مديحة عزت
زمـن العجـايـب يازمــن
هذه الأبيات لشاعر «رسالة الغفران» أبوالعلاء المعرى قالها فى الزمان.. وإلى زماننا وناسه يقول أبوالعلاء:
عجــبت وكم عجــب فـى الزمـان لرأى بنى دهرك الفائل
فمــالـى لا أقــــول ولــى لســـان وقد نطق الزمان بلا لسان
وبيعــت بالفـلــوس لكــل خــزى وجوه كالدنانير الحسان
وأيــن فــرارى من زمانـى وأهلـه وقد تمض شرا نجده والتهائم
ومـن يفتقــد حـال الزمـان وأهله يرم بهم غربا من الأرض أو شرقا
نشـكـو الزمـان وما أتى بجنايـة ولو استطاع تكلما لشكانا
صدق أبوالعلاء وكأنه يصف زماننا اليوم وناسه.. ناس العجايب والعجب.. زمن.
زمن محاميى البلاغات عمال على بطال بالحق وبالباطل طلبا وجريا وراء الشهرة حتى لو ظهر أن بلاغاتهم مفبركة مثل مسلسلات السيرة الذاتية زمن التراشق بالمستندات فى أهم القضايا المهمة بعيدا عن القانون وكأن هذه المستندات تباع على الأرصفة مع الباعة الجائلين.. زمن اعتصام وتظاهر المعلمين.. المعلم الذى قال فيه أحمد شوقى قم للمعلم وفيه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.
أيها المعلم المعتصم كيف تطلب من تلاميذك أن يحترموك وأنت لم تحترم نفسك وتنام فى الشارع مع وأمام الجهلة والبلطجية؟
زمن المطالبين بعدم عودة قانون الطوارئ ومصر العزيزة يعمها البلطجية على كل لون وكل جنس نساء وأطفال الشوارع وشباب حتى شيوخ البلطجية المندسين فى الاعتصامات والتظاهرات الفئوية التى زادت على حدود المعقول وبلا وطنية وكما قال الإمام الشافعى كرم الله وجهه.. أين ذهبت أخلاق الناس!! فى هذه الأيام العصيبة على مصر، وبلطجية أقسام الشرطة وتدميرها وحرقها والاعتداء على رجال الأمن وضباط الشرطة لتهريب المساجين وقتل الكثيرين من رجال الأمن من الضباط ولم أسمع أحدا من جماهير منافقى الثورة بالدعاء والرحمة على شهداء الشرطة وهم الشهداء الحق بالدفاع عن حق الوطن.. وعلى سبيل المثال السيئ بل أسوأ بلطجة هذه المرأة التى بلا حياء ولا أدب دخلت على مأمور القسم وسكبت البنزين عليه فى مكتبه وأشعلت فيه النار.. هل يوجد بلطجة وإجرام أحقر من هذا علاوة على سرقة السيارات ومن فيها والخطف والاعتداء على المحارم وقتل الأم وقتل الزوج وقتل الزوجة وقتل الوالد وقتل وسرقة الأهل والجيران جرائم كلها مستحدثة نتيجة لغفلة الثورة وانتشار المفرج عنهم من السجون سواء إفراجا أو هروبا وبعد كل هذه الجرائم المستمرة والانفلات الإجرامى والبلطجة العلنية نطالب بعدم رجوع قانون الطوارئ؟ وفى الحقيقة مصر اليوم لو أردنا أن تكون مصر الجديدة فعلا لابد من وجود قانون طوارئ شديد الفاعلية وسريع الإجراء وتطبيق القانون على الجميع دون أى استثناء لأحد أو لعضو حزب أو جماعة والله ولى التوفيق ويارب محتاجين قانون الطوارئ يارب احم مصر بقانون الطوارئ؟! ونصل إلى كوميديا الاعتصامات والمعركة الدائرة حول اللحية وضباط الشرطة التى ظهرت فجأة بعد أن كادت تكون اختفت ولكنها للأسف بدأت المعركة من جديد من مجموعة من ضباط البوليس الملتحين والتى لم يكن وقتها أبدا ولا ضرورة لإثارتها للنقاش والفلسفة واستعمال الدين والتدين فى المناقشات فى الوقت الذى تعانى فيه وزارة الداخلية من المشاكل ولم ينقصها هذه التقليعة من بعض المتطرفين بلا أى سند أو رأى دينى من أى من علماء الدين الحق والأزهر وبالعودة إلى كتب الدين ورجال الدين لم يذكر أحد اللحية بل فى كثير من الأحاديث قديما أعلن الأزهر أن اللحية عادة وليست عبادة ثم أنه.. عن أبى هريرة رضى الله عنه قال.. قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.. «خالفوا المشركين وأعفوا اللحى وأحفوا الشوارب» باختصار ياريت ضابط اللحية يا وزير الداخلية يترك العمل الأمنى ويعمل عملاً كتابياً.. لأن اللحية ليست إسلامية هذا لأن فضيلة الإمام الشيخ الباقورى لم يكن ملتحيا ولا الشيخ حسن مأمون مفتى الديار المصرية عليهما رحمة الله.. ومن غير المسلمين قداسة البابا شنودة كان ملتحياً وجميع قداسة قدسين الكنائس ملتحين.. وطاغور الشاعر الهندى ملتحِ.. ثم أبناء أشهر أئمة مصر غير ملتحين منهم السادة الكرام أبناء شيخنا الشعراوى وشيخنا المراغى ياريت كفاية حبتين استعمال دين الإسلام فى المشاكل وطلبات المتسلقين على الدين لتحقيق مصالحهم الشخصية!!
وأخيرا إلى الإخوة والأصدقاء والزملاء الأعزاء أقباط ومسيحيى مصر.. مصر يا سادة بلدنا جميعا مسلما وقبطيا!!
وإليكم هذه بعض من قراءأتى الدينية لإقوال سيدنا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام الذى قال «الأنبياء أخوة.. أمهاتكم شتى ودينكم واحد».
∎ قال السيد المسيح عيسى عليه السلام.. حين أحاط به لؤم الكهنة وكيد الكائدين!! «اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لايعلمون ما يفعلون».
∎ وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ودمه يتفجر تحت قسوة الحجارة التى يقذف بها من كل جانب..
«اللهم اغفر لقومى فإنهم لايعلمون»!!
أكانت هذه المشابهة عفو الصدفة أم هى ثمرة شىء يشبه القانون.. إننا نريد أن نقترب من محمد عليه الصلاة والسلام ومن المسيح أخيه عيسى عليه السلام ونريد أن نبصر الرؤى الصحيحة التى رأيا بها مستقبل الإنسان ومستقبل الحياة فإنما فى هذا النظير أن مثلما هما نظيران فى شدة ولائهما للإنسان وللحياة!!
يا إخوة مصر يا إخوة الوطن مسيحى مسلم دايما أخوة أحبة وطننا واحد وإليكم الحب كله وتصبحون على حب!!
الشيخ الباقورى
أحمد جمال الدين







