الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الاستقواء بالرئيس.. وهموم الشارع!

الاستقواء بالرئيس.. وهموم الشارع!




هل أصبح الشارع المصرى أسير الشعور بالخوف.. خاصة فى هذه الفترة الأخيرة؟.. الإجابة: نعم وما حادث مقتل شهيد السويس طالب الهندسة أحمد حسين ليس سوى شاهد على انتشار هذا الإحساس المتمثل فى حوادث الاعتداء على الناس فى الشوارع وفى وسائل المواصلات.
 

 
.. المؤسف فى الأمر أن مثل هذه الحوادث ظهرت بعد الثورة ووصول المنتمين إلى التيار الإسلامى للبرلمان وفوز الرئيس محمد مرسى بكرسى الرئاسة.. ورغم نفى جميع الأحزاب والجماعات والهيئات الإسلامية لهذه الحوادث، بل استنكارها، إلا أن إحساس الناس فى الشارع بالأمان لم يعد موجودا وتسرب الخوف إلى قلوب أغلب الأسر المصرية التى تخشى على أبنائها من التعرض لحادث ما، خاصة أن الأمن وأجهزة الشرطة القائمة عليه لم تسترد عافيتها بعد.
 
الأمر الأسوأ فى تلك الحوادث أنها دائما ما تقترن باسم الدين، الذى هو منها براء، بالإضافة إلى أن بعضها مقترن باسم رئيس الجمهورية شخصيا، مثل: «أهو جه اللى حيلمكم» هذا بخلاف شعارات مثل نحن أسيادكم وشاركنا بالمعروف وخليك بعيد عن المنكر».
 
دعوات وشعارات وأقوال مرعبة يرددها من يستقوى بالدين وبالفترة السياسية الحالية التى تمر بها البلاد، بالمناسبة هذه الدعوات كانت موجودة أيضا فى فترات سابقة، لكنها لم تكن تخرج إلى حيز العلن بهذا الشكل، كما أنها لم تكن مقترنة بالتهديد والوعيد مثلما يحدث حاليا من بعض الهيئات والجماعات.
 
فلا يعقل أبدا أن يخرج علينا البيان العاشر عن تلك الهيئة التى ينكرها الجميع وينكر حتى وجودها المسماة «بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» تعرب فيه عن أسفها لمقتل شهيد السويس من قبل بعض المنتمين إليها، ثم تعود فى نفس البيان وتبرر بأن ما صرح به عن الفتاة التى كانت معه بأنها خطيبته لا يسمن ولا يغنى من جوع.. هذا البيان ما هو إلا استمرار لسياسة التهديد التى تصدر بحق المجتمع من قبل هذه الهيئات والجماعات بين الحين والآخر التى كان من نتيجتها اغتيال اثنين من الموسيقيين فى قرية ميت العز التابعة لمركز فاقوس فى محافظة الشرقية، وهدم الأضرحة فى محافظات مصر، وفتاوى تحصيل الجزية من الأقباط كأنهم مواطنون غير مصريين.
 
ما يحدث لا يبشر بالخير وباستقرار الأمن، لأنه من المؤكد أن أصحاب الحق الذين أضير ذووهم من جراء هذه الحوادث ينتظرون القصاص لضحاياهم، وإذا لم يأت هذا القصاص سريعا سيحاول البعض منهم الحصول عليه بيده وبعيدا عن القانون، وهذا ما لا نرضاه لهم وللوطن.
 
ورغم أسف جميع القوى والأحزاب والجماعات الإسلامية لموجة العنف هذه والمقترنة باسم الدين ولإخلاء مسئوليتهم عن تلك الحوادث، إلا أن هذا الأسف لم يعد كافيا حتى تهدأ نفوس الناس وأهالى الضحايا.. بل إن البعض من هذه الجماعات يشكك أصلا فى حدوث مثل هذه الجرائم والاعتداءات، ويؤكد أن المسئول عنها وربما من يدبر لها لن يخرج عن بعض القوى والأجهزة التى ترفض ثورة 52 يناير وترفض استئثار التيار الإسلامى بالشارع، وترى فى ذلك خطرا عليها وعلى مكتسباتها التى كانوا يحصلون عليها فى عهد النظام السابق.
 
من يقولون هذا ويشككون فى هذه الجرائم يتصرفون الآن كأنهم الدولة ولسان حالهم يقول: «أنا الحكومة»، كما كان يقول أحمد السقا فى فيلم «الجزيرة».. الغريب أن هذا يحدث فى ظل تساهل من أجهزة الشرطة التى ترفض الصدام مع هذه الجماعات، فأجهزة الشرطة تستطيع كشفهم وكشف من يصدر بيانات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولديها من التقنيات الحديثة ما يساعدها على ذلك، «وزير الداخلية صرح بأنه ليست هناك جماعة باسم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» «ونحن بدورنا نسأل عن صاحب البيانات العشرة التى نشرت على الشبكة العنكبوتية».
 
ولهذا لم يكن غريبا أن نرى هذه الجماعات وهى تنفذ ما تريده فى الشارع سواء بالترغيب أو
بالترهيب، وبقراءة سريعة لحادث شهيد السويس.. عرفنا أن المعتدين كانوا يحملون سيوفا وصاعقا كهربائيا وعصا خيزران، أسلحة متنوعة ما بين البدائى والحديث كأنهم مقدمون على دخول معركة حربية وليس لفرض فكر بالعقل والحسنى، «هذا فى حالة إذا كان لدى هؤلاء فكر أصلا».
 
ما يحدث فى الشارع لا يجب السكوت عليه ولابد من مواجهته بكل حزم.. لأن استمراره سيدخل البلاد فى أتون معركة نحن فى غنى عنها، فهذه الجماعات لم تأخذ تصريحا من المجتمع يعطيها الحق فى مراقبة أفراده وفرض رأيها وتوجهاتها عليهم بالقوة أو بالترهيب لمجرد أن هناك رئيسا للبلاد ينتمى للتيار الإسلامى، أو أن جماعة ظلت تعمل تحت الأرض طيلة ثمانين عاما وخرجت علينا الآن لتعمل فى العلن ونالت أغلبية فى مجلس الشعب الذى تم حله وينتظر شقيقه الشورى نفس المصير.
 
الرئيس محمد مرسى نحن نرفض أن يستقوى بك فصيل على حساب آخر، خاصة إذا كان هذا الآخر هو شعب مصر الذى باتت حياته مهددة من قبل هذه التيارات المتشددة التى تستخدم الدين لتفرض منطقها علينا، نلبس هذا ونخرج مع هذا، تقتل هذا وتفرض الجزية على ذاك، وأبدا هذا وذاك لن يكون ولن نسمح به.
 
الرئيس مرسى تذكر شعار حملتك الانتخابية «قوتنا فى وحدتنا»، هذه الوحدة تسعى بعض القوى لفضها من حولك لكى تستأثر بها لوحدها لتفرض علينا ما تراه وترغب فيه، دون النظر لأى مصلحة وطنية، وإذا كان حزبك الذى جمدت عضويتك فيه مؤقتا كرئيس للحزب ومن يتبعه من جماعات وقوى تابعة للتيار الإسلامى لن يتصدى لهذه الأفعال المجرمة التى يستغل فيها الدين، فاعلم أنك وهذه القوى ستكونون أول الخاسرين لأن للناس حقوقا عليك وعليهم خاصة بعد أن أصبحت مسئولا عنهم.