الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ومن النفاق ما قتل

ومن النفاق ما قتل










 
 
 
هذا العنوان للدكتور إبراهيم عبده، أما الأبيات فاخترتها من ديوان شاعر الشباب أحمد رامى رحمهما الله.يقول رامى فى الذكرى.. التى أيقظت ما نام من ذكرياتى.
 
يا صـــورة الغـابر الـدفـــــين      أيقظت ما نام من شجونى
أوشـكت أنســى الـــذى تولــــى      فجئتنى اليوم تذكرينى
أريـتــنيـــه وقـــــــد تـــبــــدى            لناظرى واضح الجبين
أكـــاد أصـــغى إلـى صــــــــداه   يرن فى قلبى الحزين
مـالــى إذا غـاب عــن عـيونــى      بكت على بعده عيونى
وإن أردت البـــــــعــاد عــــنــه  أصبحت أدنى إلى الجنون
 
 
رحم الله شاعر الشباب أحمد رامى والكاتب الكبير دكتور إبراهيم عبده اللذين أعادتنى لذكراهما أحداث مصر اليوم وحدث انتخاب أول رئيس لعهد جديد لمصر كما كان يبدو فى أول الأمر وسعد الشعب وسره أننا فى طريقنا للأمن والأمان وتفاءل الشعب بالإسلام الدين الإسلامى الذى لم يكن قط دين عنف.. الإسلام دين الرحمة والسماحة والقلب المفتوح.. وقد تفاءل الشعب بانتخاب رجل جاد بعيد عن التظاهر والمظاهر.. يا سيادة الدكتور محمد مرسى قبل أن أدخل فى الموضوع أقدم لك قول «أرسطو» (اعتبر بمن مضى قبلك ولاتكن عبرة لمن يأتى بعدك).
يا سيادة الرئيس الشعب المصرى يريد منك رئيسا للمصريين جميعا.. ورئيس المصريين جميعا لايمكن أن يكون رئيسا لحزب وإلا تحزب وتورط فيما يتورط فيه عادة رؤساء الأحزاب، ورئيس المصريين جميعا لاينبغى أن يكون رئيسا للوزراء وإلا استوزر ونزل عن مقامه درجات.. وأهم ما يجب أن يكون رئيس مصر رئيسا للمصريين جميعا ولاينبغى أن ينتمى إلى جماعة أو طائفة أو مذهب يريدونك فى القمة حكما بين الأحزاب.. لقد جئت إلى رئاسة المصريين فى هذا المكان العالى، فى مكانك يجب ألا تعرف الحقد على الماضى أو الحاضر وليس بينك وبين من سبقك من تاريخ ثأر أو عداء شخصى واستعن بأهل الكفاءة وليس أهل الثقة كما فعل عبدالناصر ولتعلم أنه ما من  دكتاتور استعان بأهل الرأى والفطنة وإنما كانت دعائم حكمه تقوم دائما على أكتاف المنافقين والمستغلين من أهل الثقة.. من كان سبباً فى كارثة مصر سنة «1967» إنهم المنافقون الذين أدخلوا فى روع الرئيس جمال عبدالناصر أنه جاء بما لم يجئ به موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام قالها محافظ ولم يعاقب على كفره بل رقى محافظا للعاصمة ثم عين وزيرا بعد ذلك.. ثم من الذى أفسد النظام فى عهد عبدالناصر المنافقون الذين ألفوا أغنية لاتقال إلا فى ذكر الله سبحانه وتعالى.. «لبيك عبدالناصر لبيك».. ولم يرحمه المنافقون من نفاقهم يوم وفاته فنشروا صورته تحتضن الكعبة الشريفة وتحتها كتب أنه بعث نورا للناس - تماما كما بعث محمد عليه الصلاة والسلام.
