تحياتى الى زوجك العزيز

اخترت هذه الأبيات من شعر الصديق الراحل صالح جودت.. يقول صالح فى الضمير
أى عـجــاب أيـهـــا الضمـــير أنحن أسراك وأنت الأسير؟
 
نــراك دفـيــنـا سـيـــدا آمـــرا        
 
فكيف أغلقنا عليك الصدور؟
 
يـا بــلـــــد ضـيـــعـــه إنــــه
 
  كفاته ليس لهم من نصير
 
العـلـم والأخــلاق فى عـرفـه    
 
جناية حلى وإثم كبير
 
يـضـيــق بـالأفــذاذ لـكـنــمـا
 
 فى أرضه متسع للحمير
 
 احـفـر فـى أرضــك قبـرى ولا
 
 أحفر فيها قبر هذا الضمير
 
فعلا يا عزيزى صالح جودت عليك رحمة الله.
 
 
انعدم الضمير عند كل المتصدرين للفتاوى سواء كانت فى الدين أو فى السياسة.. انعدم الضمير عند أغلب المتحدثين فى الماضى والحاضر.. وانعدمت الأخلاق فى الشارع السياسى والشارع المدنى والشوارع حولنا انعدم الضمير عندما تقول الحكومة حاضر نقول لها لأ عايزين كمان، تقول الحكومة اتركونا ننجز نقول مطالبنا أولا.. تقول الحكومة منين نقول إحنا عايزين واتصرفى!

بالذمة بأى ضمير أخرنا البلد وأوقفنا حال مصر وعطلنا المصالح والهيئات بالاعتصامات العشوائية ثم بأى ضمير أيها السادة المحامون الذين ينامون ويصبحون يرفعون القضايا عمال على بطال على ناس ماتت وناس فى السجون وناس فى رحاب ربهم خارج البلاد ثم بأى ضمير سجين يصدر دكتور يدعى الإفتاء فى الإسلام وهو ناسى خلق المسلم وشريعة الإسلام، وتصدر القنوات الفضائية يسب ويلعن فنانة شريفة يتهمها بالزنى والفن بالدعارة بألفاظ «قذرة» لست أدرى كان فين ضميره وهو يتلفظ بهذه الألفاظ السوقية ويقابل أولاده ومن يعمل معهم ونسى أو تناسى خلق المسلم الذى يؤكده الشيخ الإمام محمد الغزالى فى كتابه «خلق المسلم»: «شتان بين هؤلاء الذين يستهينون بالدنيا فى سبيل الله وبين الذين يسخرون الدين نفسه فى التقرب من كبير أو الاستحواذ عرض حقير»، ولم أذكر اسمه ليس خوفا منه ومن لسانه البذىء، ولكن لاحتقار وتفاهة الموضوع الذى سخر الدين لينال الشهرة!
 
ونصل إلى ضمير الفن الذى سمح بفوضى عرض أكثر من سبعين مسلسلا فى رمضان، وكانت رغم كثرتها إلا أنها كانت دون المستوى الفنى الرفيع الذى يليق بكبار الفنانين مثل الكبير نور الشريف والزعيم عادل إمام قصص إما مكررة أو مقتبسة من مسلسلات أجنبية أو تركية أو حتى المسلسلات العربية.. قصص مكررة ثم التنفيذ رخيص وفقير فى اختيار الشخصيات المساعدة للأبطال والإكسسوار والديكور وأغلبها فى الشوارع والغيطان وفقر الملابس اكتفى بلبس الفلاحين أو أهل الحوارى.. ورغم هذا فقد تفوق الفنان محمود عبدالعزيز فى «باب الخلق» والكبير يحيى الفخرانى فى «الخواجة عبدالقادر» والكبير جمال سليمان فى «سيدنا السيد».. وكريم عبدالعزيز فى «الهروب»، ويمكن أو أكيد سيعاد عرض هذه المسلسلات بعد ذلك فرادى يمكن انتقاء حسناتها!
وأخيرا.. ياما قلت يا عالم كتاب السيرة الذاتية لمشاهير الموتى وكفاية تأليف لحياتهم إما بالتزويق وحشر أحداث لم تحدث أو اختصار أحداث كما حدث فى مسلسل «كاريوكا» من فقر الإنتاج أو البخل فى الصرف واستخدام الأصلح والمطلوب من الملابس والاكسسوارات واختيار الشخصيات كما حدث فى مسلسل «كاريوكا» راقصة مصر الأولى والأخيرة كما كنت أكتب لها دائما الراحلة تحية كاريوكا.. لم يحاول السيد المخرج أو كاتب السيناريو السؤال لتقديم عمل لفنانة كبيرة حتى لا يظهر بهذا الفقر فى تقديم الشخصيات الكومبارس الذين قلدوا شخصيات حياة تحية مثل من قاموا أولا.. أنور السادات هذا الممثل الرذل الذى طوال دوره يعوج فمه وهو يتكلم.. على فكرة قصة أنور السادات فى المسلسل ملفقة لم تحمه من السجن فى قضية أمين عثمان لأنه سجن فيها ولم يكن هو قاتل أمين عثمان، بل كان هو حسين توفيق ولما هرب من السجن اختبأ فى مطبعة «روزاليوسف» وهو بطل قصة «فى بيتنا رجل» لأستاذنا إحسان.
 
