الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
بأية حال عدت ياعيد؟!

بأية حال عدت ياعيد؟!


وكأن المتنبى يعيش بيننا الآن، ويرى حالنا وحال بلاد المسلمين، ولهذا تعد قصيدته خير من يعبر عن أحوالنا، ففى بلاد المسلمين ظهرت بؤرة خبيثة تحاول النيل من استقرار أغلب دولها بدعمها وتأييدها للإرهاب اعتقادًا منها أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق زعامة زائفة ليس لها سند أو وجود (تاريخيًا واجتماعيًا وعلميًا) دويلة باعت شرفها قبل أرضها للفرس وللعثمانيين الذين يحمون حكامها الآن، دويلة تبعثر ثروات شعبها على المؤامرات وعلى ملذات حاكمها المشكوك فى رجولته، دويلة ينهش الكل فى جسدها، ولن يتركوه إلا بعد أن يصبح هيكل عظم لا رجاء منه، دويلة تعد نموذجًا سيئًا لما يمكن أن يحدث فى بلادنا العربية.
 بعيدًا عن دمار سوريا وتخريب ليبيا وتمزيق اليمن وتشرذم الصومال وخلاف الجزائر مع المغرب وانقسام السودان، هذا ما يحدث الآن فى بلاد العرب التى هى بلادي، ولكن ماذا عن الحال فى بلدى مصر، أعتقد أن الحرب على الفساد الذى استشرى واستوطنها منذ زمن طويل سيأخذ الكثير من الوقت والجهد، على الرغم من التصدى له بكل قوة، فبماذا نفسر قبول قاضٍ يشغل منصب رئيس محكمة للرشوة وهو الذى ننتظر منه تحقيق العدل بين المتخاصمين؟! مثله فى ذلك مثل مستشار كان يشغل منصب أمين عام مجلس الدولة الذى تلقى رشاوى مالية لتسهيل أمور بعض من يتعاملون مع مجلس الدولة، وبماذا نقول عن قاضٍ آخر باع ضميره المهنى ولم يحترم قدسية منصبة بعد مشاركته فى نقل المخدرات من جهة إلى أخرى مقابل حفنة من المال؟! وماذا نقول عن وزير (صلاح هلال) ومستشار وزير الصحة ومحافظ (حازم القويضي) ونائب محافظ (سعاد الخولي) وماذا نقول عن رئيس حى أو مهندس فى أحد الأحياء أو موظف كبيرًا كان أم صغيرًا، جميعهم استغل منصبه وأخل بمتطلبات وظيفته لتحقيق ثروة غير شريفة بتسهيل حصول الغير على حق ليس من حقه.
أعود للعيد والأعياد والاحتفالات ولكنى أصدم بقصيدة المتنبى مرة أخرى التى وقع اختيارى عليها كعنوان لما أسطره، فأجد أن مستشفى تم تشييده وتجهيزه بأحدث المعدات وبأموال المصريين يرفض وللمرة الثانية استقبال طفل مصاب بسرطان ولا يحاسب مسئولوه (نفس المستشفى رفض استقبال طفلة من قبل وربنا رحمها من ظلم البشر بالوفاة)، وماذا نقول عن كبار التجار والمحتكرين الذين ابتليت بهم مصر والذين تخصصوا فى مص دماء المصريين باحتكارهم للسلع ورفع وخفض ثمنها وقت اللزوم، فى ظل غيبة تامة من الأجهزة الرقابية وأجهزة حماية المستهلك الذى وقع فريسة لأمثال هؤلاء؟! وماذا نقول عن ضمير بعض الأطباء الذى أخذ إجازة طويلة الأمد وعمل فى مهنة الجزارة (مع احترامى لها ولجميع من يعملون بها)، ولكنها جزارة تختص بالأعضاء البشرية وبيعها لمن يدفع أكثر من الأثرياء سواء فى مصر أو خارجها، وتناسى هؤلاء الجزارون قسم (أبقراط الطبي) الذى أقسموه يوم انضمامهم لنقابة الأطباء بأن يكونوا رحماء بالمرضى ويجتهدوا فى خدمتهم ويقدموا لهم ما يشفيهم من كل مرض وليس قتلهم أو الاتجار فى أجسادهم، وبماذا نفسر حالة الإهمال التى أصابت أغلبنا وتسببت فى وقوع العديد من الضحايا (حوادث السكك الحديدية مثالا)، وأخيرا ماذا نقول عمن يرددون بين وقت وآخر عن ضرورة إجراء مصالحة مع الجماعة الإرهابية إياها التى استباحت دماء الأبرياء من أبناء هذا الوطن لمجرد أنهم يدافعون عنه وعن حق مواطنيه، معللين ذلك بأنه يأتى فى مصلحة الوطن الذى أرادت هذه الجماعة أن تبيع أجزاء منه لبعض الدول؟! ولهؤلاء أقول: عليك أنت وغيرك أن تستحى مما تقوله أو تعرضه، فلن تكون هناك مصالحة مع من أراق الدماء الطاهرة فوق أرض هذا الوطن، ورغم كل هذا يطالبنا البعض بالاحتفال بالعيد الذى يعود علينا كل عام بمآسٍ ومشاكل جديدة من كل صنف ونوع، ولكن يظل الأمل فى غد أفضل قريب المنال، لأن هذا الوطن لابد أن يفرح ويحتفل رغم كل ما يمر به بفضل أبنائه المخلصين. 