ثم ماذا.. رحل عبدالناصر وجاء السادات.. رجلا متواضعا يحنى رأسه إجلالا لتمثال سلفه فى مجلس الأمة جاء السادات وفعل العجب حتى استقطب جميع الناس ثم ماذا؟.. استفتح المنافقون دورهم الخالد فبدأت الأغانى فى تمجيد الرئيس الطيب تنشد فى الإذاعة والتلفزيون وعلى سبيل المثال وليس الحصر.. شاهدنا وزير الداخلية النبوى إسماعيل يعلن للرئيس نتيجة الاستفتاءات وقد وقف كأنه فى محراب وذكر عبارة يا سيادة الرئيس أكثر من ثلاث وثلاثين مرة ولم يستغرق اللقاء أكثر من عشر دقائق!!
وقد اعتادت المذيعة الكبيرة همت مصطفى أن تسجل للرئيس السادات حديثا يوم عيد ميلاده.. ثم رحب بخطى الرئيس السادات منذ ألغى الحراسات وأغلق السجون والمعتقلات وانتصر فى أكتوبر وختم جهاده بكامب ديفيد ومعاهدة السلام، ثم بلغ نفاق المنافقين ذروته بعد تلك الأحداث ودعمه نفاق وارد من الولايات المتحدة وأوربا باعتباره بطلا للسلام وهذا حق فالسلام أمنية مصر والعالم أجمع.. وفى مأدبة أقامها الرئيس السادات فى واشنطن قام بوش نائب الرئيس ريجان خطيبا فقال.. إن الله سبحانه وتعالى خلق العالم فى ستة أيام.. كان يخلق كل يوم ملايين البشر وملايين الزواحف والأنعام.. ثم خصص سبحانه يوما لخلق السيد المسيح عليه السلام.. وفى يوم خلق الرئيس السادات وما أظنه فى ذلك اليوم خلق شيئا اكتفاء بهذا العمل العظيم وكان ضمن الحضور من الصحافة المصرية زميل العمر دكتور مصطفى محمود والكبيرة أمينة السعيد.. التفت مصطفى محمود وأمينة السعيد إلى رؤساء تحرير الصحف وقال: إياكم أن ترسلوا بهذا القول إلى صحفكم فإن نشر كلمة بوش سوف تسىء إلى المسلمين والمسيحيين على السواء.
وفى اليوم التالى استدعى الرئيس السادات رؤساء التحرير باسم الثغر منشرح الصدر فهو «بشر» وسألهم عن قول بوش وهل استوعبوا كلامه فتقدم منافق منهم وقال إن السيدة أمينة السعيد ولم يذكر مصطفى محمود نفاقا لمصطفى.. وقال إنها نصحت بعدم نشره.. ولكنهم جميعا أرسلوا بذلك الحديث العظيم وقد نشر.. ونظر الرئيس شذرا إلى أمينة السعيد ولم يقل شيئا. صدقونى ما من أحد فى العالم يلقى هذا النفاق ويعيش وسط هذا الرياء ويقرأ ويسمع أنه منزه لايخطئ ما من أحد فى العالم يحاط بكل هذا النفاق ويبقى على طبعه الأصيل فلابد أن تغره الدنيا وأنه والأنبياء على قدم المساواة.. إنه النفاق الذى مهد ولايزال يمهد بكل بلاء أصابنا وسيصيبنا على أيدى أهل الثقة يا دكتور مرسى الذين ورطوك فى قرار مجلس الشعب الذى قلب الأرض على السماء أهل المشورة أصحاب المصالح الشخصية أو الدينية قرار صدمة لكل من صدق أنك رئيس لكل المصريين وليس تابعا للإخوان أو السلفيين لاسمح الله.. لاتغضب من المعارضين لأن المثل يقول «يابخت من أبكانى وبكى الناس على ولا أضحكنى وضحك الناس على».
وأعود وأذكرك بقول «أرسطو» «اعتبر بمن مضى قبلك ولكن لاتكن عبرة لمن يأتى بعدك» والله فى عونك يامصر ويكفيك شر المخربين والطغاة باسم الدين لاقدر الله.. والنصر لمصر.
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.

د. مصطفي محمود
 

أمينة السعيد