ومن قام بدور الريحانى وتقل دمه ويقلد الريحانى فى أدواره والكارثة الذى قدم المرحوم عبدالمنعم الخادم الذى كان أشيك رجال وسط العائلات الكبيرة، والكارثة الثانية أنه صور المرحوم د.حسن حسنى بأنه منحرف وألف له علاقة بصباح والدكتور حسن حسنى لم يعرف صباح ولم تستمر جوازته من تحية أكثر من كام شهر لأنه تزوجها بالعند فى زوجته الأولى.. ثم محرم فؤاد وكان فعلا فنانا مؤدبا وقد تزوج بعدها ملكة جمال لبنان التى من أجلها طلق تحية ثم إن رشدى أباظة لم يتزوج سامية جمال بعد تحية، رشدى اتجوز سامية بعد طلاقه من زوجته أم ابنته «قسمت».. أما أسوأ اختصار كان زواجها من مصطفى جعفر وكان هو وشقيقه محمد جعفر صاحبى سينما راديو جواز ولم يدم أكثر من شهر.. وكان أيضا أحق بدوره فى المسلسل هو الفنان والكاتب والإنسان العظيم فايز حلاوة الذى جعل منها ممثلة عظيمة وأطلق اسمها على المسرح وكانت وهى زوجته تتزاور معنا فى بيوتنا ومع كبار الصحفيين والكتاب الكبار ومن قام بدوره أيضا كارثة بل دوره فى المسلسل سخيف وليس فيه شىء من الحقيقة التى ظلت زوجة له محترمة حتى تزوج الإعلامية الراحلة فريال صالح، وتم الطلاق بعد زواجه ولم تكن تحية أبدا الراقصة الحافية بل هى سامية جمال الراقصة الحافية.. وقصة مصطفى أمين كذب ومقابلتها عبدالناصر لم تحدث، ثم إن الفنانة الجميلة شادية كانت مشهورة قبل عملها مع تحية وكانت زوجة لعماد حمدى، كل ما قدمه المسلسل أنها تزوجت وطلقت وكل واحد يقول أنا معجب بك تأخذه للمأذون.. هذه أبدا ليست فقط حياة تحية كاريوكا أشهر راقصات مصر وممثلاتها، الكل كان ينتظر حتى عرض كام رقصة سواء من أفلامها أو كانت تقوم بها الفنانة الكبيرة وفاء عامر التى قامت بالدور كأحسن ما يكون حسب ما كتب فى السيناريو ومثلها كانت ممتازة فادية عبدالغنى فى دور بديعة مصابنى أيضا كما كتب لها ومثلها الفنان الكبير عزت أبوعوف كان ممتازا فى دور سليمان بك نجيب، كنت أرى فيه فعلا صورة سليمان نجيب كما عرفناه صديقا لأستاذنا إحسان عبدالقدوس وكان يسكن فى الشقة التى أمام شقة الأستاذ إحسان فى عمارة سيف الدين بشارع قصر العينى.. وأخيرا اختصار دور الفنانة رجاء الجداوى غلط وليس فى صالح المسلسل.. ثم إنه ليس حقيقيا إن كانت هناك أى علاقة بتحية كاريوكا ولا صداقتها بالكاتب الكبير يحيى حقى.. تحية لتحية فى رحاب الله والدعاء لها ولكل من عرفها وعرفته بالرحمة والغفران.
 
 
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب