحد على ذلك.
يخوض معركته ضد الإرهاب الأسود الذى ما زال يطل برأسه الخبيثة ما بين الحين والآخر.. عيون ساهرة «باسلة»، ترصد تحركات الإرهاب وأساليبه القذرة حماية للوطن وحدوده، بعد أن أقسمت على التصدى له بكل قوة وحسم مهما كلفها الأمر.
وهى نفسها نفس العيون، التى لا تبالى قط بالنفس أو الروح أو ابنة هنا أو ابن هناك، لأنها لا تطلب أو تبتغى شيئًا سوى أمن الوطن وسلامته، ودون غيره الشهادة التى تعد الجائزة الأعظم والأسمي، والتى أصبحت مطلب كل جندى مصرى يخوض معركته ضد الإرهاب، حفاظًا على حياة هذا الشعب والوطن، الذى تحاك ضده المؤامرات من كل صوب وحدب.. خارجيًا وداخليًا، حتى تتوقف حركة التقدم والنماء المنشودة التى ينتظرها كل مواطن مصرى محب لبلده.
ورغم علمى وعلم غيرى أن هذا الإرهاب لا يفرق بين دين أو لون، وتدعمه دول لا تخفى حقدها وكرهها لمصر سعيًا وراء حلم زائف، وتوفر له الملاذ الآمن والأموال، لن يتوقف فى التو واللحظة لمجرد أن مصر وشعبها قررت مواجهته والتصدى له، لأن جنودنا البواسل أخذوا على أنفسهم عهدا بألا تضعف أو تلين فى أداء واجبها تجاه الوطن.
بل يزيد إصرارهم على الانتصار على هذا الإرهاب عندما يرون مشاهد الجنازات العسكرية لزملائهم فى قرى ومدن محافظات مصر، ونساء مصر تزفها بالزغاريد، ورجال مصر وشبابها يحيطونها، بعضهم ينادى مطالبًا بالقصاص للشهداء، احترامًا واعترافًا منهم بفضل وعرفان هذا الشهيد، الذى يزفونه إلى الجنة، والبعض الآخر يدعو للأحياء منهم بأن يرعاهم الله ويحفظهم من كل شر ومن رصاص الغدر والخيانة، مؤكدين أن هذا الإرهاب لم ولن ينجح فى العبث بمقدرات أبنائنا ومستقبلهم، بفضل شجاعة وإقدام هذا الجندي.
لهذا ولغيره كثير لا توجد شخصية من وجهة نظرى ونظر الكثيرين من أبناء الشعب المصرى جديرة بأن تكون شخصية العام سوى هذا الجندي، سواء من استشهد منهم أو من لايزال يؤدى دوره فى حفظ وحماية الوطن وأمنه، فلهم جميعًا نفس القدر من المحبة والاحترام والتأييد.
بقى أن أطالب جميع مؤسسات الدولة وإن كنت أخص منها البرلمان المصرى الذى يتحدث ليل نهار، عن ضرورة تحسين مستوى رعاية أسر الشهداء، وتقديم الدعم لهم ماديًا واجتماعيًا لمن قدموا أرواحهم فداء للوطن، بضرورة الانتهاء من بحث مشروعات القوانين المقدمة من النواب، بشأن رعاية أسر الشهداء، وتحسين مستوى معاشاتهم، ليستطيعوا من خلالها تلبية متطلباتهم، والتى تحفظ لهذه الشخصية العسكرية المحترمة ما يكفل لها أو لأسرها حياة كريمة تليق بهم أو بذويهم، فما قدموه وما سيقدمونه من دور مقدس خدمة للوطن ولشعبهم لهو دور أكبر بكثير من أن يتم تقديره بوسام أو مال أو بإطلاق أسمائهم على اسم مدرسة أو شارع.
وأخيرًا تحية من القلب ودعاء من قلب كل مصرى ومصرية لكل جندى وشهيد من أبناء وطننا الغالى مصر.