مديحة عزت
أعظم من حكم مصر
أولاً هذه الأبيات كتبها لمصر شاعر النيل حافظ إبراهيم ويقول فيها:
وقــــف الخلــــق ينظـــرون جميعــــا كيف أبنى قواعد المجد وحدى
وبنـاة الأهـــرام فـى سالـف الـدهـــر كفونى الكلام عند التحدى
هــل وقفــتــم بقمــة الهــرم الأكــبـــر يوما فرأيتم بعض جهدى
مــــا رمانــــــى رام وراح سلــيـمـــــا من قديم عناية الله جندى
قــد عــقــــدت العــهـــود مـــن عــهــد فرعون ففى مصر كان أول عقد
إن مجــدى فــــى الأوليـــات عــريـــق من له مثل أولياتى ومجدى
أنــــا إن قــــــــدر الإلــــه ممـــاتـــــى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى
صدقت يا شاعر النيل فهذه هى مصر أم الدنيا على مر السنين وتحول الحاكمين منهم الشريف ومنهم العظيم ومنهم المغتصب.. حكمها الزمان وحكمت الشرق من عصر الفراعنة حتى يومنا ومصر هى مصر أم الدنيا.
منذ أكثر من «5000» سنة عندما كان الإنسان فى العالم كله يعيش فى كهوف ويرتدى ملابس مصنوعة من جلد الحيوان الذى يقوم بصيده.. مستخدما أدوات مصنوعة من الحجر ولم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة كان يعيش فى مصر على ضفاف نهر النيل.. شعب يسكن المدن الكبيرة ويبنى مبانى ضخمة مثل الأهرامات والمعابد ويرتدى أفخر الثياب والمجوهرات ويعرف القراءة والكتابة ويسجل كل تاريخه على ورق البردى أو على جدران المعابد.. إنه الشعب المصرى القديم.
وكان يحكم الشعب المصرى فى ذلك الوقت ملوك عظام أطلق عليهم الفراعنة حكموا مصر على مدى «2500» عام.. تم تقسيمهم إلى «30» أسرة حاكمة أعظم تلك الأسر على الإطلاق الأسرتان «18» و«19» على مدى «400» سنة تقريبا أى فى الفترة من عام «1570» حتى عام «1195» قبل الميلاد أى قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
وباختصار الحكام وتاريخهم نصل إلى أعظم هؤلاء الفراعنة جميعا بل أعظم الحكام فى التاريخ هو «تحتموس الثالث» وهو من الأسرة «18» وأنه ليس فقط أعظم من حكم مصر بل واحد من أعظم الحكام فى التاريخ قام تحتمس الثالث ببناء أسطول حربى ضخم وجهزه بكل ما يلزم ليتمكن من حصار الهكسوس فى قبتيه ونجح وضم كل المدن إلى إمبراطوريته.. بداية من قبرص وكريت وجزر غرب آسيا الصغرى «تركيا حاليا» قامت بعقد معاهدات صداقة وتعاون مع تحتمس الثالث.. ويحكى التاريخ بعد الانتهاء من بناء الأسطول قام تحتمس الثالث بنقله مفككا ونقله على عربات نقل ثم قام بعد ذلك بتجميع القوارب عند نهر الفرات ثم عبر بواسطتها هو وجيشه للضفة الأخرى للنهر حيث هاجم أعداءه الذين فوجئوا به فانهزموا جميعا.
وسيحكى التاريخ الحديث أنه بعد حوالى «3470» عاما أن ما فعله تحتمس الثالث هو نفس ما فعله أنور السادات زعيم الحرب والسلام الجيش المصرى فى حرب «6 أكتوبر» 1973 فلقد قام الجيش المصرى بنقل الكبارى مفككة على عربات حتى قناة السويس وقاموا بتجميعها حتى عبر عليها الجنود المصريون بمعداتهم الحربية حتى الضفة الأخرى من القنال وهاجم العدو الإسرائيلى واستطاعت مصر تحرير سيناء .... للأسف ونحن اليوم من اللهو والفزاعة السياسية غافلين عما يمكن يحدث عندما تتقاسم سيناء بين فلسطين وإسرائيل لاقدر الله!!
المهم.. بعد الانتصارات التى قام بها تحتمس عاد ليحكم مصر بقدرة واقتدار اهتم بمصر فقام ببناء المبانى الضخمة والمعابد وأضخمها معبد الكرنك وأظهر ولاءه وحبه لشعب مصر وأحوال البلاد وأن تعيش مصر فى استقرار تام وأمان تام وعدل تام.. وأمر وزراءه أن يكونوا أقوياء فى عملهم لايكلون من محاربة الشر وأن يستمعوا لكل شكاوى الناس.. ولايهملوا أى واحدة منها.. وأن يكون كل عمل يقومون به قانونياً وفى النور حتى لا تثار حولهم الشكوك والشائعات.. لاينصرون القريب إذا كان ظالما على البعيد.. وأن يكون الجميع عندهم سواسية حتى يطمئن الناس جميعا.. ويعلم كل إنسان أنه لن تكون هناك عقبة لنيل حقه.. وإذا واجهتهم المشاكل فإن عليهم أن يلجأوا لأهل الخبرة ليعاونوهم ويكونوا دائما رقباء على من يعملون تحت أمرتهم وعدم إثارة الرعب بين الناس..
حتى لا يتهموهم بعدم الاستقامة.. ولم يكتف تحتمس الثالث بذلك.. بل قام بنفسه بتفقد البلاد للتأكد من استقرار الأوضاع والضرب بقوة على كل خارج عن القانون أو من لم ينفذ القانون.. ومن لم ينفذ أوامره!! وزرع أيضا روح العفو والتسامح واهتم بالتربية والتعليم.. كان تحتمس الثالث يفتخر دائما بصدقه وتدينه واهتم بتحسين حال البلاد بالمبانى الجديدة الضخمة والمعابد حتى تصبح مصر بحق فى عصره زعيمة العالم القديم.. هذا هو تحتمس الثالث أفضل من حكم مصر من الفراعنة القدامى.. على فكرة هذا الكلام ليس من تأليفى ولكنه من قراءتى الدائمة فى موسوعة عالم المصريات للراحل سليم حسن «مصر القديمة» وهذه هى رسالة تحتمس الثالث يا سيادة رئيس مصر الخامس سيادة الدكتور محمد مرسى سيادة الرئيس هذه الرسالة وكل ما فيها طلبات بتوقيع أكثر من ثمانين مليون مصرى رجاء عودة مصر العظيمة بلا اعتصام ولا مليونيات ليس لها لازمة عايزين عودة مصر نظيفة راقية تعمل وتجد وتعلو على يديك ووفقك الله لما فيه خير البلاد والعباد ومبروك يا دكتور مرسى والله معك ومصر والمصريون فى عهدك وكل عام وأنت بخير وحب وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.







