دراما حياتنا اليوم

هذه الأبيات كتبها الشاعر الكبير الراحل العزيز صالح جودت فى الإسكندرية:
 
إسكنــدرية فيــــك الــــــــرى والظمــــأ      بأى قصة حب فيك أبتدئ
 
أيــــام كنـــا نـرى الحـرمـان معصية ونأخذ اللهو كلاَّ ليس يُجتزأ
 
ونجعل الرمـل قصـــرا ثــم نهـدمـه     ونركب الموج عرشا ثم ننكفئ
 
تحيــة يــا أبــا العبـــاس مــن نفســـى   على شفاعتك الحسناء يتكئ
 
إسكنـــدريــة عفـــــوا عــــن خطيئتــــنا      ويجمل العفو إما يكبر الخطأ
 
بناك للصيف ذو القرنين مروحة    نتشفى بها المهج الحرىّ وتبترئ
 
فعلا إسكندرية مرية وعروس البحر المتوسط يا صالح جودت رحمك الله وغفر لك أنت والذين معك فى رحاب الله بإذن الله.
 
 

 
بلا شك تمر تلك الأحداث المؤلمة على مدينة الإسكندرية بل على مصر كلها فى الأيام السوداء،التى تتساقط فيها العمارات على من فيها بالأحياء المختلفة العامرة والتى أصبح لا يقع نظرك فيها إلا على الأطلال والأنقاض ولا تقع عيناك إلا على بيت قائم بين عشرات العمارات المتداعية التى تنتظر يومها فى السقوط، وكل هذا بسبب عدم الضمير والرشاوى وفوضى البناء حتى على الشواطئ والحوارى، للأسف كان هذا زمن سيادة المحافظ المحجوب الذى سلم مقادير المدينة الجميلة للمنافقين والفاسدين والمفسدين لكل جميل، وكلما استجاب لنفاقهم انتشروا فى إفساد جمال الإسكندرية بالعمارات بدون ترخيص وتعلية العمارات بدون ترخيص وحتى الشواطئ لم تسلم من انتشارهم وفسادهم وكل مصيبة بنائية يزيد تدليع المحافظ الذين لم ينادوه إلا بالمحبوب بدل المحجوب وقد كتبت كثيرا إلى المحافظ المحجوب عندما بدأت العمارات ترتفع على شواطئ العجمى وأبويوسف و6 أكتوبر وكنت دائما أكتب له المثل القائل «يا بخت من بكانى وبكى الناس علىّ ولا ضحكنى وضحك الناس علىّ» كان يترك لهم الرد علىّ واستمرت العمارات تتصاعد إلى السماء فى الحوارى والحارات حتى الساحل الشمالى حتى أن عجمى البيطاش أصبح كالأنفوشى، وهانوفيل أصبح «عمارات فيل» اختفت الفيلات العريقة وأصبحت الشوارع المؤدية للشاطئ مراكز للباعة الجائلين ولا ميدان التحرير أيام احتلال بلطجية المظاهرات فيه.. للأسف الشديد عندما رحل «المحجوب» عن الإسكندرية وجاء المحافظ «الهمام» لبيب، وبدأ بالفعل هدم عمارات أبويوسف وعمارات شاطئ 6 أكتوبر وعمارات قرية السعودية السياحية وللأسف لم يمهله القدر لباقى إصلاح ما أفسدته بطانة المحجوب ونقل وترك الإسكندرية التعسة التى بدأت تتساقط عماراتها بلا هوادة ولا رحمة.. وأنا ولما عندى من حب كبير وذكريات عزيزة أرجو من سيادة محافظ اليوم البحث عن جميع ما بنى فى زمن المحجوب وإعادة معالجته حتى لو كان الثمن هدم العمارات بلا ضحايا ولا أطفال ولا ذنب لهم ولكنه القدر المكتوب، وكلما تذكرت كارثة أو سمعت عن كارثة ستحدث من جماعات النفاق جماعات الجهل السياسى جماعات المشورة الجاهلة أتذكر قول الإمام الشافعى رضى الله عنه.
 
أعرض عن الجاهل السفيه
 

 
 
فكل ما قال فهو فيه
 
ومن الإسكندرية عروس البحر المتوسط هذه الحكاية التى تشبه ما يحدث من السادة المعتصمين عمال على بطال عايزين زيادة مرتبات وممتنعين عن العمل.. يا عالم الاعتصام والجهل وعدم الضمير كيف يا طبيب سمح لك ضميرك أن تضرب عن العمل مثل السباك وسائق الأتوبيس أين ضميرك يا دكتور؟ أين ضميرك يا طبيب ألم يذكرك قسم «أبوقراط» أين ضميرك وأنت تارك المريض بلا علاج أين إنسانيتك يا دكتور ومريضك حيموت من أجل زيادة مرتب زائل بإذن الله - عدم ضمير الأطباء المعتصمين يشبه ما يحدث فى قرية شهرزاد بأبويوسف والتى بدأ يدب فيها تعرض بعض شاليهاتها لبعض عوامل قربها للبحر ومحتاجة لترميم وإعادة وتغيير حديد التسليح وجاء اتحاد الملاك بإحدى شركات البناء الكبيرة فى الإسكندرية وكان أكثر هذه الشاليهات تعرضا للانهيار المجموعة 13 ويملك شاليهاتها ناس أكابر، ولكن للأسف مجموعة منهم لم تدفع المطلوب للترميم ولم تدفع المطلوب من أصحاب 25 شاليهاً غير 10 فقط والباقى هربان من الدفع فقط تطول ألسنتهم عند اللزوم واتحاد الملاك خجلان من رفع دعاوى عليهم حرصا على الصداقة والجيرة،ثم إن مهندس شركة المقاولات لم يكن أحسن منهم بل أوقف العمل بأى بناء مقابر على فكرة أنا واحدة من أصحاب شاليهات المجـمـوعة 13 بــشــهـــرزاد العجمى ولو لم يدفع الجيران المطلوب منهم لنا لقاء تحت الأنقاض بإذن الله!
 
وأخيرا.. كلمة بكل الاحترام لكل من يهمه الأمر فى الرئاسة أو الحكومة أن يسارع بإصدار قانون جديد يواجه البلطجة السياسية وقانون يمنع الاعتصامات وتعطيل المواصلات وتعطيل الأعمال المهمة لإعادة الاستقرار والأمن والأمان لمصر وشعب مصر، ورجاء يا سيادة رئيس الجمهورية المنتخب لكل المصريين من أجل مصر يا دكتور مرسى أن تبتعد عن استشارة الأصدقاء وأهل الثقة واستعن بأهل الكفاءة ولا تسمع لأهل الجهل السياسى والمنافقين من المتأسلمين.. وكفاك شر القرارات الخطأ وكفاك شر الصديق المنافق جاهل السياسة واعمل بقول الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه «ربى احمنى من أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم» ويارب اكف مصر من عدم ضمير محامى البلاغات عمال على بطال بغباء!
 
وكل عام وأنتم وأنا والأحباب والأصدقاء والزملاء وشعب مصر العظيمة بخير دائما بإذن الله!
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.