الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الجهل والفن والسياسة

الجهل والفن والسياسة


اخترت هذه الأبيات من ديوان «بعد الأعاصير» لأستاذنا عباس محمود العقاد :
 
 
فشـت الجهالة واستفاض المنكر
 
     فالحق يهمس والضلالة تجهر
 
 
والصدق يسرى فى الظلام ملثما 
 
    والزور يمشى فى النهار فيسفر
 
 
بـئس الزمان لقد حسبت هواءه  
 
  دنسا وأن بحاره لا تطهر
 
 
وكـأن كـل الـطـيـبـات يـردهـــا
 
 فيه إلى شر الأمور مدبر
 
 
أنـا لـفــى زمـن كــأن كـبــاره    
 
يسوى الكبائر شأنها لا يكبر
 
 
فعلا يا أستاذنا العقاد أنا لفى زمن العجايب زمن الجهل والبلطجة والنفاق زمن المسلم يكفر المسلم زمن يحتكر الجهلة الفتاوى فى الدين والإيمان، منهم من أفتى بقتل المسلم للمسلم نفاقا لحزب رئيس الجمهورية، زمن نجاح الجماعة المحظورة كما اشتهرت بالمحظورة، تصدرت الجماعة مقاليد الحكم والمشورة بالحق والباطل.. وبدأ النفاق يعم حتى أن أحد جهلة الإفتاء اتهم الفن بالزنى والدعارة.. أين دفاعكم وثورتكم يا أهل الفن المحترمين غير المنافقين مثل بعض الإعلاميين الذين للأسف لبسوا رداء الإخوان فى حواراتهم التليفزيونية لم ينقص إلا أنهم «يلتحون» بكل أسف وعجب على زمن الجهل!!
 
ومن غضب الله على مصر والمصريين انتشار البلطجة والبلطجية وزيادة أعدادها نتيجة لقرار الإفراج عن المساجين الذى أتُخذ بلا دراسة ولا تعقل وكانت النتيجة البلطجة والسرقة والخطف والتحرش بالمرأة والفتيات والسطو على السيارات وركابها والضرب والتخريب الذى طال المستشفيات وبهدلة الأطباء، الطبيب الشافى لأمراض الناس بإذن الله يهان ويقترف بالطوب والأسلحة والسحل، الطبيب والطبيبة.. هل يوجد بلطجة وخراب أعظم من هذا؟!
 
حتى إن الإفلات وانتشار عصابات بلطجية الباعة الجائلين الذين احتلوا الشوارع وتأجيرها للباعة ومقاهى البلطجية وإقامة الأكشاك على الأرصفة حتى وسط الشوارع علاوة على انتشار القاذورات من باعة الأكل والساقع من وسط البلد إلى ميدان التحرير وطلعت حرب وعابدين والقللى وكأن البلد بلا محافظ ولا رئيس حى ولا شرطة للأسف الشديد.. حتى أن شارع طلعت حرب البضائع على الأرصفة والزباين يخلعون ملابسهم وأحذيتهم لتجربة الملابس فى الشارع بلا رادع أو محاسب أو أمن أو مسئول من الحى يحمى المارة من تحرش وبلطجة هؤلاء الباعة الجائلين ولا حياء ولا خجل والكل مدعى حماية الإخوان لهم بل منهم من يعلن أنهم إخوان ورجال الإخوان، وللأسف نفاقا وتملقا للإخوان الذين كل نشاطهم احتلال مصر وكل نشاطهم السياسى وتأكيدهم للحكم ناسين أخلاق المسلم وأخلاق الإسلام وكما جاء فى كتاب خلق المسلم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال إنه إذا نمت الرذائل فى النفس وقسا ضررها وتفاقم خطرها انسلخ المرء من دينه وأصبح ادعاؤه للإيمان زورا.. فما قيمة دين بلا خلق؟ وقال عليه الصلاة والسلام.. أربع من كن فيه كان منافقا خالصا.. إذا اؤتمن خان.. وإذا حدث كذب.. وإذا عاهد غدر.. وإذا خاصم فجر.. صدق رسول الله.
 
ياريت نتقى الله فى مصر يا سادة الإخوان ونحترم تعاليم الإسلام قبل احترام أولى الأمر!!
وللإخوان المسلمين أنهم ليسوا هم فقط المسلمين بل كل مسلمى مصر والعالم يعلمون كثيرا عن تاريخهم من بداية الشيخ حسن البنا حتى اليوم.. وبمناسبة حسن البنا ومن التاريخ هذه بعض من أقواله وهو فى بداية حياته العلمية قبل تكوينه جماعة الإخوان.. لقد طلب منه فى السنة النهائية لدراسته فى مدرسة المعلمين أن يكتب كل تلميذ عن الآمال التى تراوده فكتب حسن البنا.. وقد استهل حسن البنا مقاله بالعبارة التالية.. أعتقد أن أفضل الناس هم الذين يحققون سعادتهم بتوفير سبل السعادة للآخرين وبإسداء المشورة لهم وإن ذلك يمكن تحقيقه على أفضل وجه من خلال الصوفية الحق والتفانى بالعمل الصادق فى خدمة الإنسانية.. والثانية التعليم وإسداء النصح والإخلاص فى العمل الذى يتميز بالارتباط بحياة الناس.. والمثابرة ونكران الذات.. وقد كانت كلمة الختام هذا عهد بينى وبين ربى!! وصيف عام 1927 تخرج حسن البنا فى دار العلوم وعمره 21 سنة ثم عمل مدرسا للغة العربية بإحدى مدارس الإسماعيلية موطنه الأصلى حتى استقال وكون جماعة الإخوان من الإسماعيلية عام .1928
ومن الوصايا العشر لحسن البنا.. الوصية الثامنة..
«اجتنب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات ولا تتكلم إلا بخير».. ياريت السادة الإخوان المتسلقين على أحداث مصر بالقول والفعل ينتهجون نهج شيخهم ومؤسس جماعتهم عليه رحمة الله.. وارحموا مصر وشعب مصر المسلم الوطنى من تطرفهم السياسى!! وعلى الماشى.. هذا نوع آخر من الجهل.. وفوضى الجهل!!
 
وعلى الماشى.. إن الفوضى فى شوارع المدينة الجميلة القاهرة حدث فى فوضى المسلسلات والبرامج القديمة الرذلة السخيفة.. وقد قضت الفوضى وكثرة المسلسلات على حق الكثير من كبار الفنانين والفنانات من تشابه القصص وفقر الإنتاج.. وياريت كل من يفكر فى مسلسل عن زميل العمر مصطفى محمود يراجع نفسه هذا لأن مصطفى ليس فى حياته ما يمكن أن يقدم إلا إذا كانوا سيؤلفون لك قصة حياة يا مصطفى.. وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.