الجمعة 31 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
صرخة «روزاليوسف» فى وجه الاستبداد

صرخة «روزاليوسف» فى وجه الاستبداد


بعد انتهاء عصر الملكية وقيام الجمهورية الأولى بفعل ثورة يوليو التى قضت على الإقطاع وأعادت للفقراء جانبا من نصيبهم فى الوطن.
 
كان العامة بما يملكون من حس فكاهى فطرى يتسامرون ويتندرون على الإقطاعيين بإطلاق صفات مثل «أفندى» أو «باشا» على كل من يركن للكسل أو يتسم بالسلبية على طريقة صلاح ذو الفقار فى فيلم الأيدى الناعمة.
 
اختفت بعد ذلك بشكل لافت بعض المظاهر الاجتماعية التى كانت تميز عصر الملكية مثل ارتداء الطربوش وأصبحت مثاراً للسخرية.. فما الذى حدث فى تلك الحقبة من تاريخ مصر؟ سؤال حاولت «روزاليوسف» الإجابة عنه بإلقاء الضوء عليه وكانت النتيجة مصادرتها عدة مرات.
 
كانت الرغبة فى تحدى الحكومات المستبدة وقت المصادرة تدفع «روزاليوسف» بشكل مستمر إلى البحث عن عنوان بديل، فلما تم إلغاء الترخيص قررت البحث عن مجلة جديدة، ووقع اختيارها على الصرخة التى كان يملكها عبدالرحمن العيسوى لاستعارة رخصة مجلته مقابل 12 جنيهاً شهريا آنذاك.
 
هذا المجلد الذى صدر حديثا ويقدم له بتفان كبير الكاتب الصحفى والمؤرخ القدير رشاد كامل، هو أحد المجلدات الستة التى تعيد مؤسسة روزاليوسف إصدارها، حيث صدر من هذه المجلة «الصرخة» 42 عدداً.
 
ويستعرض المجلد جزءا من شهادة فاطمة اليوسف التى تضمنتها مذكراتها عن تلك الفترة، وكيف كان المشهد المعتاد بعد طباعة العدد والذى كان يصور البوليس مداهما للمطابع بعد طباعة العدد ماثلا فى الذهن، وكيف كانت روزاليوسف «المجلة» المتخفية «طويلة اللسان» فى وجه استبداد السلطة فى عصر رئيس الوزراء صدقى باشا، ومعبرة عن هموم الوطن والمواطن، حيث كان الكاريكاتير الذى تصدر صفحات المجلة هو أحد أهم رسائل روزاليوسف الموجهة لقرائها عبر رسام الكاريكاتير الأرمنى صاروخان.
 
ثنائية الشارب والطربوش
 
كان الشارب الكث والذى يعبر عن القوة والفحولة والطربوش المشدود الطويل فوق الرأس كذلك من أهم ملامح السخرية التى رصدها صاروخان جيدا، وحركة لغة الجسد التى عبر عنها ببراعة شديدة لإبراز صفات مثل الكبرياء والخنوع والنفاق فى صيغة مبالغة كاريكاتورية، فرسم صدقى باشا بشكل هرمى كبير الفك الأسفل وصغير ومستدق من أعلى تحمل طربوشا مائلا ومنحنيا بشكل هزلى وشاربا كث وفما مرتجفا فى بعض الأحيان مع تكبير حجم الشخوص وتصغيرها تبعا لأدائها وأهميتها، وإضافة الجمل الحوارية والرأى المرسوم فيخدم بذلك إبراز الأداء السلبى والمتسيد واللامعقول لهؤلاء.
 
لقد لاقت مصر عنتا كثيرا من هؤلاء ورحلت رعونتهم وبقى تاريخهم مسطورا فى صفحات روزاليوسف شاهدا على ما فعلوه لتعاينه الأجيال اللاحقة.. رحلوا وبقيت روزاليوسف.